هل تستمر الضغوط الدولية على نتنياهو لوقف الحرب؟

تقارير وحوارات

قطاع غزة
قطاع غزة

 

72  يومًا من الدمار والخراب والقصف العشوائي، حالة من عدم الاستقرار وأشبه بالإبادة يعيشها سكان قطاع غزة، والاحتلال يزعم أنه يفعل كل ذلك للقضاء على المقاومة الفلسطينية.


برلين ولندن يدعوان لوقف إطلاق النار

وقد أكدا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، أمس السبت على الضرورة العاجلة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

وفي مقال نشرته صحيفة "صنداي تايمز"، أشار الوزيران إلى أن هناك عددًا كبيرًا من المدنيين الذين فقدوا حياتهم في هذه الحرب، مما دفعهما للحث على إنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حماس بشكل سريع ودائم.

كما أكدا على أنهما لا يرون أن الدعوة الآن لوقف عام وفوري لإطلاق النار هو السبيل للتقدم.

وأشارا إلى أن ذلك يتجاهل السبب الرئيسي وراء ضرورة دفاع إسرائيل عن نفسها، مشيرين إلى هجمات حماس الصاروخية المتكررة التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين.

في سياق متصل، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار غير ملزم يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن بريطانيا امتنعت عن التصويت.

كما وجهت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، انتقادات حادة لـ "القصف العشوائي" الذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.

نائب رئيس كنيست الاحتلال يرفض وقف إطلاق النار

وقال نائب رئيس كنسيت الاحتلال الإسرائيلي وعضو لجنة الشؤون الخارجية والأمن، نسيم فاتوري، الأحد، إن إسرائيل "لن تتوقف عن القتال في غزة"، مع التأكيد على أن الهدف الرئيسي هو "القضاء على حماس".

وأشار إلى أن إسرائيل لن توقف العمليات العسكرية في غزة في أي مرحلة محددة، وأن الهدف الأساسي هو التصدي لحركة حماس ومنعها من التنفيذ المستمر لهجماتها.

وفاتوري أكد: "لا يمكن لإسرائيل أن تتوقف في غزة في نقطة معينة، وهذا لن يحدث، فالهدف الأسمى هو القضاء على حماس، وإلا فسنجد المزيد من الأشخاص يُختطفون".

وعن رد فعل الولايات المتحدة ودعمها لإسرائيل ورغبتها في إنهاء النزاع، صرح فاتوري: "من الضروري أن نوضح للأميركيين أنهم إذا كانوا يرغبون في زيارة إسرائيل، فعليهم أن يفعلوا ذلك، دعونا نكمل ما بدأناه، ولن نتراجع عنه في منتصف الطريق".

وأضاف: "نحن نسعى للقيام بما هو جيد لشعبنا في إسرائيل، وسنأخذ في الاعتبار العلاقات مع الولايات المتحدة، إذ تعتبر أميركا صديقة مهمة لنا، ومع ذلك، يجب علينا العمل بما يحقق مصالحنا وحماية أمننا".

رفض نتنياهو وقف الحرب

وفي وقت سابق، رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الدعوات الدولية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ووصفها بأنها لا تتسق مع دعم هدف الحرب المتمثل في القضاء على حركة حماس.

وقال نتنياهو في إفادة أمام حكومته إنه قال لزعماء فرنسا وألمانيا ودول أخرى: لا يمكنكم دعم القضاء على حماس من ناحية ومن ناحية أخرى الضغط علينا لإنهاء الحرب، وهو ما من شأنه الحيلولة دون القضاء على حماس.

الدكتور إسلام الكتاتنى خبير حركات الإسلام السياسي 


الهدف هو تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين

وقال الدكتور إسلام الكتاتني، خبير حركات الإسلام السياسى، الضغوط التي تمارس على الجانب الإسرائيلي، اعتقد أنها لن تؤدى إلى إحداث تغير ملموس وحقيقي وجذري في موقفها.

وأضاف الكتاتني في تصريح خاص "للفجر"، الاحتلال الإسرائيلي يسير على خطة وهي ليس فقط القضاء على حماس لأن هذه ذريعة تتخذها للوصول لتحقيق هدفها وهو تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين، أيًا كانت طريقة التهجير.

وتابع الكتاتني، أهم كارت يمكن أن يحدث تغيير في موقف الاحتلال الإسرائيلي هو الجانب الأمريكي، وهذا الجانب حتى الآن يعطى الضوء الأخضر لهم ليتنهى من مهمته، ولكن التغيير الطفيف في الموقف الأمريكي أنه يقول لهم عند ممارسة العمليات حاول أن تبتعد عن المدنيين، لذلك قام الاحتلال بتقسيم القطاع إلى بلوكات حتى ينذر البلوكات قبل الضرب، كما أن أمريكا لم تعلن أو تسعى لفكرة وقف إطلاق النار.

واختتم الكتاتنى، يمكن أن يكون هناك مشاورات على هدنة أخرى، أما فكرة وقف إطلاق النار غير مطروحة فهذا مرتبط بالمصير السياسي لنتنياهو، لأن ليس في مصلحته وقف القتال الآن لأنه سيتعرض للمحاكمة؛ لذلك يريد أن يحقق أي إنجاز عسكري ملموس على أرض الواقع حتى ينتشل نفسه من المحاكمة.