إبراهيم المصري يفتح قلبه لـ "الفجر الرياضي": بدأت رحلتي بـ150جنيه.. تميزت مسيرتي بلقب "مارادونا مصر" وحقيقة مفاوضات الأهلي والزمالك

الفجر الرياضي

إبراهيم المصري
إبراهيم المصري

إبراهيم المصري، الذي أُطلق عليه لقب "مارادونا مصر"، كان نجمًا في فريق الكرة بنادي المصري البورسعيدي والمنتخب الوطني خلال فترة التسعينيات وبداية الألفية الثانية. 

تميز إبراهيم المصري بمهاراته العالية، سرعته، وتصويباته الصاروخية، مما جعله يشبه النجم الأرجنتيني دييجو مارادونا.

وعُرِفَ إبراهيم المصري بانتمائه القوي للقلعة الخضراء، حيث رفض كل العروض والإغراءات من الأهلي والزمالك، مستمرًا في صفوف النادي البورسعيدي حتى لحظة اعتزاله.

شارك المصري بشكل بارز في المنتخبات الوطنية، حيث انضم لمنتخب الشباب وحقق معه إنجازًا كبيرًا بفوزهم بكأس الأمم الأفريقية تحت 20 سنة في مصر عام 1991، وشارك في كأس العالم للشباب بالبرتغال في نفس العام.

وسجل المصري حضوره في المنتخبات الوطنية، بشكل مميز للغاية حيث انضم لمنتخب الشباب وفاز معه بكأس الأمم الافريقية تحت 20 سنة بمصر عام 1991، كما شارك فى كأس العالم للشباب بالبرتغال فى نفس العام.

وشارك مع المنتخب فى دورة الألعاب الإفريقية بالقاهرة عام 1991 وأولمبياد برشلونة عام 1992 محرزا هدفا، وشارك أيضا مع المنتخب الأول في بطولة كأس العرب عام 1992 بسوريا وفاز بها، وبطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1994 بتونس وكأس الأمم الإفريقية عام 1996 بجنوب إفريقيا.
وحقق إبراهيم المصري طوال مشواره مع أبناء المدينة الباسلة بطولتين على الصعيد المحلي هما بطولة كأس الاتحاد المصري التنشيطية عام 1992، وبطولة كأس مصر عام 1998، كما حصل مع المصري على المركز الثالث بمسابقة الدوري موسم 2000-2001.

إبراهيم المصري

وعلى الصعيد الإفريقي، وصل مع المصري للدور قبل النهائي لبطولة كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس عام 1999، كما وصل للدور قبل النهائي لبطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية للأندية عام 2002، وعربيا حقق مارادونا مع المصري المركز الثالث في البطولة العربية للأندية الفائزة بالكؤوس بالكويت عام 1999.

وبعد مسيرته الحافلة قرر إبراهيم المصري الاعتزال عام 2002، الكرة ليتفرغ لأعماله الخاصة، بعدما حفر اسمه بأحرف من ذهب في قلوب جماهير بورسعيد.

بداية.. حدثنا عن بدايتك مع كرة القدم

بدأت لعب الكرة في الشارع مع جيراني وأصدقائي وهذا كان في عمر 12 سنة.

كيف بدأت مسيرتك مع المصري؟ 

لعب أصدقائي دورا كبيرا في انتقالي للنادي المصري، بعدما شاهدوا لعبي خلال المباريات التي كنا نلعبها في الشارع، حيث تدخل بعض الأصدقاء الذين كانوا يتدربوا في النادي وقتها لإقناع الكابتن جابر موسى بمنحي فرصة للانضمام لصفوف الفريق.

إبراهيم المصري بقميص المصري البورسعيدي

استغليت الفرصة التي اتيحت لي وقتها لعبت أمام كابتن جابر  فشاهد طريقة لعبى وأعجب بها وتمسك بى كلاعب، مما اضطره إلى إحضار ورقة للتوقيع عليها بانضمامى إلى قطاع الناشئين، كما ذهب إلى والدى للحصول على توقيع ولى الأمر.

في بداية الأمر والدي كان يفضل تعيينى فى الشركة التي يعمل بها وأن ألعب لفريق الشركة لو أحببت لعب الكرة، إلا أنه ذات مرة رأنى وفوجىء بأننى ألعب جيدا فوافق على انضمامي للمصري وأن أشق طريقي من النادي.

هل واجهت أي صعوبات في بدايتك؟

كان مستوى معيشتنا صعبا وعندما عرف مسئولي النادي ظروفي خصص لي مجلس الإدراة وقتها راتبا بالإضافة إلى مساعدة بعض التجار والشخصيات العامة فى بورسعيد، الذين تبرعوا بمرتب خاص لى كل شهر مساهمة منهم نظرا لإعجابهم بموهبتي.

