حوار خاص للفجر الفني مع محسن محيي الدين

محسن محيي الدين: "المداح يناقش قضية أكبر من محاربة الجن وهناك أشخاص يجلبون السحر لأنفسهم" (حوار)

الفجر الفني

محسن محيي الدين
محسن محيي الدين

يعتبر مسلسل "المداح" من أبرز الأعمال الدرامية التي تنغمس في عالم الغموض والإثارة، حيث تتشابك الأحداث والشخصيات في متاهات من الخيوط الدقيقة التي تجذب المشاهد وتثير فضوله لإنه يقدم رحلة عميقة في عالم الروحانيات على مدار أجزاءه الأربعة ومن بين الشخصيات المميزة في هذا العمل تبرز  شخصية "خضر" وهو الدور الاستثنائي الذي قدمه الفنان القدير محسن محيي الدين ببراعة ونجح في إضافة العمق للشخصية بشكل ملحوظ،  مما جعله واحدًا من أبرز الشخصيات في العمل الدرامي، وقد حرص الفجر الفني أن يتواصل مع الفنان القدير محسن محيي الدين لنتعرف على كواليس دوره البارز في مسلسل "المداح 4" وتجربته في العمل مع الفنان حمادة هلال، بالإضافة إلى آرائه حول مواضيع مختلفة تشمل السحر والجن، ودور الفن في توجيه رسائل للجمهور وانجذاب محسن للأدوار التي تحمل قضايا اجتماعية ودينية وتؤكد على إيمانه بأهمية رسالة الفن وتأثيرها على الجمهور سواء على المنصات الرقمية أو التلفزيونية 

وإليكم نص الحوار:

 


في البداية، ما هو سبب انجذابك لـ دور خضر في المداح 4؟

أنا أولًا وقبل كل شيء أهتم بالمحتوى والقضايا التي يتناولها الدور الذي أقدمه، حيث إذا كانت تلك القضايا تهم وتفيد المجتمع، فأنا أنجذب للمشاركة بشكل كبير، أما  بخصوص خضر فهو شخص يتمتع بالمعرفة والتقوى والإيمان، مما أثار إعجابي بالدور لإنه يتمتع بـ مستوى عالٍ من الإتقان فهو رجل من الذين يُعرفون باسم "أهل السر"، ويصل له رسائل ربانيه يحاول مساعدة الغير بيها ومن المميز أيضًا إنه على قدر الثقة التي يُزعم أنه يمتلكها فهو لا يقول أنا وأنا ويرى نفسه أكبر من أي شخص ولكنه فقط يحاول أن يؤدي مهمته ويوصل رسالته،  مما يجعله قدوة في زمن الفتن والتحديات حيث أن قضية المسلسل تناقش كيف يستغل الشيطان الجن لخلق الفتن في الأسر والمجتمعات، وخاصةً بوجود شخصية "سميح" الذي يمثل رمز المسيح الدجال والذي يتبعه الناس بسبب ضعف إيمانهم واستجابتهم للشهوات التي تضلهم عن الحق فـ هذا الموضوع يعتبر أمرًا هامًا للغاية، حيث يسلط الضوء على كيفية دخول الشيطان إلى حياة الناس وتأثيره السلبي على الأسرة وكيف يمكن أن يفتت المجتمعات ويثير الفتن بين أفرادها كما يفعل سميح مع أفراد عائلة صابر، على الرغم من ظهوره في البداية إنه شخص يتمتع بدرجة عالية من الإيمان ثم يظهر حقيقته ويظهر كيف يتسبب الصراع في تقسيم المجتمع وتعكير استقراره ببساطة فيجعل الناس أعداء لبعضهم دون أن يشعرون وهذا الموضوع مهم للغاية وشجعني وشرفني أن أكون من اسرة العمل. 


حدثني عن التعاون الأول لك مع حمادة هلال ؟

حمادة هلال إنسان جميل جدًا، ورجل عفوي بطبيعته، وهو نجم بامتياز لا تشعري أنه يفتخر بنجوميته، فهو طبيعي للغاية ومحبوب لدى الجميع و"ابن بلد" كما يذكرون فـ ليس لديه شعور بالتكبر أو الغرور، بل هو متواضع ويحظى بالاحترام من الجمي وإضافة إلى ذلك على المستوى المهني فهو نجم بكل المقاييس، ويعمل بجدية شديدة في عمله.

 


هل تؤمن بالسحر والجن وأمور العالم الآخر ؟

بالطبع، أؤمن بالسحر والعالم الآخر، وأرى أن قصة المداح قد تحدث في الحقيقة، السحر موجود في القرآن وكذلك الجن، لذا يجب أن نؤمن بهم كما أن هناك مرجعية في القرآن لخلق الجن وليس لخلق السحر، لإن الفتنة تأتي أساسًا من السحر في سورة البقرة، تجد أن هاروت وماروت علموا الناس السحر، وهذا يظهر أن هناك أشخاصًا يمارسونه بالفعل، وربما لا يصدق البعض ذلك ولكنه للاسف موجود باشكال مختلفة كـ الدجالين الذين يدفنون أشياء في المقابر بغرض الأذى، وهناك أيضًا من يتبعون الدين ويرتدون القرآن، كما ذكر في سورة الجن أن بعض البشر يعوذون برجال من الجن، فماذا يعني هذا؟ يعني أن كل هذة أشياء تحدث بالفعل لأنك تتجاوزين حدود عالم الغيب  برغم أن الله أمرنا بعدم الاختلاط بالعالم الآخر

ولكن ليس هذا السبب الوحيد فـ هناك أشخاص يجلبون السحر لأنفسهم ويجعلون الجن له سلطان عليهم بسبب ضعف الإيمان فـ أنا عادة ألاحظ أن كل من لا يصلي ولا يتوضأ يفقد دائرة نوره التي يكتسبها من الوضوء والصلاة وهذا يجعله سهلًا للغير للتأثير عليه، ولكن كلما كان محافظًا كلما زادت دائرة نوره، وبالتالي لا يمكن اختراقه من أي شئ. 


