ما أبرز العصابات التي تتواجد في هايتي؟

تقارير وحوارات

هايتي
هايتي

 

كانت قد تزايدت حدة الأزمة الإنسانية في العاصمة الهايتية بور أو برنس يوم السبت الماضي، حيث تعرضت المستشفيات لهجمات وأُغلِقت البنى التحتية، مما زاد من التهديدات المتزايدة على إمدادات الغذاء، وجاء ذلك بعد ليلة أخرى من الاشتباكات بين الشرطة والعصابات المسلحة.

استقالة رئيس الوزراء

وفي صباح اليوم، تم الإعلان عن استقالة رئيس الوزراء الهايتي، أرييل هنري، ليس بسبب معارضة سياسية أو حركة احتجاجية، ولكن بسبب مواجهته لما وصف بـ "ثورة عصابات".

العصابات في هايتي

تنشط في هايتي نحو 200 عصابة، وفقًا لتقديرات الخبراء وما نشرته الصحف الأمريكية، ومن بينها تقريبًا 20 في العاصمة بورت أو برنس.

وتتراوح هذه العصابات بين مجموعات صغيرة تضم بضع عشرات من الشباب المسلحين بالمسدسات، إلى جماعات تضم نحو 1500 فرد يتقاضون رواتب أسبوعية ويمتلكون أسلحة آلية، وينتمون إلى هياكل تنظيمية هرمية مع رؤسائهم.

وتسيطر اتحادان رئيسيان للعصابات في بورت أو برنس، وهما اتحاد "جي-بيب" وعائلة "جي-9"، على العديد من أفقر الأحياء في المدينة، ويتفق بعض الأحيان الجماعات الإجرامية وحلفاؤها، ولكنها تتصادم كذلك بشكل متكرر.

ولقد ارتبطت هذه العصابات تاريخيًا بالأحزاب السياسية، حيث تنتمي مجموعة "جي-9" إلى حزب "تيت كالي" الحاكم، بينما تميل مجموعة "جي-بيب" إلى دعم أحزاب المعارضة.

كما تسيطر مجموعة "جي-9" وحلفاؤها إلى حد كبير على الموانئ والطرق المحيطة بالمطار الرئيسي، ويكاد يكون من المستحيل السفر من العاصمة إلى المدن الشمالية بسبب سيطرة العصابات على الطريق السريع الذي يربط بين الشمال والجنوب.

قادة العصابات في هايتي

يشهد الساحة العصابية في هايتي وجود عدة قادة، لكن في الأونة الأخيرة برزت شخصية زعيمة لإحدى العصابات تُدعى جيمي شيريزير، الملقب بـ "باربكيو"، كممثل عام لتحالف "العيش معًا".

ويعتبر باربكيو ضابط شرطة سابق يتمتع بسمعة قسوة، وقد وُجهت إليه اتهامات بالمسؤولية عن مذابح مختلفة.

كما يسيطر تحالف عصابته، وهو مجموعة التسع، على وسط مدينة بورت أو برنس، وتتعرض مناطق تحت سيطرته لاتهامات بالهجوم على الأحياء المتحالفة مع أحزاب المعارضة السياسية، ونهب المنازل، واغتصاب النساء، وقتل الأفراد بشكل عشوائي.

وعلى الرغم من ذلك، يصف "باربكيو" ما يحدث بأنه "ثورة مسلحة"، وفي الأيام الأخيرة بدأ في استخدام لهجة أكثر تصالحًا، حيث قدم اعتذارًا للأشخاص الذين تعرضت منازلهم للنهب من قبل العصابات، بما في ذلك تحالفه، خلال الاضطرابات الأخيرة.

أعضاء العصابات وتحديات الشرطة في هايتي

معظم أعضاء العصابات في هايتي هم شباب في العشرينيات من العمر يعيشون في الأحياء الحضرية الفقيرة.

ويتحالفون غالبًا مع نخبة رجال الأعمال والسياسيين الذين يدفعون لهم مقابل خدمات متعددة، بدءًا من تأمين البضائع وصولًا إلى حشد المتظاهرين.

كما تنضم الأشخاص الذين يشعرون بالاستياء من عنف العصابات إلى حركة معروفة باسم "بوا كالي"، حيث تسعى هذه الحركة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافح الجريمة خارج إطار القضاء، وعادة ما تستهدف المجرمين بدعم من المجتمع المحلي.

وفيما يتعلق بقدرة الشرطة على إيقاف هذه العصابات، فإن قوات الشرطة الوطنية الهايتية تعاني من تحديات كبيرة.

وقد شهدت فرار نحو 3000 من موظفيها البالغ عددهم 15000 في العامين الماضيين.

وعلى الرغم من التمويل البالغ قرابة 200 مليون دولار الذي قدمته الولايات المتحدة لتعزيز الأمن في هايتي، إلا أن هناك نقصًا في العدد والعتاد.

وتمتلك الشرطة 47 سيارة مدرعة، ولكن في الزيارة الأخيرة لمحققي الأمم المتحدة، وجد أن أقل من نصف هذه السيارات في الخدمة، وتلك التحديات تعيق قدرة الشرطة على مكافحة الجريمة والعصابات بشكل فعال في هايتي.