قبل زيارة أردوغان للقاهرة.. محطات مهمة في تاريخ عودة علاقات مصر وتركيا

تقارير وحوارات

السيسي وأردوغان
السيسي وأردوغان

 

 


بعد إعلان الرئاسة التركية عن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، في زيارة رسمية من أجل لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك لدراسة آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة.


 

تاريخ العلاقات المصرية التركية 


تعود العلاقات بين مصر وتركيا إلى عدة قرون، حيث شهدت تبادلًا حضاريًا وثقافيًا غنيًا. 
في العصور القديمة، كانت هناك تأثيرات كبيرة بين الحضارتين المصرية والهيتية.
في العصور الوسطى، تأثرت مصر بالحكم العثماني، الذي استمر لقرون.

تشهد العصور الحديثة على تفاعلات مستمرة بين البلدين، حيث أُقيمت علاقات دبلوماسية رسمية بينهما في القرن التاسع عشر. في الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى، شهدت العلاقات تطورات مع انهيار الإمبراطورية العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية.

في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في مصر وأتاتورك في تركيا، كانت هناك تحولات في العلاقات بين البلدين، حيث كانوا يسعون لتحقيق الاستقلال والتحول الاقتصادي. ومع ذلك، شهدت الفترات اللاحقة تقلبات في العلاقات بسبب القضايا الإقليمية والاختلافات السياسية.

مع تقدم العصر، تبنت مصر وتركيا سياسات خارجية متنوعة، مما أدى إلى تحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما. تجسدت هذه التحسينات في التعاون في مجالات مثل الاستثمار، والتجارة، والثقافة. يظل التاريخ المصري التركي مليئًا بالتحولات والتفاعلات المعقدة التي تعكس الحضارات الغنية للبلدين.

 

 


التعاون الاقتصادي

التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا شهد تطورًا إيجابيًا في العقود الأخيرة. تمتد هذه التعاونات إلى مجموعة واسعة من القطاعات الاقتصادية، مثل التجارة، والاستثمار، والصناعة.

في مجال التجارة، تبادلت البلدين مجموعة متنوعة من السلع والخدمات، مما أدى إلى تعزيز حجم التبادل التجاري بينهما. تطورت العلاقات التجارية بفضل توقيع اتفاقيات تجارية وتسهيلات الاستيراد والتصدير.

فيما يتعلق بالاستثمار، شهدت مصر وتركيا زيادة في تدفقات رؤوس الأموال بينهما. استفادت الشركات من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات مثل البنية التحتية والطاقة.

في الصناعة، تبادلت البلدين التكنولوجيا والخبرات في مجالات مثل الصناعات الثقيلة والإلكترونيات. هذا التفاعل المتبادل يعزز التطوير الصناعي في كلتا البلدين.

بهذه الطريقة، يعكس التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا التطلعات المشتركة نحو تعزيز التبادل الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.

 


التعاون العسكري


التعاون العسكري بين مصر وتركيا شهد تباينًا عبر العقود، حيث تأثرت العلاقات بالظروف الإقليمية والتحولات السياسية. في بعض الفترات، شهدت البلدين تعاونًا في مجال الدفاع والأمان، بينما شهدت فترات أخرى توترًا نتيجة لاختلاف الآراء السياسية.

من خلال التبادل العسكري، قدمت تركيا دعمًا للقوات المسلحة المصرية بتوفير المعدات والتدريب. ومع ذلك، شهدت العلاقات توترًا خلال بعض الفترات، خاصة في سياق الأحداث الإقليمية والتفاعلات السياسية.

يعكس تطور التعاون العسكري بينهما تحولات السياسات الإقليمية والدولية، حيث تأثرت العلاقات بقضايا مثل الأمان الإقليمي والتحالفات الإقليمية. بصورة عامة، يظل التعاون العسكري عاملًا مؤثرًا في العلاقات بين البلدين، وقد يشهد تطورات إيجابية أو تحولات تبعًا للأحداث والتحديات الراهنة.

 

التعاون الثقافي


التعاون الثقافي بين مصر وتركيا يعتبر جزءًا مهمًا من العلاقات الثنائية بين البلدين. يشمل هذا التعاون تبادل اللغة والفنون والأدب والعلوم والتراث الثقافي.

في مجال اللغة، يتبادل البلدين الدورات والبرامج التعليمية لتعلم اللغة العربية والتركية. هذا يعزز التفاهم الثقافي والتبادل الأكاديمي بين المؤسسات التعليمية في كلا البلدين.

في ميدان الفنون، يتبادل الفنانون والمثقفون بين مصر وتركيا إبداعاتهم الفنية، مما يسهم في إثراء المشهد الثقافي في كلا البلدين. تقام المعارض الفنية والفعاليات الثقافية المشتركة لتعزيز التبادل الفني.

كما يشمل التعاون الثقافي نقل الأفكار والمعرفة عبر المؤتمرات وورش العمل في مجالات العلوم والأدب. يُشجع هذا التبادل على تطوير الأبحاث والمشاريع الثقافية المشتركة.

بصورة عامة، يلعب التعاون الثقافي دورًا هامًا في تعزيز التفاهم المتبادل وتقوية الروابط البينية بين مصر وتركيا.


وعلى المستوى الديني، فيمثل الإسلام نسبة 99.8% من حجم الشعب التركي البالغ نحو 85.4 مليون نسبة ولما كان الأزهر الشريف منارة الإسلام المعتدل المكافح للتطرف في العالم الإسلامي، فكان الاتفاق الذي أقره رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان عام 2011 آنذاك، بالاعتراف بالشهادة الأزهرية للطلاب الأتراك عند زيارته للقاهرة من نفس العام تأكيدًا على هذا الدور، فكان يوجد ما يقرب من 650 طالبا تركيا يدرسون في الأزهر الشريف حينها.