قرار يوسع العزلة الدولية.. ماذا وراء تصنيف الحكومة الأسترالية لميليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية؟

تقارير وحوارات

تصنيف ميليشيات الحوثي
تصنيف ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية_ تعبيرية

 صنفت الحكومة الأسترالية، ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية، في قرار من شأنه توسيع دائرة العزلة الدائمة على المليشيات الانقلابية باليمن.

 

◄ ماذا وراء تصنيف الحكومة الأسترالية لميليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية؟

 

حيث قالت الحكومة الأسترالية إنه تم إدراج الحوثيين، كمنظمة إرهابية بموجب قانون القانون الجنائي لعام 1995.


وأكد البيان أن هجمات الحوثيين العنيفة في خليج عدن والمنطقة المحيطة بها أدت إلى مقتل المدنيين وأخذ الرهائن وتعطيل الحقوق والحريات الملاحية بشدة في المياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية، مما قوض الأمن البحري والازدهار العالمي.

 

ووفقا للبيان، فإن مليشيات الحوثي صنفت كمنظمة إرهابية لتضاف إلى 30 منظمة إرهابية تم إدراجها الأعوام الماضية، بينها: «القاعدة وداعش وحركة الشباب الصومالية.

 

◄ إدراج مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية

 

وفي مطلع العام الجاري، أعادت الولايات المتحدة الأمريكية إدراج مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية، في خطوات استهدفت إضعاف الموقف السياسي للمليشيات وإرباك علاقاتها بالشخصيات والكيانات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، خصوصًا ذات التعاملات الخارجية.

وأكدت الخارجية الأميركية أن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية عالمية سيحد من تمويلهم، لافتة إلى أن الحوثيين عززوا من قدرتهم بعد شطبهم من قائمة الإرهاب في أول مرة، كما تعهدت الخارجية الأميركية بأن واشنطن ستفرض عقوبات على كل من يدعم الحوثيين.

 

◄تعقيب الحكومة اليمنية على تصنيف مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية 

 

وتعتقد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أن تصنيف مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية يعد انتصارًا سياسيًا ومعنويًا لها، ويعزز موقفها على الصعيد الدولي، ويمنحها موقفا أقوى على طاولة المفاوضات، ويشجع بقية الدول لحظر نشاط الجماعة الانقلابية وإدراجها على لوائح الإرهاب.


ورحبت وزارة الخارجية اليمنية، بقرار حكومة أستراليا وأكدت أنه ينسجم مع تصنيف الحكومة اليمنية لهذه الجماعة الإرهابية وفقًا للقوانين اليمنية واعتبرته استجابة لدعوة الحكومة اليمنية للمجتمع الدولي بسرعة العمل على إدراج مليشيا الحوثي في قوائم الإرهاب الدولية وأكدت أن إحلال السلام في اليمن يتطلب من المليشيا الحوثية التخلي عن نهجها الإرهابي وارتهانها للنظام الإيراني ونبذ العنف.

 

كما قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا معمر الإرياني  إن إدراج الحكومة الأسترالية مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، كمنظمة إرهابية، لتورطها بشكل مباشر في الهجمات التي طالت السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، خطوة هامة على طريق تبني استراتيجية دولية شاملة لمواجهة الخطر الذي تمثله على الأمن والاستقرار في اليمن والاقليم والعالم، وهو تهديد تم تجاهله والتقليل من التحذيرات بشأنه طيلة السنوات الماضية.

 

وقال معمر الإرياني أن مليشيا الحوثي استخدمت منذ ظهورها العام 2004م القوة والعنف غير المشروع بقصد خلق حالة من الرعب والإخضاع والتهديد العام للدولة والمجتمع، ووجهت بعد سيطرتهم على الدولة بانقلاب مسلح في 2014، إمكانات الدولة ضد خصومها ومنافسيها من الأطراف السياسية والسكان العاديين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ومارست التمييز العنصري على أساس عرقي ومذهبي لتحقيق اهدافها السياسية.

 

وأشار الارياني إلى ان مليشيا الحوثي تورطت طيلة فترة الانقلاب في سلسلة من الأنشطة التي تتناسب مع تعريف الإرهاب، وابرزها (الهجمات القاتلة ضد المدنيين، واستخدام الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المُصنعة في إيران لقصف المدن الآهلة بالسكان، والخطف، والاحتجاز والاخفاء القسري، وتصفية المعتقلين، التعذيب والاغتصاب في المعتقلات، وتدمير المنازل ونهب الممتلكات، تجنيد الأطفال، وزراعة الألغام، قمع ومصادرة الحريات، وتقييد حرية النساء، وفرض الأفكار المتطرفة) وكل هذه الأفعال تُظهر نمطًا واضحًا من السلوك الإرهابي.

 

وأكد الإرياني أن مقارنة مليشيا الحوثي بجماعات إرهابية أخرى، يتضح أنها تمتلك خصائص مشابهة لأفعال وأنشطة جماعات تم تصنيفها إرهابية "داعش، القاعدة"، بل فاقت تلك الجماعات بادعاء الحق الإلهي في الحكم، كما أنها تتطابق في "الخلفية، الايدلوجيا، الطبيعة، الأهداف" مع الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس والمليشيات التابعة له في المنطقة، والتي تم ادراجها في قوائم الإرهاب الدولية.

 

وطالب الإرياني مختلف دول العالم لان تحذو حذو الحكومة الاسترالية، والعمل على الاستجابة المنسقة للتصدي لأنشطة المليشيا الحوثية، عبر الشروع الفوري في تصنيفها "منظمة إرهابية"، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، وفرض القيود على التجارة والعلاقات الدولية معها، وسن القوانين التي تفرض العقوبات على قياداتها وتجميد اصولهم ومنع سفرهم، ودعم الحكومة الشرعية لفرض سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية.

 

يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا  شنوا ضربات على مواقع للحوثيين في وقت سابق بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الميليشيات الحوثية على تهديد الملاحة في البحر الأحمر وتقويض حركة التجارة العالمية.