السودان: لا تفاوض خارج منبر "جدة"

عربي ودولي

السودان
السودان

تجدد السودان اعتماد "منبر جدة" كمنصة وحيدة للتفاوض مع قوات "الدعم السريع"، وأكد رفضه القاطع لأي تفاوض خارج جدة، رافضًا أي منبر آخر يحاول سحب البساط من تحته وتفادي الالتزامات المتفق عليها. جاء هذا التصريح بعد اجتماع مشترك بين مجلسي السيادة والوزراء في ميناء بورتسودان، العاصمة البديلة المؤقتة.

وأعلن وزير الإعلام المكلف، جراهام عبد القادر، في تصريحاته التي بثتها إعلام مجلس السيادة يوم الجمعة، أن "منبر جدة" هو المنبر الوحيد الذي يتم من خلاله التفاوض بشأن الحرب التي فرضتها قوات "الدعم السريع" على السودان. وأوضح عبد القادر أن الحكومة السودانية لن تجلس أو تتفاوض مع "الدعم السريع" في أي منبر آخر، ونفى صحة المعلومات التي تشير إلى وجود موافقة على التفاوض مكانيًا أو عبر الوسائط الإلكترونية.

وأكد الوزير أن أي تفاوض يجب أن يتم من خلال "منبر جدة" فقط، وهذا هو المطلوب لتوضيح عملية التفاوض. يرى مراقبون أن هذه التصريحات قد تكون تلميحًا لعودة "منبر جدة" الذي توقف منذ فترة، وأن التمسك به قد يكون محاولة للتخلص من اجتماعات سرية جرت بين قادة الجيش السوداني وقادة "الدعم السريع" في البحرين.

وقد ترأس قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، الاجتماع المشترك بين مجلسي السيادة والوزراء، بحضور نائبه مالك عقار، وأعضاء مجلس السيادة شمس الدين كباشي وإبراهيم جابر. ووصف الوزير الاجتماع بأنه تم تخصيصه لمناقشة "أولويات الحكومة"، وقضايا ضبط الصرف والميزانية الاتحادية لعام 2024، بالإضافة إلى جهود تحقيق السلام وحماية المواطنين، وضرورة إنهاء التمرد وإخراج قوات "الدعم السريع" من المنازل والمؤسسات الحكومية التي يحتلونها.

ووفقًا للوزير عبد القادر، فقد استمع الاجتماع أيضًا إلى تقاريرالأمنية حول الوضع الأمني في البلاد وجهود مكافحة الجريمة وتطهير المناطق المتأثرة بالتمرد. وتم التأكيد على أهمية تنفيذ الخطة الأمنية الشاملة وتعزيز التعاون بين القوات الأمنية المختلفة.

من جانبه، أعلن اللواء ياسر العطا، الناطق الرسمي باسم قوات "الدعم السريع"، أنهم ملتزمون بالتفاوض من خلال "منبر جدة" وأنهم جاهزون للمشاركة في أي محادثات تجرى في هذا السياق. وأشار إلى أنهم يعملون على تنفيذ اتفاق السلام وتحقيق الاستقرار في السودان.

تعتبر قوات "الدعم السريع" قوة مسلحة في السودان تأسست عام 2013، وهي تتألف في الأساس من مقاتلي الميليشيات المتحالفة مع الحكومة السودانية. وقد تورطت هذه القوات في صراعات مسلحة داخل السودان، وتعتبر مسألة تحقيق السلام وإدماجها في القوات المسلحة السودانية جزءًا أساسيًا من العملية الانتقالية في البلاد.

تجدد الالتزام بـ "منبر جدة" يأتي في إطار جهود تحقيق الاستقرار في السودان وتعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المتصارعة. يأمل السودان في إنهاء الصراعات المسلحة وتحقيق السلام الشامل في البلاد، وهذا يتطلب التفاوض والحوار المستدام بين جميع الأطراف المعنية.