شركة يابانية تختبر علاج متطور لسرطان الدم في مصر

الاقتصاد

بوابة الفجر

بينما ينتظر آلاف من مرضى سرطان الدم (اللوكيميا) خاصة من الحالات المتأخرة أملاً في إيجاد طرق  أكثر فاعلية للعلاج، أعلن الأطباء المتخصيين في علاج أمراض الدم ظهور طوقاً للنجاة للحالات الطفرات الجينية المعقدة التي تزيد من معاناة مرضى اللوكيميا في الاستجابة إلى طرق العلاج التقليدية.  

 

أطلقت إحدى الشركات اليابانية العالمية المتخصصة فى المستحضرات الدوائية مبادرة تحت عنوان "في أمل" والتي من خلالها تتحمل الشركة عن طريق التعاون مع عدد من المعامل والأطباء المتخصصين حول مصر من الكشف المبكر على مرض اللوكيميا الميلودية الحادة.

 

وقد اطرحت شركة أستيلاس فارما اليابانية، علاج جديد، خصص لأحد أصعب حالات مرض اللوكيميا الميلودية الحادة (AML) المنتكس ، وهم الأشخاص أصحاب الطفرة الجينية   FLT3 (FLT3mut+)المقاومة للعلاج.

 

فبينما يصارع مريض اللوكيميا الحادة أعراض سرطان الدم الممزوجة بالأعراض الجانبية للعلاج الكيماوي، وهو البروتوكل المُتبع اجراؤه عادة مع أغلب حالات اللوكيميا الميلودية الحادة، يصارع أصحاب الطفرة الجينية المقاومة للعلاج مستوى آخر من المعاناة المضاعفة المتمثلة في الاستجابة العكسية للعلاج الكيماوي نتيجة للطفرة الجينية والتي تنعكس في بعض الأحيان على انتكاسة المريض بفعل العلاج الكيماوي بدلاً من تحسن حالته.

 

تعد اللوكيميا الميلودية الحادة  أو كما يطلق عليها ابيضاض الدم النقوي الحاد (AML) أشرس وأشد أنواع سرطانات الدم ونخاع العظم حدة. وبالتالي يأتي العلاج الفريد من نوعه حول العالم مقدماُ حلول حقيقية لأحد أكثر فئات المرض ضعفاً. وطفرة FLT3 تحديدًا شكل عدواني من المرض وتنطوي على خطر أكبر من حدوث الانتكاس ونتائج سيئة من حيث البقاء على قيد الحياة.

 

من جهتها قالت "نيلاي تار"، المدير العام للشركة، أن الاهتمام الأكبر للشركة حاليا يقع في إطار البحث والتركيز على إيجاد حلول الرعاية الصحية التي تحقق أكبر إمكانية لإضفاء تحول على حياة الناس وتساعد في تلبية الاحتياجات الطبية الملحة للحالات الطبية التي تفتقد للخدمة الكافية.

 

وأضافت كذلك أن اكتشاف العقار الحديث يأتي استكمالاُ لعقارات سابقة قامت الشركة بطرحها في القطاع الطبي موجه خصيصاُ للحالات المتقدمة من سرطان البروستاتا وفقر الدم المرتبط بمرض الكلى المزمن، وأوضحت أنه " تتجه مناطق التركيز لدينا إلى الأمراض التي تنطوي على احتياج كبير ملح وفئة من المرضى تفتقد للخدمة الكافية."

 

وأكدت "نيلاي" أن الشركة تعمل لإدراج العلاج الحديث لابيضاض الدم النخاعي الحاد ضمن مشروع التأمين الصحي الشامل في مصر، مؤكدة على التزام الشركة " بضمان وصول المرضى السريع إلى علاجاتنا المبتكرة ونعمل مع كل الأطراف المعنية المهتمة لتحقيق ذلك."  

 

في الوقت الذي تعمل فيه الشركة أيضاً  على تسعير المنتج  وطرحه فالسوق المصرية في مختلف المستشفيات الحكومية والخاصة، تحرص تماماً على أن يصل لكل من يحتاجه من مختلف الفئات، وبالتالي كان من أولوياتها طرح مبادرة "في أمل">

 

بدوره شرح دكتور أشرف الغندور، استاذ امراض الدم والاورام في جامعة الاسكندرية ، كيفية عمل الطفرة الجينية النادرة على مقاومة بروتوكلات العلاج المتبعة مع مرضى اللوكيميا الميلودية الحادة، والذي يعد بدوره أحد أشرس وأكثر أنواع اللوكيميا تعقيداً، خاصة فيما يتعلق بأيجاد طرق علاج مبتكرة تلائم استجابة الجسم.

 

وتابع الغندور: "يأتي العلاج فاتحاً أبواب أمل كادت أن تغلق لمرضى الطفرات الجينية المقاومة للعلاج. فهو يفتح سبلاً جديدة وأساليب مختلفة لعلاج سرطان الدم ونخاع العظم للمرضى خاصة ممن يستجيبون عكسياً للبروتوكول المتبع عادة في علاج تلك الحالات.

 

وأكد الغندور على كون أهمية الدواء الحديث الذي على وشك التداول في السوق المصري، كونه الوحيد الذي يقوم بمحاربة كلا طفرتي FLT3 المقاومة للعلاج، بينما كانت جميع الأدوية السابقة تركز على محاربة إحداهما فقط. وهو الأول من نوعه فالعالم الذي يجمع ما بين محاربة الطفرات بينما يعمل بالتوازي على مهاجمة الخلايا السرطانية في نفس الوقت.

 

وأشار دكتور جمال فتحي استشاري أمراض الدم وزرع النخاع في معهد ناصران الإحصاءات تشير إلى أنه يتم تشخيص أكثر من 5,200 شخص في مصر بمرض لوكيميا الدم كل عام، حيث ارتبط  بالعديد من الطفرات الجينية، وأكثرها شيوعًا طفرة FLT3، التي تؤثر على ما يقارب 37 في المائة من كل المصابين بالمرض وترتبط الطفرة بتراجع معدل البقاء على قيد الحياة مع الخلو من المرض والبقاء على قيد الحياة عمومًا ومقاومة العلاج.