د.حماد عبدالله يكتب: السلطة والثروة !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

من طبيعة الأشياء –ومن سنن الحياة – أن الثروة لها قوة ولها سطوة – ولها كرامات وخاصة فى المجتمعات ذات القدرات المحدودة – حيث نجد أن صاحب ثروة فى أى مجتمع –تصبغه ثروته بالإحترام والتبجيل –ويتصف أهل الثروات على أنهم "طيبون" أو "بخلاء" وهذه صفات مجازية –حسب (فرط اليد) لدى صاحب الثروة  والثروة لدى أصحابها تأتى أما من "أرث" أو من نتيجة جهد وعمل مضنى أو لاقدر الله من ناتج فساد أو رشاوى أو تجارة مخدرات أو تجارة سلاح فى بعض المجتمعات –أى أن الثروة أيضًا مصدرها يؤثر بشكل أو بأخر على أصحابها –فنجد صاحب ثروة  محترم فى حضوره وغيابه (السيرة طيبة أو سيئة) وصاحب ثروة محترم فى حضوره (الأغلب الأعم)  لكن من وراء ظهره –فهو معروف أنه حرامى أو غير شريف –أو من الصفات التى تلاحقه فى غيابه والمصحوبة فى بعض الأحيان بالدعاء عليه (وعلى اللى جابوه ) وهذه الصفات ليست مقصورة أو محصورة على أثرياء الوطن –ولكن هذه صفات عالمية –ولكن إستخدامها والتعامل معها أو من خلالها – تختلف من مجتمع لأخر – فأصحاب الثروات –رغم كل ما يتمتعون به من سطوة على المجتمع بثراوتهم إلا أنهم يسعون دائمًا لحصانة تلك الثروات بالسلطة –وعادة السلطة أيضًا تسعى للإقتراب من أصحاب الثروات لأسباب متعددة –إما للمعونة على قضاء حاجة الشعب من كرم –وبذخ –وتعميق للدور الإجتماعى وهذه أهداف محمودة –وفى أحيان أخرى وكثيرة –تجد الإقتراب بين أطراف السلطة والثروة تعتمد على أنهم (ذى جاهين) جاه المال وجاه القوة والسلطة -وهم وجهين لعملة واحدة ولكن تتفرق على شخصين أو على عنصرين –أحدهما سيمسك للأخر حاجته  وبالتالى فإن سعى صاحب الثروة للحصول على السلطة لنفسه –يختصر الطريق ويقلل التكلفة بالطبع ويؤكد السطوة والقوة والمهابة –وتوجيه السياسة العامة لصالح الحفاظ على ثرواته  وكذلك حماية تلك الثروة من التعدى أو من خروج قوانين تعكر الصفو العام لأصحاب تلك الثروات وتزيد من تأصيلها وتؤكد على إستمرار التدفق لزيادتها إن أمكن وتحمى تلك الثروات من أهل الحقد –والغل – وهم فى العادة من (حرافيش الوطن) "النكديين" وأصحاب العيون السوداء المستديرة (الحاسدين ) !! 
وأيضًا هذه ميزات وصفات عالمية –لاتقتصر على مجتمعاتنا النامية –ولكن الأساليب تختلف –فالثروة فى أمريكا مثلًا – تصنع نجومًا فى السياسة – وفى الة الحرب وفى البرلمان أو الكونجرس –وتصنع هؤلاء النجوم –وتصرف عليهم –وتتبناهم فى وظيفة رئيس الإدارة المركزية فى البيت الأبيض -  فالممولين للحملات الإنتخابية على كل المستوايات سواء محلية أو فدرالية أو كونجرسية أو نواب أو حتى للبيت الأبيض نفسه –هم أهل الثروات وأصحاب المصالح الإقتصادية العظمى فى البلاد –فكل شيىء يمشى على هواهم –ومع سياساتهم التنموية الشخصية أو المؤسسية –عن طريق نجومهم وذويهم من السادة المسئولين وبالتالى نجد أن صناعة السلاح والبترول والقمح والإليكترونيات والسيارات وحتى "المكدونالدز" –هم واجهات إقتصادية عملاقة لهم – أظافر وأنياب وشفاه مبتسمة فى بعض الأحيان فى الأروقة السياسية والدولية من خلال مؤسسات الدولة –أما فى مجتمعاتنا النامية فهذا غير مقبول –أى أننا أكثر أنانية –فلا يمكن أن يكون النجم أحد الموظفين أو أحد الأذرعة –فالثرى وصاحب الثروة هو الطامح للمجلس النيابى أو مجلس الشيوخ أوصانع السياسات بنفسه –وبشخصه لا أحد غيره –فهو الفاهم وهو المهندس وهو المصمم وهو المحاسب وهو القانونى وهو الوطنى وهو الملتزم وهو أستغفر الله العظيم !!