رئيس وزراء ماليزيا ينتقد "النفاق" الغربي بشأن غزة

عربي ودولي

بوابة الفجر

انتقد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم الدول الغربية لعدم تحركها ضد الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة المحاصر، متسائلا "أين ألقينا إنسانيتنا، لماذا هذا النفاق؟"

وقال إبراهيم في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس عقب اجتماعهما في برلين، إنه يتعين على الدول الغربية وضع حد لموقفها "الانتقائي" و"المتناقض".

وردا على سؤال عما إذا كان يدين الهجوم عبر السياج الذي نفذته حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في 7 أكتوبر، وما إذا كان يؤيد الغزو الإسرائيلي لتحرير الرهائن، قال: "ما أرفضه بشدة هو هذا السرد، وهذا الهوس، كما لو أن المشكلة برمتها بدأت وتنتهي في 7 أكتوبر، القصة لم تبدأ في 7 أكتوبر، بل بدأ قبل ذلك بأربعة عقود، وهو مستمر يوميًا"

وقال إبراهيم إن سياسات إسرائيل المستمرة منذ عقود ضد الفلسطينيين وفظائعها هي السبب الجذري للصراع المستمر.

وأضاف: "نحن نعارض الاستعمار، أو الفصل العنصري، أو التطهير العرقي، أو نزع ملكية أي بلد، سواء كان ذلك في أوكرانيا أو في غزة، ولا يمكننا محو 40 عاما من الفظائع والسلب، التي أدت إلى رد الفعل والغضب من جانب الناس".

وقال إبراهيم إن بلاده تجري اتصالات مع الجناح السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، وأن هذا التواصل ساعدها في إثارة بعض المخاوف لدى الحركة، بما في ذلك وضع الرهائن.

وقال رئيس الوزراء: "ليست لدي هذه العلاقة الممتازة مع حماس. لكن نعم، لقد عبرت عن قلقي من ضرورة إطلاق سراح الرهائن".

وأشار إبراهيم أيضًا إلى أنه على الرغم من خلافاتهم مع شولتس بشأن الصراع في الشرق الأوسط، إلا أنهم اتفقوا على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والحاجة الملحة لتوصيل المزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.

وقال: "إنني أتفق مع ما قاله المستشار بشأن الحل النهائي المتمثل في وجود دولتين لضمان السلام لكلا البلدين، والعمل على مفهوم يضمن وجود تنمية اقتصادية وتقدم للشعبين".

ألمانيا تدعو إلى هدنة في رمضان

ومن جانبه أكد شولتس مجددا أن ألمانيا تتحمل مسؤولية خاصة تجاه إسرائيل وتدعم حقها في الدفاع عن نفسها ضد حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، غير أنه كرر أيضا دعوة برلين لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية خلال شهر رمضان المبارك من أجل تمكين إيصال الإمدادات المنقذة للحياة للمدنيين الفلسطينيين.

وقال: "نعتقد أن الهجوم البري على رفح لن يكون الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، والخطوة المهمة الآن هي وقف إطلاق النار الذي يستمر لفترة أطول، ومن الأفضل أن يكون ذلك خلال شهر رمضان بالفعل".

وتشن إسرائيل غزوًا عسكريًا وحشيًا على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 عندما شن مقاتلو حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" هجومًا خاطفًا على القوات الإسرائيلية والمستوطنات القريبة من سياج غزة.

وتقول حماس إن غارتها جاءت ردًا على "التطهير العرقي والإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، واستيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، والتهويد المستمر للقدس المحتلة ومسجد الأقصى. مجمع المسجد.

ومنذ ذلك الحين قتلت إسرائيل أكثر من 31 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وأصابت أكثر من 72600 آخرين.

ودمرت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ خمسة أشهر نحو 60 بالمئة من البنية التحتية الفلسطينية وأجبرت نحو 80 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على ترك منازلهم ودفعت مئات الآلاف إلى حافة المجاعة.

وتواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية. وأمر حكم مؤقت صدر في يناير تل أبيب بضمان عدم ارتكاب قواتها أعمال إبادة جماعية، وضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.