فضل سورة النساء

فضل سورة النساء.. (سورة النساء الكبرى)

إسلاميات

فضل سورة النساء..
فضل سورة النساء.. (سورة النساء الكبرى)

فضل سورة النساء.. يحرص عدد المسلمين دائمًا على ترديد سورة النساء، لما لها من فضل عظيم جدًا، سنتناول في المقال التالي كل ما يتعلق بفضل سورة النساء.

فضل سورة النساء.. (سورة النساء الكبرى)

 

وتحرص بوابة الفجر الإلكترونية على إفادتكم بكل ما هو جديد عن فضل سورة النساء، لتلبية رغبات القراء والمتابعين وذلك ضمن خدماتها اليومية للقراء والمتابعين.

 

 

 

التعريف بسورة النساء:

 

 

سورة النساء من طوال السور، وترتيبها الرابع في المصحف العثماني، وآياتها ست وسبعون ومائة آية، وهي سورة مدينة بالإجماع؛ دلَّ على ذلك ما رواه البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي عنها، قالت: (وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده)، ولا خلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بعائشة في المدينة. 

اسم السورة وسبب التسمية:

 

 

لم يذكر المفسرون لهذه السورة غير الاسم الذي اشتهرت به، وهو سورة (النساء)؛ وذكروا أنها سميت بذلك؛ بسبب أن مدار آياتها حول النساء. وقد قال بعض أهل العلم: "وسميت سورة النساء; لأنها افتتحت بذكر النساء، وبعض الأحكام المتعلقة بهن". وقد ذكر الفيرزرآبادي في كتابه "بصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيز"، أن سورة (النساء) تسمى سورة (النساء الكبرى)، وسورة الطلاق تسمى سورة (النساء الصغرى). 

فضائل سورة النساء:

 

فضل سورة النساء.. (سورة النساء الكبرى)

وردت بعض الأحاديث والآثار التي تبين فضل هذه السورة، من ذلك: 

 

ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرأ علي)، قلت يا رسول الله: آقرأ عليك، وعليك أُنزل؟ قال: (نعم)، فقرأت سورة النساء، حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} (النساء:41)، قال: (حسبك الآن) فالتفتُ إليه، فإذا عيناه تذرفان.

 

وروى الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (إن في النساء لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها، وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما} (النساء:31)، وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} (النساء:40)، وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} (النساء:48)، {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} (النساء:64)، وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} (النساء:110). قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

 

وروى القاسم بن سلام في كتابه (فضائل القرآن) عن سعيد بن جبير، قال: قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة، كان أو كُتب من القانتين). 

 

وروى الدارمي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبِّرة). ومعنى: محبِّرة: مزيِّنة. 

 

مقاصد سورة النساء:

 

 

 

سورة النساء من أطول سور القرآن الكريم، وقد تضمنت جملة من المقاصد القرآنية، نذكر أبرز هذه من المقاصد التي تضمنتها على النحو التالي:

 

أولًا: المقصد الرئيس الذي أبرزته هذه السورة مقصد توحيد الله وحده؛ وذلك بإفراده سبحانه بالربويبة والعبودية. وهذا المقصد هو القاعدة الأولية التي يقوم عليها المجتمع المسلم -قاعدة التوحيد الخالص- التي تنبثق منها حياته؛ وينبثق منها منهج هذه الحياة، في كل جانب، وفي كل اتجاه. كما أكدت أيضًا على تقوى الله التي هي أسُّ قبول الأعمال.

 

ثانيًا: من المقاصد الرئيسة التي أولت السورة العناية بها مقصد بناء الأسرة، التي هي أساس المجتمع السليم والقوي، وذلك بتنظيم حياة المجتمع المسلم، بتطهير هذا المجتمع من الفاحشة، وعزل العناصر الفاسدة والمفسدة فيه، مع فتح باب التوبة لمن شاء من هذه العناصر أن يتوب، ويتطهر، ويرجع إلى المجتمع نظيفًا عفيفًا، حتى تقوم الأسرة على أساس سليم ركين، ومن ثم يقوم المجتمع -وقاعدته الأسرة- على أرض صلبة، وفي جو نظيف عفيف.

 

ثالثًا: مقصد بناء الدولة الإسلامية على أسس متينة، قِوامها أداء الأمانات إلى أهلها، والعدل في الحكم بين الناس، والتحاكم إلى شرع الله في شؤون الحياة كافة، وتنظيم العلاقات الدولية. وقد تجلى ذلك في العديد من الآيات في هذه السورة، كقوله سبحانه: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} (النساء:65). 

 

رابعًا: مقصد التحذير من الفئات التي تؤدي إلى زعزعة كيان المجتمع الإسلامي؛ كالمنافقين ونحوهم ممن ينخرون كالسوس في جسد المجتمع المسلم بقصد تقويض أركانه، وزعزعة بنيانه. 

 

خامسًا: مقصد تحذير المؤمنين من التساهل في حقوق الأرحام، واليتامى من النساء والرجال، وعدم أكل أموال الناس بالباطل، والقيام بين الناس بالقسط. 

 

سادسًا: مقصد بيان أن أحكام الشرع ليس القصد منها إدخال المشقة والعنت على المسلمين، بل الغرض دلالتهم إلى الطريق الأرشد، والنهج الأصوب، والتخفيف عنهم من الأحكام الشاقة التي حُمِّلها الأمم من قبلهم.

 

سابعًا: أبرزت السورة الكريمة أهمية مقصد الجهاد في سبيل الله؛ دفاعًا عن مقومات هذا الدين من جانب، وتبليغه للناس كافة من جانب آخر. وذمت كل من يتقاعس عن أداء هذا الواجب، ما دام قادرًا على القيام بأعبائه، ومالكًا لمستلزماته.

 

ثامنًا: قصدت السورة إلى تصحيح العقيدة في الله للبشر أجمعين؛ وإنقاذها من كل انحراف، وكل اختلال، وكل غلو، وكل تفريط؛ وذلك ببيان حقيقة المسيح عيسى بن مريم، وأنه عبد الله ورسوله، وإقامة الحجة على النصارى، وإبطال عقيدة التثليث، وإثبات الوحدانية لله سبحانه، وبيان أن محمدًا رسوله تعالى، وكتابه نور، ودعوة الناس كافة إلى الاهتداء بهما، ووعد من اعتصم بهذا الكتاب بالرحمة والفضل الإلهيين، وهداية الصراط المستقيم الذي يصل سالكه إلى سعادة الدارين.

 

تاسعًا: مقصد بيان أن أمر النجاة في الآخرة منوط بالإيمان والعمل، لا بالأماني والانتساب إلى دين شريف ونبي مرسل، أرشد لهذا المقصد قوله سبحانه: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا} (النساء:123).

 

عاشرًا: مقصد إقامة الحجة على صحة نبوة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، بكون وحيه إليه كوحيه إلى من قَبله منهم، وكونه بُعِثَ إلى الناس كافة، ودعوة الناس كافة إلى الإيمان به.