ما هو أول راتب حصل عليه ماردونا؟

أول راتب حصلت عليه كان 150 جنيه في الشهر بالإضافة لراتب النادي، وكان وقتها راتب والدي من الشركة 90جنيه،  فحصلت انفراجة مالية فى الأسرة، وتم تجهيز أخواتى البنات حيث كانوا مقبلين على الزواج.

حدثنا عن أول طاقم كرة اشتريته؟

امتلك ذكريات مميزة في هذا الأمر، حيث  كان لي مع أول طاقم كرة اشتريته قصتين، الأولى مع المهندس محمد أبو عميرة، حيث أرسل أحد الأشخاص معى من أجل شراء طقم رياضي من أحد المحلات المتخصصة فى بيع الأدوات والملابس الرياضية،  وسأظل أتذكر كل هذه اللحظات ولن أنساها أبدا لأنها كانت علامة مميزة فى حياتى، وهو عبارة عن تريننج وطقم كرة وشنطة وحذاء، أما القصة الثانية مع الحاج أحمد منسي وهو من عشاق النادي المصري حيث اشترى لى طقم كامل كدعم منه.

 ماذا عن دعم أساطير المصري لك؟

يعتبر كابتن جابر موسى بمثابة أبي الروحي وكان له الفضل عليا في كافة الأمور كما أنه كان يتدخل لحل جميع مشاكلي التي تواجهني، ولعب دورا كبيرا في تطويري ومنحي فرصة تمثيل النادي المصري.
ولن أنسى دعم الكابتن مسعد نور، رحمة الله عليه، لي حيث كان دائما يدعمني بشكل كبير ومنحني حذاء هدية كان حصل عليه من منتخب مصر،  وهذا الأمر جعلني في قمة سعادتي لدرجة أنني أخذته في حضني واستغرقت في النوم.

كيف كانت علاقتك بمسعد نور؟ 

للكابتن مسعد نور رحمة الله عليه معى مواقف وحكايات كتيرة وذكريات حلوة، أول حكاية كانت وأنا فى سن 12 سنة حيث كنت أشجع النادي المصري، وكان نظام الدراسة في  المدرسة على فترتين وأثناء مباريات المصرى كان الناظر يعطينا إجازة حتى نستطيع الذهاب إلى المباراة لمتابعتها.
يوم المباراة كنت أذهب وأنتظر كابتن مسعد نور أنا وزمايلي في المدرسة مكان الفنار وكانت الخيالة  تجري ورانا وتضربنا، فكان الكاستن ياخدنا كلنا ويدخلنا الماتش، كنت أجلس بجوار الريس خميس، نشجع الفريق وفى هذه الأثناء جاءني كابتن جابر موسى وقال لي: "قلت للكاستن أن هناك لاعب ناشئ هيبقي خليفتك في الملعب فجاء مسعد نور يتفرج عليا وأنا بلعب وبعد الماتش قالي مش أنت اللي بتستناني كل ماتش وتدخل معايا".

ويوم مباراة  اعتزاله كنا سنواجه غزل المحلة، في إحدى مباريات دوري الشباب، والمباراة كانت الساعه 10 الصبح، مما يعني وصولنا إلى بورسعيد الساعة 3 العصر، وكان الكاستن متفق معي على منكي قميصه، لكن لسوء حظي مباراة المحلة لعبت في الظهر  وأحزرت هدف وكسبنا المحله في أرضها.
عقب نهاية المباراة كنا نرغب في العودة سريعا للحاق بمباراة الاعتزال، ووقتها كل لاعب بيعتزل كان بيلعب في المباراة ثلث ساعة بالكثير ويخرج ليتلقى التحية من الجماهير، لكن كابتن مسعد نور لعب شوط كامل و10 دقائق من الشوط الثاني، وهذا من أجل لحاقي بالمباراة.

 هل عرض عليك الانضمام لصفوف الأهلي أو الزمالك؟ 

تلقيت عرضا للانتقال للأهلي في فترة الشباب، كان عندي وقتها 14 سنة، وكان ذلك خلال فترة وجودي في شباب النادي المصري، وتلقيت العرض بعدما نجحت في هز شباك الأهلي خلال مواجهته في مسابقة دوري الشباب.

وبعد ظهوري بشكل مميز أمام الأهلي، كان فيه راجل كبير اسمه مصطفى حسين كانوا يلقب بأبو الناشئين، الراجل ده في مباراة الأهلي عندنا في بورسعيد رأني وأنا أراوغ أكثر من لاعب وأحرزت هدفا في الاهلي، وبعد المباراة قال هذا الرجل لكابتن جابر: "أنا عايز والده حتى اضمه لصفوف النادي الأهلي"، وجاء رد والدي على الراجل صادما حيث قال له: "أنا أكسرله رجله ومايلعبش في الأهلي"، ورد الدي كان قويا لأنه متعصب جدا وبيشجع النادي المصري.

