بعد احتمالية تحدثها مع بوتين لطلب مفاوضات سلام.. من هي المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل؟

تقارير وحوارات

أنجيلا ميركل
أنجيلا ميركل

منذ فبراير 2022، اندلعت حرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث سيطر كل طرف على مبادرة القتال لفترة معينة قبل أن تنتهي الأمور بوقوع جمود ميداني وسياسي، مما أدى إلى استنزاف الذخائر والقدرات العسكرية لكلا الجانبين.

وبحث الأستاذ بمدرسة التعليم الدولي في ولاية فيرمونت الأمريكية، بريوس دايتون، عن حلول جديدة، حيث دعا إلى جهود إقامة اتصالات غير رسمية مع روسيا، واقترح إشراك المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في هذه المفاوضات.

ودايتون أوضح أن ميركل، نظرًا لخبرتها السابقة في التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحريتها من القيود الرسمية للحكومة الألمانية الحالية، يمكن أن تكون شخصية مؤثرة في هذه المحادثات الغير رسمية، مع التأكيد على أهمية مشاركة الغرب بشكل أكبر في هذه الجهود.

كما أشار دايتون إلى أهمية التواصل بين الأفراد للتوصل إلى نقاط مشتركة تسهم في المفاوضات الرسمية، مع تأكيده على دور السياسيين السابقين والشركات الدولية كوسطاء غير رسميين في هذه الجهود.

من جهته، رد بوتين على تصريحات ميركل بتعليقات تشير إلى تدهور الثقة بين الأطراف، مما أثار تساؤلات حول إمكانية التفاوض والضمانات المطلوبة لذلك، وذلك وفقًا لموقع روسيا اليوم الروسي.

من هي أنجيلا ميركل؟

وولدت ميركل في عام 1954 في ألمانيا الشرقية وأمضت حياتها هناك حتى توحيد البلاد. ارتقت أنغيلا ميركل في السلطات السياسية لتُصبح زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي، وبعد ذلك في عام 2005 أصبحت أول امرأة تشغل منصب المستشارة الألمانية.

وعاشت أنجيلا في منطقة ريفية ببرلين الشرقية مع والدها القس، وانتقلت إلى هناك من غرب ألمانيا.

كما درست الفيزياء في جامعة ليبزيج وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 1978، عملت كخبيرة في الكيمياء بالمعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية حتى عام 1990.

وحافظت أنجيلا ميركل على لقب زوجها السابق، أولريخ ميركل، وانفصلت عنه في عام 1981، وهي متزوجة حاليًا من جواكيم ساور، الذي يشترك معها في هوايتها بالشعر الغنائي ويهوى الطبيعة.

وتهتم ميركل أيضًا بالطبخ ومتابعة مباريات كرة القدم وتعتبر كرة القدم وسيلة لتسويق صورة ألمانيا في العالم.

كما تحضر بانتظام مهرجانات الشعر الغنائي برفقة زوجها، الذي يُعرف بالتقشف والتفاني في البحث العلمي.

وميركل تقول قليلًا عن حياتها الخاصة وتصف طفولتها السعيدة مع أخيها وأختها.

وقد اختارت دراسة الفيزياء لأنها كانت واحدة من القليل من المجالات التي لم يتدخل فيها النظام الشيوعي في ذلك الوقت.

وبعد سقوط جدار برلين في عام 1989، انضمت أنغيلا ميركل إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، وتولت مسؤوليات حكومية متنوعة، بدءًا من وزيرة للمرأة والشباب في حكومة هلموت كول، وثم وزيرة للبيئة والسلامة النووية.

وعقب هزيمة هلموت كول في الانتخابات، تسلّمت ميركل منصب أمينة عامة للحزب، وفي عام 2000 أصبحت زعيمة للحزب، ولكنها خسرت المنافسة لتصبح مستشارة ألمانيا أمام إدموند ستويبر في عام 2002.

اما في انتخابات عام 2005، فازت ميركل بشكل ضيق على المستشار السابق، غيرهارت شرويدر، وبتحالف بين "المسيحي الديمقراطي" و"الاجتماعي الديمقراطي"، أصبحت أول امرأة مستشارة في تاريخ ألمانيا، كونها أيضا أول شخص من ألمانيا الشرقية يقود البلاد بعد الوحدة.

وتمت إعادة انتخابها مرتين، مرة في عام 2009 والأخرى في عام 2013. شخصية ميركل ودورها البارز في الساحة الدولية جعلها محط أنظار وسائل الإعلام العالمية.

وتُلقب بعض الصحف والمجلات ميركل بألقاب مثل "السيدة الحديدية" نظرًا لمواقفها القوية وأسلوبها العلمي الواقعي، وكذلك بلقب "الأم" بسبب قدرتها على التفاعل مع احتياجات المجتمع.

كما حصلت على لقب أقوى امرأة في العالم من مجلة فوربس الأمريكية بسبب استمرارها في الحكم لفترة طويلة، ونجاحها الاقتصادي الملحوظ وثبات ألمانيا أمام الأزمات الاقتصادية العالمية.

وفتحت ميركل حدود ألمانيا لاستقبال اللاجئين خلال أزمة الهجرة، وهو ما أثار جدلًا داخليًا وخارجيًا، وتراجعت شعبيتها في بعض الأحيان بسبب هذا القرار، ولكنها تمسكت بموقفها.

وتُظهر صورة مختلفة لدى بعض الدول كاليونان وإسبانيا وإيطاليا بسبب الإجراءات التقشفية التي فرضتها من خلال الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى صعوبات اقتصادية للطبقات الاجتماعية الواسعة في تلك البلدان.