مجدي أبو عميرة: يحيى الفخراني فاكهة رمضان.. والبهجة بالنسبة لي هي عودتي للعدل جروب (حوار)

الفجر الفني

مجدي أبو عميرة من
مجدي أبو عميرة من كواليس مسلسل عتبات البهجة

*جومانا مراد: أجادت تقديم شخصية بنت البلد.. عتبات البهجة ملئ بالجوانب مثيرة

 

*يحيى الفخراني كان معارض فكرة الـ 15 حلقة.. وهذا سر البلوفر الأحمر الذي ارتديه في تصوير أعمالي

 

*المنصات الإلكترونية فكرتها عظيمة.. والعمل الجيد يُفرض نفسه على الجمهور

 


المخرج مجدي أبو عميرة هو ملك الدراما، حيث قدم خلال مسيرته الإخراجية أقوى وأهم المسلسلات، التي ارتبط بها الجمهور، كما أنه يعتبر رائدًا في تقديم الأعمال الفنية التي تتناول قضايا المجتمع بشكل ملهم، كل هذا جعله يتربع على عرش الدراما طوال السنوات الماضية، كما أنه يطل علينا هذا العام بمسلسل "عتبات البهجة"، الذي يناقش قضايا السوشيال ميديا، بجانب العديد من القضايا الاجتماعية والأسرية الهادفة.

 

وتحدث مجدي أبو عميرة في حوار خاص لـ"الفجر الفني"، كشف خلاله أسباب تحمسه لمسلسل "عتبات البهجة"، وعن معنى البهجة بالنسبة له، ورأيه في مفهوم الشللية، وغيرها من الأمور، وإلى نص الحوار:


*لماذا تحمست لإخراج مسلسل "عتبات البهجة"؟


الدكتور مدحت العدل هو من اقترح تحويل الرواية لعمل درامي، وتحمست لإخراجه لأنه مسلسل لطيف، خالي من القتل والضرب والخناقات، فهو مستمد من واقع الحياة اليومية لـ "بهجت الأنصاري" وأحفاده، مع التركيز على مشاكل الشباب، وخاصةً مخاطر الإنترنت التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتهم؛ ولأن العمل من بطولة مجموعة من الفنانين الكبار، بجانب بعض الشباب الموهوبين، والوجوه الجديدة الذين أتوقع لهم أنهم سيأخذون أدوارًا كبيرة في المستقبل.

*وما معنى البهجة بالنسبة لك؟

 

للبهجة معنى خاص بالنسبة لي، وهي عودتي لشركتي الأم "العدل جروب "التي سبق وقدمت معهم أعمالًا مميزة، ولقائي مجددًا بالجميل جمال العدل، فأنا تجمعني به حالة من الكيمياء الخاصة، فهو يحبني وأنا أحبه، وهذه أول الأشياء المبهجة بالنسبة لي، أيضًا دكتور مدحت العدل، فسبق وتقابلنا في "محمود المصري"، للرائع محمود عبد العزيز رحمه الله، وأيضًا في "أحلام عادية" حيث كتب تتر البداية والنهاية، بجانب وجود النجم يحيى الفخراني الذي تعاملت معه مُسبقًا في "حمادة عزو"، "وجحا المصري"، وعودته للدراما هذا العام بالنسبة لي تعتبر فاكهة رمضان، فهو طقس من طقوس رمضان.

*ماذا عن تعاونك مع الفنانة جومانا مراد، خاصةً أنها كانت ستقدم أول عمل لها معك إلا أنه لم يٌستكمل؟

 

بالفعل، كان من المقرر أن يحدث ذلك منذ وقت طويل، تقريبًا قبل 20 عامًا، ولكن الأمور لم تسر كما كان مخططًا لها، ولكن من المصادفات الرائعة أن يجمعنا الآن الأستاذ جمال، فجومانا ممثلة رائعة، وأجادت تقديمها لشخصية بنت البلد الجدعة، التي تقف في وجه الأزمات وتتصدى لها.

*وما الأمور التي واجهتك في "عتبات البهجة" وأثارت دهشتك؟

 

تركيز العمل على مخاطر الاستخدام السيئ للتكنولوجيا، وفكرة التعامل مع أخطار الإنترنت وهذا الجانب مهم جدًا، فأنا علاقتي ليست جيدة بالإنترنت، حيث أنني بعيد تمامًا عنه، لذا كانت هناك أمورًا لم أكن على دراية بها، لكنني علمتها من خلال المسلسل، منها إنه لا بد أن يكون الشخص مركز جيدًا أثناء استخدامه للإنترنت، واعتقد أن العمل سيكون مغريًا للشباب الباحثين عن تجارب جديدة، خاصةً أن فكرة المسلسل تتضمن جوانب مثيرة ومفاجآت جذابة للعديد من الشباب، وسعيد بتصنيف العمل جمهور عام.

