حصاد 2023.. عام الزلازل والكوارث المدمرة في العالم

تقارير وحوارات

زلزال مدمر
زلزال مدمر

شهد العام الجاري 2023، عدد من الكوارث المناخية من زلازل وبراكين وارتفاع درجات حرارة أدى إلى حروق غابات في عدد من بلدان العالم.

فخلال النصف الأول من العام شهد العالم سلسلة من الكوارث المناخية التي أثرت على العديد من الدول في النصفين الشمالي والجنوبي من الكرة الأرضية.

وسجلت درجات حرارة قياسية وعواصف مطرية في عدة مناطق، مما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة وفيضانات عارمة وانحسار في الجليد، فيبدو وكأن الصيف يشهد سلسلة من الكوارث بين زلزال في المغرب وفيضانات في ليبيا، مما أدى إلى خسائر بشرية تجاوزت الآلاف.

وعلى الرغم من أن جميع الأحداث المتعلقة بالأمطار الغزيرة لا يمكن أن تنسب فقط إلى التغير المناخي، إلا أن هناك عوامل أخرى مثل التقلبات الطبيعية وتغيرات في استخدام الأراضي التي قد تكون لها دور في ذلك. ومع ذلك، يشير تقرير التقييم السادس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ إلى أن زيادة تواتر وشدة الأمطار الغزيرة في معظم المناطق الجافة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالنشاط البشري المسبب لتغيير المناخ.

وفي سبتمبر، تعرّضت بلدان شمال إفريقيا لهطولات مطرية مبكرة، وكان من بين أخطرها الوضع في ليبيا، حيث يخشى من وفاة ما يصل إلى 20 ألف شخص نتيجة للفيضانات والسيول الناجمة عن إعصار دانيال في شرق البلاد.

والعاصفة المتوسطية العنيفة أثرت على عدة مدن ساحلية، مسببة انهيار سدود وتدمير أحياء بأكملها، خاصة في مدينة درنة التي أُعلنت منطقة منكوبة بسبب تأثير العاصفة.

كما أن في النصف الأول من العام شهدت القارة الآسيوية سلسلة من الظواهر الجوية التي أسفرت عن خسائر بشرية فادحة.

ففي أفغانستان، تعرضت لموجة برد قاسية في 10 يناير حيث انخفضت درجة الحرارة إلى 33 درجة تحت الصفر، مما أدى إلى وفاة أكثر من 160 شخصًا. كما ضرب إعصار موكا ميانمار في مايو وأسفر عن وفاة نحو 500 شخص وتسبب في أضرار تقدر بنحو 1.5 مليار دولار.

كذلك، أسفر إعصار "بيبارجوي" عن مقتل أكثر من 12 شخصًا في الهند خلال شهر يونيو.

وفي نفس الشهر، تعرضت البلاد لموجة حر شديدة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عدة مرات وتسببت في وفاة ما يقرب من 170 شخصًا.

ومنذ يوليو تواصلت الفيضانات غير المسبوقة في الهند، مما أدى إلى وفاة أكثر من 100 شخص حتى الآن.

والعاصفة دانيال في ليبيا، ففي تاريخ 9 سبتمبر، تحولت العاصفة من منخفض استوائي فرعي إلى عاصفة استوائية فرعية، وسُجلت سرعة رياح تصل إلى 83 كيلومترًا في الساعة، 52 ميل في الساعة.

وفي 10 سبتمبر، ضربت العاصفة ليبيا مما أدى إلى إغلاق أربع موانئ نفطية لمدة ثلاثة أيام بواسطة المؤسسة الوطنية للنفط، تشمل رأس لانوف والزويتينة والبريقة والسدرة.

وتأثرت مناطق عدة في ليبيا بالعاصفة، حيث ضربت مدينة بنغازي ثم تجهت شرقاً مُسببة فيضانات في منطقة الجبل الأخضر، خاصة في البيضاء وشحات وسوسة والمرج، وشهدت مناطق أخرى مثل طبرق وتاكنس وبطة والبياضة وقندولة والمخيلي أمطاراً غزيرة وصلت إلى 414 مم في البيضاء، وهو ما يعادل كمية الأمطار السنوية حسب هيئة الأرصاد الليبية، مما أدى إلى انقطاع الطرق الرئيسية إلى مناطق الجبل الأخضر.

ولكن المدينة التي تأثرت بشكل كبير هي درنة، حيث انهار سدُّها في 11 سبتمبر متسبباً في فيضانات وفاجعة تسببت في مقتل حوالي 4000 شخص حتى تاريخ 17 سبتمبر.

ورئيس بلدية درنة، عبد المنعم الغيثي، أشار إلى أن عدد القتلى قد يصل بين 18 إلى 20 ألف شخص بناءً على حجم الأضرار في المناطق المتضررة، مع تسجيل أضرار كبيرة في المدينة.

 ومُنظمة الجيش الوطني الليبي أشارت إلى توقعات بوصول عدد المفقودين في درنة إلى 100 ألف شخص، مما أدى إلى نزوح حوالي 30 ألف شخص.

كما شهد العالم عدد من الزلازل في عدة دول وكان منها:

زلزال مصر، حيث قال المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد، سجلت هزة أرضية على بعد 265 كيلومترًا شمال غربي مرسى مطروح بشمال غربي مصر.

وأضافت المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن زلزال مصر اليوم وقع الساعة 04:33 بالتوقيت المحلي، مؤكدًا أنه لم يرد إليه ما يفيد بالشعور بالهزة، أو عن خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

زلزال إندونيسيا، فقد ضرب زلزال قوته 5 درجات على مقياس ريختر إقليم بابوا الغربية شرقي إندونيسيا، على بعد 84 كيلومترا شمال شرق مقاطعة تامبراو وعلى عمق 10 كيلومترات، ولم ترد أنباء تفيد بوقوع خسائر بشرية أو مادية جراء الزلزال.

زلزال المغرب، ضرب إقليم الحوز جنوب غربي مدينة مراكش الممتد بمعظمه على جبال الأطلس زلزالا بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر، تبعته عدد من الهزات الأرضية الارتدادية فيما بعد.

فقد بلغ عدد القتلى نحو أكثر من 3000 بينما وصل عدد الجرحى إلى 5000، فكانت السلطات المغربية تستخدم طائرات مروحية ومسيرات وأعدادًا كبيرة من عناصر الجيش لتنفيذ عمليات الإنقاذ والإسعاف وتقديم الإمدادات الأساسية في مناطق جبلية منكوبة بأقاليم الحوز مراكش وشيشاوة وتارودانت ووارزازات، ويواجه كثير من الناجين ظروفا صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليالي في العراء.

زلزال سوريا، فقد تعرضت محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، الخميس الماضي، إلى هزة أرضية، ولكن دون وقوع أضرار أو ضحايا.

حيث قال المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل، إن هزة أرضية بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر ضربت محافظة الحسكة في سوريا، على عمق 10 كيلومترات، وشعر سكان الحسكة بهزة أرضية، دون تسجيل خسائر مادية أو بشرية نتيجة الهزة الأرضية.