هل تنجح أمريكا في وقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل؟.. خبراء يجيبون

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كشفت بعض الصحف الأمريكية، أن هناك اتفاق يتم خلال تلك الفترة بين حزب الله وإسرائيل من أجل وقف التصعيد بين الطرفين وذلك في مقابل حصول لبنان على دعم اقتصادي.

هذا الأمر جعل البعض يتساءل عن كافة التفاصيل حول تلك الصفقة التي تأتي برعاية أمريكية أوروبية وما وراء هذا الاتفاق؟.

نهاية لقتال حزب الله مع إسرائيل

أوضحت صحيفة أكسيوس الأمريكية عن محاولات لوضع نهاية لقتال حزب الله مع إسرائيل خلال الأسابيع المقبلة، وسط مزايا اقتصادية للبنان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر مطلع أن الولايات المتحدة وأربعة من حلفائها الأوروبيين، تأمل الإعلان في الأسابيع القليلة المقبلة عن سلسلة من الالتزامات التي تعهدت بها إسرائيل وحزب الله لنزع فتيل التوترات واستعادة الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

أشارت إلى أن تمنع نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله يعد هدفا رئيسيا لإدارة الرئيس جو بايدن، خاصة في إطار جهودها لمنع القتال في غزة من التوسع إلى صراع إقليمي أوسع بكثير.

ووفق أكسيوس، التقى عاموس هوشستين، أحد أقرب مستشاري بايدن وأكثرهم ثقة، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في إسرائيل يوم الأحد الماضي، وناقش اقتراحه بشأن تفاهمات جديدة بشأن الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

عناقيد الغضب 

ويستند الاقتراح إلى نموذج تفاهمات "عناقيد الغضب" عام 1996 بين إسرائيل وحزب الله والتي أعلنتها الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى لإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان في ذلك الوقت.

وقالت المصادر إن التفاهمات الجديدة لن يتم التوقيع عليها رسميا من قبل الأطراف، لكن الولايات المتحدة وأربعة حلفاء أوروبيين -المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا- ستصدر بيانا يوضح بالتفصيل الالتزامات التي وافق كل جانب على تقديمها.

ومن المتوقع أن تركز التفاهمات على التنفيذ الجزئي لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية عام 2006، وتتضمن التزاما من كلا الطرفين بوقف المناوشات على الحدود التي تحدث منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

تفاصيل الصفقة 

وقال محمد الرز، المحلل السياسي اللبناني، إن إيران منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي أعلنت عدم علاقتها بطوفان الأقصى وأعلنت عن تأييدها لعدم توسيع الحرب، وسبب هذه المواقف الإيرانية هو أن طهران كانت في قلب مفاوضات تجريها مع واشنطن بوساطة عمانية في موضوع السلاح النووي كما في قضية استرداد أموالها المجمدة التي تناهز 50 مليار دولار.

وأضاف «الرز» لـ "الفجر"، صحيح أن وكلاء إيران في المنطقة يتلقون منها كل الدعم المالي والتسليحي والسياسي لكنها في الصراع الدائر في غزة وتردداتها تتخذ موقع الدعوة إلى وقف إطلاق النار ولم نسمع من مسؤوليها عبارات الموت لأمريكا أو الموت لإسرائيل وزحفا نحو القدس الخ.. جل ما سمعناه أن إيران سوف ترد بقوة على كل من يعتدي عليها.

أشار إلى أن موضوع التفاوض حول الجنوب اللبناني فهو مبادرة طرحها وزير الخارجية الفرنسي سي جورنيه عند زيارته بيروت قبل يومين ومفادها أن يتراجع مقاتلو حزب الله 8 كيلومتر عن الحدود في خطوة أولى، ويتم تعزيز قوات الطوارئ الدولية ونصب عدد من الأبراج لها على الحدود ثم يجري تمويل الجيش اللبناني لتطويع 15 ألف جندي يتولون الأمن الحدودي، ثم يتراجع حزب الله مسافة 5 كيلومتر إضافي ليصار بعدها إلى إعادة المستوطنين إلى مناطق إقامتهم شمال فلسطين المحتلة كما يعود أبناء الجنوب اللبناني وعددهم يربو على 70 ألفا إلى قراهم  وبلداتهم.  

وأكمل حديثه قائلًا:" أن هذا المشروع الفرنسي رفضه حزب الله وقال إنه لن يناقش اي مبادرة قبل وقف النار في غزة، كما رفضته الحكومة اللبنانية وأعلن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أن لبنان متمسك بالقرار الأممي 1701 والذي ينص على انسحاب حزب الله 10 كيلومتر عن الحدود وتنسحب إسرائيل من المناطق اللبنانية التي لا تزال تحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشمالي قرية الغجر وضواحي بلدة الناقورة أي أن يكون الحل شاملا بتطبيق القرار الدولي".

وأكد المحلل السياسي اللبناني، أن إسرائيل ترفض ذلك وتهدد بتدمير لبنان، وحزب الله يشترط وقف النار في غزة أولا، واحتمالات الحرب الشاملة تتقدم كل يوم وكل طرف يحشد قواته وصواريخه باتجاه صدام سيكون قاسيا على كل الأطراف.

تفريغ المشهد

أوضح قال الدكتور هاني سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية تسعى في التعامل مع الكيانات التي تشارك في حرب غزة على حدة ومنها حزب الله أو حتي جماعة الحوثي مشيرًا إلى أن الأوضاع الاقتصادية الموجودة في لبنان سوف تلعب دورًا كبيرًا في الضغط على حزب الله من خلال القوى اللبنانية من أجل الحصول على هذا الدعم الاقتصادي.

وأضاف «سليمان» لـ "الفجر"، أن حزب الله يعاني من مشاكل اقتصادية لذلك من الممكن أن يوافق على العرض الأمريكي والأوربي مؤكدًا أن أمريكا تحاول تأمين الحدود الإسرائيلية وتفرغ إسرائيل في حرب غزة وأيضا عزل حماس وغزة من أجل إتمام عملية الغزو البري الإسرائيلي في قطاع غزة.

واختتم مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تصدر إلى الجميع أنها تحاول بالضغط على إسرائيل ولكن في الحقيقة تدعم إسرائيل بشكل قوي.

زيارة بلينكن لإتمام الصفقة

وفي تصريحات سابقة كشف المتخصص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور خالد سعيد، أن زيارة بلينكن إلى المنطقة ليس من أجل وقف الحرب في قطاع غزة ولكن من أجل وقف الحرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية الذي أصبحت تهدد إسرائيل بشكل كبير خصوصًا مع زيادة التوترات بينهم وأيضا زيادة الضربات المتبادلة لذلك يحاول بلينكن في تلك الزيارة إلى الوصول إلى الاتفاق مع حزب الله من أجل وقف تلك الضربات عودتهم إلى ما وراء نهر الليطاني.