د.حماد عبدالله يكتب: الغناء اليوم وزمان !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

يسوقنى الحظ دائمًا أن أحضر مناسبة من مناسبات الأفراح ويُفْرَضْ على أن أبقى فى مكانى ضمن المدعوين حينما يقف مغنى شاب مهما كان إسمه فكلهم أو جميعهم بالنسبة لى سواء!!.
فلا يمكن أن أفرق بين ما يؤديه "عمرو" عن "زيد" !! والمقصود هنا كل المؤديين وليس عمرو دياب أوغيره !!
وتحدثت مع زميلى المجاور لى على طاولة العشاء فى هذه الدعوة الكريمة وسألته هل تستطيع أن تحفظ إسم أغنية أو مقطع مما يؤدى الآن من أشهر مطربى هذا الزمن !!وكانت الإجابة قاطعة لا !!
ورغم أن زميلى هذا يصغرنى بأكثر من عشرون عامًا على ما يبدو، إلا أنه إستكمل حديثه قائلًا أخر الأغانى التى إهتممت بكلماتها وشبه حفظها أغنية "من غير ليه" للمرحوم الموسيقار "محمد عبد الوهاب".
ورأيت أن أقرأ قليلا وأكتب لكم اليوم عن أعظم مؤدية فى حقل الغناء المصرى والعربى سيدة هذا العالم السيد أم كلثوم (رحمها الله رحمة واسعة).
حيث كان يقف إلى جانب صوت أم كلثوم نطقها وإلقائها وإخراجها للأغنية حيث تميزت (الله يرحمها) بدقة النطق للحروف العربية حيث أكتسبت ذلك فى سن مبكرة حينما حفظت القرأن الكريم فجودت نطقها وقومت لسانها وسلمت مخارج الحروف 
 

 

وأكسبتها خواصها من حيث الِشدَّة والرخاوة والإفتتاح والتكرير إلى أخر هذا الفن الرقيق، كما قالت عنها المرحومة الأستاذة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد 
ولن أبالغ حينما أقول بأن السيدة أم كلثوم كانت دائمًا مضيفة لشيىء من نفسها أو من ذاتها لأى أغنية لها كلماتها ولها ملحنها ولكن حينما كانت تؤديها فهى تخرجها من أعماقها بما أحسسته حينما إختارت الكلمات وتدربت على اللحن.

ولعل فى وصف أداء أم كلثوم لأغانيها لم أجد سوى رحمها الله الدكتورة نعمات أحمد فؤاد تحلل فى أداء أم كلثوم لأغنية (أنا فى إنتظارك).
عايزة أعرف لتكون غضبان... أو شاغل قلبك إنسان.
أرق ما يكون إستعطافها فى هذا البيت وحينما تزيد وتعيد فى ترتيبه ويحلو ويرق وتسمعه عشرات المرات بصور إبداعية إنسانية مختلفة ثم البيت الأخر.
توعدنى بسنين وأيام... وتجينى بحجج وكلام، وتعيد وتكرر ونحب وننتظر وتقول الله!!

رحم الله كل متقن فى عمله، وأطال الله فى عمر من هم على نسقه بيننا !! 
ولا أشك لحظة بأن مصر (ولادة) وسوف يأتى فى زمن قادم أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وأفذاذ أخرين وإن لم يكن فى عمرنا فالغد لناظره قريب !!

  أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد