رئيس اساقفة سبسطية: لا يوجد ما يسمى بشعب الله المختار

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا نقدر ونثمن مواقف الاحرار في عالمنا والذين يخرجون إلى الساحات والشوارع العامة رافعين شعار فلتتوقف الحرب فهؤلاء الاحرار حيثما كانوا واينما وجدوا في مشارق الارض ومغاربها هم يجسدون الضمير الانساني من خلال ما يقومون به وهم ينتمون إلى كافة الاديان والاعراق والخلفيات الثقافية وقد وحدتهم معاناة شعبنا وخاصة ما يحدث في غزة من عدوان مستمر ومتواصل منذ 44 يوما.
ونحن وبدورنا ومن المدينة المقدسة القدس نكرر نداءنا ومناشدتنا والتي نتمنى ان تصل إلى كل مكان في هذا العالم بضرورة العمل من اجل وقف هذه الحرب وهذا العدوان الهمجي الوحشي الذي خلف دمارا وخسائر كبيرة لا يمكن وصفها بالكلمات.
شهداءنا ليسوا ارقاما والدمار في غزة انما يشير وبوضوح إلى وحشية وهمجية يعامل بها الفلسطينيون ونعتقد بأن العالم بأسره مطالب بأن يتحرك نصرة لهذا الشعب لكي تتوقف هذه المأساة وهذه المعاناة التي لا يمكن وصفها بالكلمات.
لقد قلنا مرارا وتكرارا بأن البشر جميعا ينتمون إلى اسرة بشرية واحدة خلقها الله، فلا يوجد هنالك ما يسمى (بشعب الله المختار) فكل الشعوب بكافة اديانها وقومياتها والوانها واجناسها هم خليقة الله وهم اولاد الله وابناءه فلا يوجد هنالك انسان مصنف على إنه درجة اولى وانسان مصنف على إنه درجة عاشرة، فالبشر جميعا هم سواسية وجب احترامهم وصون حقوقهم وحريتهم وكرامتهم وحياتهم، وما يحدث مع شعبنا الفلسطيني انما هو استخفاف بهذا الشعب الذي هو شعب مثل باقي شعوب العالم وبشر مثل اي انسان في هذا العالم، وهؤلاء ليسوا من طينة مختلفة لكي يعاملوا بهذه القسوة وهذه الوحشية.
يبدو ان الانسانية فقدت انسانيتها في ظل هذه الوحشية والمؤيدون لهذه الحرب والصامتون والمتفرجون الذين لا يحركون ساكنا هم شركاء في هذه الجرائم المرتكبة.
نقول بأننا لا نؤمن بالقتل والعنف والارهاب وثقافة الموت فثقافتنا هي ثقافة حياة وليست ثقافة موت وشعبنا الفلسطيني الذي عانى ولسنوات طويلة من الظلم والقمع يحق له ان يعيش بحرية وسلام بعيدا عن الحروب وبعيدا عن كل هذه المظاهر اللانسانية واللاحضارية.
لن نفقد الامل مهما كانت الصورة قاتمة وسنبقى نطالب ونناشد بأن يتوقف هذا العدوان لا بل سنبقى نطالب ونناشد بأن ينعم الفلسطينيون بحل عادل لقضيتهم والتي في سبيلها قدموا كما هائلا من التضحيات.
أما آن لهذا الشعب ان يعيش بحرية مثل باقي شعوب العالم، أما آن لهذا الشعب ان يعيش بسلام بعيدا عن القمع والحروب والاستبداد والكراهية والعنصرية.
سنبقى متمسكين بالرجاء ولن نستسلم للاحباط والقنوط الذي يريدنا الاعداء ان نكون غارقين فيه، فإيماننا يعزينا ويقوينا ونسأل الله القادر على كل شيء ان يرحم البشرية كلها وان يرأف بشعبنا وان ينير عقول وضمائر وبصائر جبابرة هذا العالم لكي يكونوا اكثر عدلا وانسانية.