كيف كانت مسيرة مارادونا مع المنتخبات؟

أحب هنا أن أشير إلى دور حكام كرة القدم في اختيار اللاعبين، حكم المباراة يعتبر  كشاف لاعبين، بحكم أنه يشاهد لاعبين كثيرين اثناء تحكيمه للمباريات، وعندما يجد الحكم لاعب جيد وممتاز وملفت للنظر،  كان يقوم بإبلاغ انحاد الكرة بإسم هذا اللاعب، لضمه للمنتخابات المختلفة وهذا ماحدث معي.
كنت أمثل منتخب القناة فتم تداول أسمي مع أكثر من حكم، وبدأت رحلتي مع منتخب مصر الناشئين مع كابتن هاني مصطفى، واشتركت فى كأس العالم في كندا تحت 16سنة، ثم انضممت مع كابتن محمد أبو العز لمنتخب تحت 18 سنة، وشاركت في بطولة  الأمم الافريقية للشباب وتأهلنا وقتها لكأس العالم للشباب بالبرتغال، وخلال مشاركتي في مونديال الشباب ظهرت بشكل مميز في الغاية، وحظيت على إشادة من 5 نجوم، ووقتها تصدرت صورتي أغلفة أحد المجلات القوميه بمفردي،  وكان وقتها انجاز كبير بالنسبه لي ومن بعدها بدأ تسليط الضوء على موهبتي واتعرفت في بورسعيد أنني بمثل النادي المصري في منتخب الناشئين وبدات من بعدها أخد وضعي في النادي المصري كلاعب منتخب مصر.

- مارادونا مع منتخب مصر الأوليمبي

من حسن حظي انضمامى للمنتخب الأوليمبي، بعد مسيرتي مع منتخب الشباب والناشئين، حيث انضممت للمنتخب الأوليمبي رغم أنني كنت أصغر بسنتين من سنه، ووقتها كان من الصعب أن لاعب من الأقاليم ينضم لمنتخب أكبر منه بسنتين، لكن كابتن محمود سعد، مدرب المنتخب وقتها منحني فرصة الانضمام للمنتخب ومعه كابتن مصطفي عبده وشاركت في التصفيات وفزنا وتأهلنا للأولمبياد ببرشلونة وكان معايا في نفس مركزي محمد صلاح أبو جريشة، وياسر ريان، وتامر حفني.

هذا الأمر بالنسبة لي كان شئ لا يمكن وصفه، حيث كنت لاعبا في النادي المصري وليس في أندية الأهلي أو الزمالك وبلعب مع المنتخب وبشارك كلاعب أساسي وحصدت معهم بطولات مثل بطولة البحر المتوسط في إيطاليا ولعبت أولمبياد في برشلونة والدورة الدولية في ألمانيا وكانوا يعاملوننى معاملة جيدة، كان معى فى هذه الفترة هادي خشبه، ونادر السيد، ووليد صلاح، ويحيى نبيل، وعقل جاد الله في نفس المرحلة.

- المنتخب الأول 

كانت تلك الفترة أهم مرحله في حياتي عندما علمت أنه قد تم اختيارى للانضمام إلى منتخب مصر بقيادة محمود الجوهري، مع اللاعيبن الكبار الذين كانوا يلعبون معي في المنتخب الأوليمبي، وعندما يختار الجوهري لاعبين من المنتخب الاوليبمبي وأكون واحدا منهم بالطبع  يعتبر شرف كبير لي.
شاركنا في البطوله العربية بسوريا وحققنا البطولة، ثم حصلنا على البطولة العربية في الإمارات، وشاركت في بطولة الأمم الإفريقيه 1994 في  تونس، وبعدها كأس الأمم الإفريقية  1996 في جوهانسبرج.

 نهاية ما هي الألقاب التى أطلقت عليك خلال مسيرتك؟ 

أطلق عليا كابتن جابر موسى اسم "الأوز" حيث كان كابتن مسعد نور أسمه "الأز" فكان وقتها يرى أننى خليفه الكاستن في الملعب وكان لي الشرف أن بكون أسمى على اسمه، كان أي شىء يرتبط بالكابتن مسعد نور بيكون "على قلبي زي العسل".

ثاني الألقاب التي أطلقت عليا هي "مارادونا"، حيث كنت أشارك في بطولة دوري منطقة القناة تحت 15 سنة وكان في هذا التوقيت المدرجات تتمتلىء بالجمهور، وكان الريس خميس يقود المشجعين، وكان دايما حظي حلو أنني أسجل في الدقائق الأخيرة، وفي أحد المباريات أحرزت هدفا بالدقيقة الأخيرة بعدما حصلت على الكرة وراوغت جميع اللاعبين حتى وصلت أمام حارس المرمي  وسجلت الهدف ثم بعد ذلك أعلن الحكم انتهاء المباراة ونزل الجمهور وعم خميس أرض الملعب وحملني على أعناقه وقال هو ده مارادونا ومن يومها أصبحت مارداونا وغنوا لي أغنيه باسمي "رقصني..رقصني..عايزين مارداونا نجم المصري".

إبراهيم المصري