نقص حاد في لبن الأطفال في السوق المصري.. "الدولة تحتاج إلى مشروع قومي"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

يشهد سوق الدواء في مصر نقصًا حادًا في عدد من الأدوية، ولا سيما فيما يتعلق بلبن الأطفال. 

يعتبر البعض البحث عن علبة لبن للأطفال أمرًا صعبًا ومرهقًا، حيث ترتفع الأسعار وتفتقر المنتجات نفسها. يتطلب العثور على هذه المنتجات الكثير من الجهد والوقت.

 

يشهد الأهالي تجارب صعبة في الحصول على لبن الأطفال، كما يروي محمد حسن، أحد المستهلكين، قصته: "أواجه صعوبة في العثور على علبة لبن لطفلتي البالغة من العمر 5 أشهر تقريبًا، كان سعرها في الأسواق 255 جنيهًا لفترة قصيرة، ولكنه زاد إلى 300 جنيه خلال الشهور الأخيرة، منذ شهر تقريبًا، لم أتمكن من الحصول على أي علبة لبن، وقد بحثت في مناطق مختلفة مثل حدائق الأهرام وفيصل والهرم وشبرا والمعادي ووسط البلد في محيط سكني ومحيط عملي، ولكن دون جدوى".

وتابع حسن: "عندما تعبت من البحث عن لبن، اضطررت إلى استشارة طبيب ابنتي للحصول على بديل. نصحني بنوع آخر سعره 220 جنيهًا، ولكنني لم أتمكن من الحصول عليه. بعد ذلك، أبلغني الصيادلة بسعره فقط دون توفره، ثم عاد الطبيب ونصحني بنوع آخر، ونجحت في الحصول على علبة واحدة بسعر 220 جنيهًا. والآن ابنتي بلغت 6 أشهر، وسأبحث عن نوع آخر لفئة الأطفال البالغين 6 أشهر فأكثر".

تؤكد نقابة الصيادلة وجود نقص كبير في لبن الأطفال المصنع، وغياب العديد من الأنواع التي يعتمد عليها السوق المصري. يشهد جميع أنواع الألبان نقصًا حادًا وارتفاعًا في الأسعار، حيث تصل سعر علبة اللبن إلى نحو 300 جنيه.

 يتوقع الصيدلي ثروت حجاج أن يحتاج السوق المصري إلى نحو 50 مليون علبة لبن أطفال مصنعة سنويًا. 

 

نصنع 50% من متطلباتنا من إنتاج اللبن

اتفق دكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية، مع حديث الدكتور ثروت حجاج عضو مجلس نقابة الصيادلة، إذ أقر بوجود نقص في لبن الأطفال، لافتا إلى أن المستورد الأساسي لـ«لبن الأطفال» متعثر ماديا لذا توقفت عمليات الاستيراد.

وأوضح عوف: «أن السوق المصري يحتاج قرابة الـ 50 مليون علبة لبن أطفال سنويا، نوفر منها محليا قرابة الـ 25 مليون علبة لبن سنويا، ينتجهم مصنع لاكتو مصر الذي أعيد افتتاحه في عام 2018، وهو ينتج لصالح وزارة الصحة فقط ولا تطرح منتجاته داخل الصديليات وغير مخصصة للبيع».
وتتيح وزارة الصحة والسكان المصرية، ألبان الأطفال المصنعة بسعر 5 جنيهات للعبوة الواحدة وبحصة تصل إلى 6 عبوات شهريا للطفل الواحد، لكنها تشترط في ذلك توقيع الكشف الطبي على الأم من خلال لجان التقييم الموجودة بالوحدات الصحية لبيان الموانع الصحية للرضاعة الطبيعية ومدى الحاجة لاستخدام الألبان شبيهة لبن الأم.


ويستطرد رئيس شعبة الأدوية: «أما الـ 25 مليون علبة لبن يتم استيرادهم من الخارج، ومنتجاتهم لا تخضع للتسعير الجبري بل يخضع لتسعير حر، لذا نجد زيادة في الأسعار على فترات متباعدة أو متقاربة».


وكشف «عوف» عن قرب إنتهاء الازمة خلال الأيام القليلة المقبلة أو ما يقرب من شهر، قائلا: «السوق المصري فتح المجال أمام الشركات المنافسة بعد تعثر الشركة المستوردة أو الوكيل الوحيد لشركة بيبلاك وأكدوا أنه لديهم شحنات بالفعل في الموانئ وهي الىن في مرحلة التحليل للتأكد من سلامة الألبان، فضلا عن دخول منافسين جدد للاستيراد من الشركات الأوروبية مما سيساهم في توفير كميات كبيرة من الالبان، فضلا عن سعي شركة «لاكتو» مصر تستعد لطرح لبن الاطفال في السوق المصري بأسعار تنافسية قد تصل إلى نصف أسعار الألبان المستوردة في السوق المصري».