بعد مرور 54 عاما.. كل ما تريد معرفته عن مجزرة "بحر البقر"

تقارير وحوارات

مجزرة بحر البقر
مجزرة بحر البقر

شهدت مصر مجزرة إنسانية لن ينساها التاريخ، في الثامن من أبريل عام 1970 بعدما شن الطيران الإسرائيلي، هجوما على مدرسة "بحر البقر" في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، أسفر عن مقتل 46 طالبا وتدمير مبنى المدرسة بالكامل.

تسبب الهجوم، في غضب الرأي العام العالمي، برغم سلبية موقفه الرسمي، إلا أنه أجبر الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، وأدى إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية على المواقع المصرية.

تفاصيل الهجوم

ويقول الفريق محمد فوزي، وزير الدفاع المصرى الأسبق، في كتابه "حرب الثلاث سنوات"، إنه في التاسعة والنصف صباح الثامن من إبريل عام 1970، قصفت إسرائيل مدرسة بحر البقر والتى كانت في هذا الوقت مدرسة صغيرة مكونة من دور واحد فقط ولا يزيد عدد تلاميذها عن 150 تلميذا، كان حاضرا منهم في وقت القصف 130 تلميذا، الأمر الذى أدى إلى استشهاد 46 منهم.

رد الجوية المصرية

وأضاف وزير الدفاع الأسبق، أن رد القوات الجوية على هذه الهجمات كان مركزا وبعدد كبير من الطائرات، مشيرا إلى أنه في الفترة من 18 إبريل وحتى 28 ابريل تمت 6 هجمات جوية مركزة، لقصف مراكز القيادة الإسرائيلية فى سيناء، ومناطق تجمع الدبابات والأفراد وإدارات القوات الجوية، وهى الغارات التى كانت دليلا على إثبات قدرة القوات الجوية المصرية على الردع وتحدي طائرات العدو.

خطاب عبد الناصر

رفض  الرئيس جمال عبد الناصر، في خطابه يوم 11 أبريل، الحديث عن المجزرة قائلا:" تتوقعون مني وقد يتوقع مني غيركم أن أشير إلى العمليات التى تجرى ضد المواطنين بواسطة العدو وبواسطة الذين زودوه بأدوات الإرهاب، وأنا أعرف أن هذا الموضوع في أذهانكم، وفى أذهان كل مواطنينا داخل الوطن المصري وعلى امتداد أرض الأمة العربية، ولكنى لن أفيض في هذا الحديث".

مذبحة بحر البقر 

وتابع: "إننا نقبل مشيئة الله فيما نمتحن به من الآلام، ولكننا نثق ثقة كاملة فى مشيئة العدل الإلهى، ونؤمن إيمانًا لا يتزعزع فى أننا سنكون يد هذه المشيئة فى العدل الإلهى حينما تجىء اللحظة المناسبة، سوف تجىء اللحظة التى نرد فيها قائلين بيقين الصادقين: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، أيها الإخوة: فلتحملوا مسئولياتكم، وليحمل كل مواطن منا مسئوليته، ولننطلق إلى حيث لا خوف ولا جزع.. إلى حيث لا تردد ولا وهن.. إلى حيث نصر الله للمجاهدين الصابرين الأقوياء القادرين على حمل أمانة مشيئة العدل الإلهي