 

*هل تعتقد أن اختلاف الأجيال قد يؤدي لحدوث مشاكل بين الأجداد والأحفاد؟

 

بالتأكيد، يحدث صراعًا واضحًا بسبب اختلاف الأجيال، حيث يرى كل جيل نفسه أفضل وأكثر تفوقًا من الآخر، لذا تنمو التوترات في التفاعلات بين الأجيال، ويتجاوز بعضها الحدود المعتادة، لكن الجد بهجت في "عتبات البهجة"، يكتشف عقول الشباب وثقافتهم ويحاول التقرب منهم بصورة مدهشة، ولا يكتفي بذلك فقط، بل يتعلم منهم ويحاول إيجاد وسيلة فعّالة للتواصل معهم.


*كيف يُثبت المخرج مجدي أبو عميرة مهاراته في التعامل مع التكنولوجيا في عملية التصوير والتسجيل الصوتي؟

 

مع تطور التكنولوجيا الحديثة، استخدمت تقنيات متقدمة في التصوير، مثل كاميرات إليكسا، والفايف، والريد، ففي الماضي طريقة التصوير كانت مختلفة عن الآن، حيث كنا نعمل بنظام الثلاث كاميرات وكل كاميرا تسجل لوحدها وليس لها مونتير، وكان المشهد يتم تصويره بشكل تتابعي، وفي عام 2011، تغيرت الطريقة تمامًا لتصبح مشابهة للسينما، ومن الأعمال التي استخدمت فيها هذه التقنية مسلسل "الصفعة"،"القاصرات"، "ليالي الحلمية"، والجزء الأول والثاني من "قوت القلوب"،  وتميزت  هذه التقنيات الحديثة بتحسين كبير في جودة الصورة مقارنة بالأساليب السابقة.

*وما هي عيوب نظام التصوير الحديث؟

 

تكلفة النظام الحديث مرتفعة للمنتج بسبب العدد الكبير من العاملين وراء الكاميرات، حيث يكون لكل كاميرا فريق عمل خاص بها، بعد الانتهاء من التصوير، يتبع عملية مونتاج وتلوين ومكساج، وهذا يتطلب جهدًا ووقتًا كبيرًا. ومع ذلك، تكون النتيجة النهائية رائعة في الجودة، ولكن هذا يستحق الوقت والجهد المبذول.

*ماذا عن الشيء المقدس الذي تحرص عليه في أول يوم تصوير لأي عمل فني؟

 

أول يوم تصوير لأي عمل فني لي، ارتدي بلوفر أحمر وهذه العادة أحرص عليها منذ 20 عامًا، وهذا يمثل لي رمزًا للتفاؤل والبهجة، وفعلت هذا أيضًا في أول يوم تصوير "عتبات البهجة"، فقد ارتديته أثناء تواجدي في زايد، مع الدكتور مدحت وجمال العدل، وهذا أضفى على اليوم أجواءً مميزة.

 *وما رأيك في المسلسلات القصيرة التي تتكون من 15 حلقة؟


في البداية، النجم يحيى الفخراني كان مُعارضًا فكرة أن يكون العمل 15 حلقة، وكان يرغب في أن يكون 30 حلقة، تماشيًا مع تقليد كل مسلسلاتي التي قدمتها خلال 19 عامًا في شهر رمضان، لكنني فرحت أنا والدكتور مدحت العدل، بفكرة الـ 15 حلقة؛ لأنها تسمح بأن يكون إيقاع المسلسل أسرع، وهذا يساعد على الانتهاء من عملية تصويره بسرعة، مقارنة بالـ 30 حلقة التي تستغرق وقتًا طويلًا في التصوير، مما يتيح للمشاهدين فرصة للتنوع في المشاهدة دون الملل، وفي رأيي إذا استمرت فكرة الـ 15 حلقة ستكون فكرة مبتكرة.

 

*وهل تظل متحمسًا لمعرفة ردود أفعال الجمهور بعد عرض أي عملًا تقدمه؟


بالطبع، وأنا لا أكون متحمسًا فقط، بل أكون قلقًا جدًا، وأنتظر بفارغ الصبر لمعرفة رد فعل الجمهور والنقاد، وفي الوقت الحالي أصبحت السوشيال ميديا تلعب دورًا كبيرًا في نجاح العديد من الأعمال الفنية، على الرغم من أنها قد تكون ضعيفة في بعض الأحيان.

*وما رأيك في الأعمال التي يتم عرضها على المنصات الإلكترونية؟

 

فكرتها عظيمة بالنسبة لي، لدرجة أن ابنتي كانت تطلب مني أن يعرض مسلسل عتبات البهجة على منصة إلكترونية، لأنها تفضل مشاهدة الأعمال عليها لخلوها من الفواصل الإعلانية، وبالرغم من ذلك قد عرض عليّ تصوير المسلسل وعرضه على يوتيوب قبل 20 عامًا، لكنني أنني رفضت تلك الفكرة، واعتبرت أنها لن تضيف قيمة للعمل وستقلل من شأنه، ولكن الآن، بمرور الوقت وتطور التكنولوجيا، أرى أن العرض على المنصات الإلكترونية هي خطوة إيجابية. 


 
*هل نواجه أزمة في جودة الإنتاج في ظل وجود الكثير من القضايا في المجتمع ؟


نعم، بالطبع لدينا أزمة شديدة في جودة السيناريوهات التي تُقدم، وتعتمد هذه الأزمة على عدة عوامل من بينها زيادة ورش الكتابة التي أصبحت موضة، بجانب الأفكار المتكررة، واعتماد الإخراج  على 3 و4 وحدات، نتيجة ضيق الوقت اقتراب المنافسة الرمضانية والاستايلست  نتيجة لضغط الوقت والمنافسة، وهذا أمر غير جيد، ويؤثر سلبًا على المحتوى الذي يتم تقديمه.

 

*وما سر انجذاب صناع الدراما لعرض أعمالهم في دراما رمضان من وجهة نظرك؟


لأن شهر رمضان هو شهر الفرحة، فيه تجتمع العائلات سويًا، ويستغلوا تلك الفرصة لمتابعة الأعمال الدرامية، وبكل صراحة المسلسلات الرمضانية هي التي تعيش مع الجمهور، ولكن المسلسلات التي تقدم على مدار العام أرى أن معظمها ينتج لاستهلاك الوقت، ولكن هناك من حقق من خلالها نجاحًا كبيرًا مثل أبو العروسة.

*وهل يحرص أبنائك على متابعة أعمالك الفنية وإبداء رأيهم فيما تقدمه؟

 

نعم، فأولادي ملك وعمر نقّاد رائعين، يتابعوا كل ما أقدمه، وأشعر بسعادة كبيرة من ردود أفعالهم بعد انتهائهم من مشاهدة أعمالي، فعندما يعجبهم العمل أجدهم يصفقون لي.

*وما رأيك في فكرة المنافسة الرمضانية؟

 

العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه على الجمهور، بالرغم من زحمة الأعمال الرمضانية، مثلما حدث العام الماضي في مسلسل "تحت الوصاية" لمنى زكي، 
وأنا أفضل نوعية المسلسلات التي تتناول قضايا مهمة، وفي رأيي المخرج هو المسؤول عن محتوى العمل الذي يقدمه، ولا بد ألا يعتمد على توجيهات الرقابة، فالتلفزيون يقتحم المنازل بشكل مباشر، على عكس السينما، التي يذهب إليها الجمهور بإرادته، وبالتالي فإنه من الضروري ألا يحتوي المسلسل على لفظ خادش أو محتوى غير لائق، خاصةً مع وجود مع أطفال في الأسرة، وأنا أدقق جيدًا في هذه الأمور.


*وهل تؤمن بأن هناك شللية في الوسط الفني؟


بالفعل هناك شللية، لكن الفن لا يتسامح مع الواسطة، وإذا حدث ووجدت الواسطة فإنها لن تكتب للفنان الاستمرارية، هي فقط تجعله يعمل لفترة، ولكنها لن تجعله يتألق، دون أن يفقد بريقه مع مرور الزمن؛ لأن الوصول للنجومية أمرًا سهلًا، لكن الأصعب هو البقاء في ذهن الجمهور.

 

*وهل ترى أن الجمهور يصعب إرضاؤه في الوقت الحالي مقارنةً بالماضي؟


نعم، فقديمًا كان الجمهور يشعر بالرضا بكل سهولة من الحكايات البسيطة، أما اليوم في زمن الإنترنت والتنافس الشديد، فالمشاهدين أصبحوا أكثر وعيًا وتطلعًا، وأصبحت لا تعجبهم القصص العادية، لذا فلا بد أن يتمتع العمل الفني بمستوى عالٍ من الإبداع والتميز لكي يشبع رغبات الجمهور.