هل تعتقد أن وجود أكثر من جزء في أي عمل فني يصب في مصلحة العمل ولا يمكن أن يؤثر في نجاحه؟

عندما يكون الموضوع واقعيًا ومنفذًا بشكل جيد، يكون في مصلحة العمل، فمثلًا نحن نقوم بتصوير العمل في في 
الأهرامات وبجانب منطقة سقارة والحراس الذي هناك يقولون لنا إنكم تقولون الحقيقة ونحن نرى جن وما إلى
ذلك وهنا الموضوع يقوم على السحر وما شابه وذلك يعني أننا نتحدث عن أمور حقيقية، فرعون جلب كل السحرة في العصر القديم حتى ينتصر على سيدنا موسى، فسيدنا موسى قال: "ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين"، معنى ذلك أن السحر موجود منذ قديم الأزل والجن أيضًا موجود، لأنها من خلق الله حتى أن الله سخر الجن لسيدنا سليمان، فهي أمور ذكرها الله في القرآن ولا يمكن أن تُنكر، فالذي ينكرها أو من يرفض أن يصدقها هو حر لذلك فـ مسأله المسلسل من أول جزء ليست فقط عن الجن، بل الأمر يتعلق بكيفية يخترق الشيطان بالفتن وكيف يفرق بين الناس، وكيف يستغل الضعيفين ويجعلهم يعملون أمورًا تخرجهم من دائرة الإيمان وتبعدهم عن الله سبحانه وتعالى.

خضر جسد طوق النجاة لـ المداح، من يمثل طوق النجاة في حياة محسن محيي الدين؟

الله سبحانه وتعالي، لا يوجد أفضل منه فهو وحده الذي لا يترك عباده في مأزق ويكون طوق النجاة في كل اللحظات، فأبسط مثال عندما قال الله من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله لكننا نجهل اشياء كثيرة للأسف.


في رأيك، هل يجب دائمًا أن يحمل الفن رسالة يوجهها للجمهور أم يمكن أن يقتصر الامر على التسلية فقط؟


إذا طبقنا المثال على القراءة في البداية فـ أي كتاب نقرأه في المجمل يجب أن يحمل رسالة ويثير اهتمامك في الوقت نفسه، وهذا ليس بالسهولة نفسها فدور الفن يشبه دور الكتاب فـ عندما يكتب الكتّاب، يتوجب عليهم التواصل مع الجمهور، يعلمونهم، يوجّهونهم، ويفتحون لهم آفاقًا جديدة خارج نطاق حياتهم المعتادة ويضعون أفكارهم، يشاركون تجاربهم، يعبرون عن آرائهم وفلسفاتهم لإن كل كاتب يجب أن يمتلك هدفًا واضحًا في كتاباته، والشعر أيضًا عندما يُكتب الشعر يجب أن يحمل هدفًا يوصله الفن، ويجب أن يكون له هدف محدد سواء كان يهدف لإلهام أو تأمل أو تسليط الضوء على قضايا معينة، فجميع المهن، سواء الصحافة، أو الكتابة، أو كتابة السيناريو، أو التمثيل، أو الغناء، أو الشعر، جميعها تتطلب هدفًا، وكيف يمكن أن يفيدوا الجمهور فهي ليست للتسلية فقط يجب أن تحمل رسالة، ليس هناك شيء يسمى مسليات، يجب أن يكون هناك هدف ورسالة واضحة، فعند نشر مادة إعلامية يجب أن يكون لها هدف، سواء كان للكشف الفساد، أو للتوعية، أو لتوجيه الناس فلا يمكن أن تكون مجرد ترفيه وكل هذة الأمثلة تسرى على الفن أيضًا. 

هل تفضل عرض الأعمال على المنصات ام على التلفزيون وهل ترى أن صناعة حلقات أقل يجعل العمل أكثر جاذبية؟

بالطبع يفيد العمل بشكل كبير، وبالمناسبة هذا ليس أمر جديد في السبعينيات والستينيات كنا نفعل ذلك، كنا نقوم بإنتاج 15 حلقة وننتج 13 حلقة فـ نقوم بسهرة، والذي حدث الآن إنهم أدركوا أن عندما يحاولون كتابة 30 حلقة يواجهون صعوبة ويجب أن يبتكروا قصة طويلة ليملأوا الـ 30 حلقة ففكروا في البداية لتقليل الحلقات إلى 7 حلقات فقط وتتزايد مع الوقت بسبب أن هذا يسهل عليهم الأمر وينهي الحديث بسرعة دون أن يضطروا للتطويل والإضافات لتصل إلى 30 حلقة لذا فهم عادوا إلى ما كان موجود قبل ذلك

وإذا تطرقنا لأمور العرض على المنصات، بعض المسلسلات الناجحة على المنصات قد تجد طريقها أحيانًا إلى التلفزيون، حيث يتم عرضها بشكل يتراوح بين 15 حلقة وغيرها وهذا يرجع إلى نجاحها وشعبيتها على تلك المنصات. وبسبب الاختلاف بين جمهور المنصات وجمهور التلفزيون، فإن بعض الأفكار والمواضيع قد تكون ملائمة لأحدهما وغير ملائمة للآخر وبالنظر إلى أن الإنتاج التلفزيوني في الولايات المتحدة يعتمد على عدد كبير من القنوات، فإنه من الطبيعي أن تكون هناك فرصة لنجاح هذه الأعمال على كلتا الأنظمتين.