ريهام الزيني تكتب: الحج روحه وأسراره ؟!

ركن القراء

ريهام الزيني
ريهام الزيني

أعلم أنني لست أول من يتحدث عن الحج وأسراره، ولكن سأترك قلمي يعبر بكل بهجة وسرور عن بعض الأفكار التي طرأت علي ذهني ووردت بخاطري، ربما أزيد ولو بعضا قليلا قد تفيدكم، ويا ليتني أستطيع أن أخرج ما في أعماق قلبي وروحي، مما قد يؤثر بالإيجاب علي قلوبكم وأرواحكم.

 

بداية لنتفق أن لكل عبادة في الإسلام مقاصد بالغة يتضح بعضها بالنص عليها، أو بأدنى تأمل وتدبر وتفكر، وقد يخفي البعض الأخر إلا على العارفين والأولياء الصالحين المتدبرين الموفقين بمدد البصيرة والإستبصار والقدرة علي البيان والإستدلال، وكل فريضة هي إختبار للعقل والإيمان وإرادة المسلم، لا سيما الحكمة الشاملة في جميع الفرائض والعبادات من تزكية النفس وترويضها علي الفضائل وتنقيتها من النواقص ووتنقيتها وتصفيتها وتحريرها من عبودية الكبائر والشهوات لإعدادها وتهيئتها للقرب من الله عز وجل.

 

وفي هذا الصدد، ونحن نعيش الأجواء الروحانية واللمسات الدينية والإجتماعية والوطنية التي تفوح منها رائحة صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، سنستعرض الحج ما له من  منافع وأسرار، ونتأمل قليلا هذة الشعيرة النورانية، لنقف إلي بعض من هذه الفوائد التي يجنيها حجاج بيت الله الحرام، ليكون ذلك دافعا وحافزا لكل مسلم قادر علي أداء هذة الفريضة العظيمة على أكمل وجه.

 

من تأمل منافع الحج، وما يتضمنه من أسرار عميقة ودروس حكيمة، وجد أن الله قد أعطي حجاج بيت الله الحرام جميع ما يشهد له الموسم من منافع الدنيا والأخرة، ففي موسم الحج تجتمع جميع الطاعات والعبادات الروحية الجليلة مثل الصلاة والصيام والزكاة والسعي والطواف والهدي والمال والصبر علي الكبائر والشهوات في نيل رضا الله ورضوانه في الحياة وبعد الممات، لا سيما الفؤائد الدينية والدنيوية والنفسية والصحية والتربوية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية هائلة، منافع لا تقتصر على الفرد فقط، بل تمتد إلى الأمة والوطن والمجتمع، فالحج أحد أركان الإسلام التي تهدف إلي خير المسلمين في الدنيا والأخرة.

 

 

من تأمل منافع الحج، وما يترتب عليه من فؤائد روحية وعرفانية وجد أن هناك منافع تمثل كنوزا من الحقائق والمعارف الربانية التي تؤثر بشكل واضح في نفس وروح الحاج، وسنذكر أبرزها، الحج يجسد لنا الحكمة من تشريع الحج ركنا من أركان الإسلام حيث القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يرشدان المسلم حتي يجعل حجه إلي الله إمتثالًا لأمره، وأداءا بحقه، ووفاءا لعهده، وتصديقا لكتابه، ولا يبتغى في حجه إلا وجه الله عز وجل، فضلا عن أسس التوحيد الحقيقي لله بكل سماته وصفاته ومعالمه، توحيدا حقيقيا فعليا يزيد المسلم إيمانا ويقينا وهداية، ومعرفة الله معرفة حقيقية بالسعي إليه بين طهارة النفس والقلب والروح، والطواف بكعبة العشق الإلهي، لا بقرب زمان ولا مكان، بل بمعراج الروح والقلب ومناجاة الرب سرا وعلانية للتخلص من الرذائل والتحلي بالفضائل، وإخترق الحجب للوصول إلي القلب المستنير بنور النظر إلي العظمة الإلهية والمجد الإلهي في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وإضافة إلي تجلي مقام العبودية في طاعة الرحمن علي نحو في غاية الروعة والجلال، وإضافة إلي ذلك تكريم وفود الرحمن بالضيافة الإلهية الأبدية بعودة المسلم المؤمن الصادق كيوم ولدته أمه، وكذلك قوة تأثير الجانب النفسي للزمان والمكان وأثاره التي تنعكس علي روح الإنسان بتطهير الباطن وتفعيل الإيمان بقوة ويقين، لا سيما أهمية أداء الفريضة كجسر عابر بين الدنيا والأخرة للتذكير بالموت والوعظ عند لبس الثوب الأبيض للإحرام الذي يشبه الثوب الأبيض عند الموت وكأنه ساعة الطواف أو يوم الحشر أو يوم الحساب، وعلي هذا نجد أن سر أسرار الحج كثرة الذكر بالقول والفعل وهو ما حثنا عليه القرٱن الكريم في قوله تعالي﴿ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا إسم الله﴾، وكذلك قوله صل الله عليه وسلم "، وإنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله"، لذلك لا أبالغ عندما أقول أن فريضة الحج تجسد لنا ولذوي االعقول والقلوب النيرة رحلة سفر أشبه ما تكون برحلة الٱخرة، وتجسد لنا الخلوة مع الله كأحد أهم عادات وسلوكيات أهل العرفان والأولياء بالتجرد من كل شاغل وحجاب كل حاجز.

 

 

من تأمل منافع الحج، وما يترتب عليه من فؤائد معرفية وثقافية وتاريخية وجد أن هذة المنافع تمثل كنوزا وأسرارا خفية وألطافا ربانية جلية تؤثر بشكل واضح علي سلوك الحاج وحياته، ومن أهم هذة الأسرار إن الحج يجسد لنا مدي أهمية فريضة الحج في حياة كل مسلم مؤمن لما يمثلة من دورة مكثفة في الرياضة الروحية، ومدرسة متكاملة في أصول الشريعة والفقه للأمة الإسلامية، ومحطة إيمانية نورانية لدرك العطاءات الإلهية والكماليات الإنسانية التي تعلم السالك طريق الله، ولا سيما نجد أن الحج طريق لمعرفة الكنوز والعلوم الفقهية والتاريخية من خلال زيارة الأماكن المقدسة ومنازل الوحي وأماكن الغزوات والبطولات التاريخية الإسلامية التي يستمد المؤمن منها الطاقات الروحية والمعلومات الثقافية نتيجة تحقيق الأحلام والطموحات بزيارة بيت الله الحرام.

 

 

من تأمل منافع الحج، وما يترتب عليه من فؤائد إجتماعية وأخلاقية وجد من أهم وأبرز المنافع التقارب والتعارف بين فئات المجتمعات علي أساس الإرتباط بالله لا المصالح الشخصية، وتهذيب السلوك الإجتماعي وتوطيد القوة الرحيمة وترسيخ الأخلاق الفضيلة في الشعائر والعبادات التي تهدف إلى خير الأمة والآخرة، فضلا عن الأضحية التي تعلمنا شكر لله علي نعمتي المال والحياة، وإكراما للنفس والأهل والمساكين والفقراء، وإحياء سنة الأنبياء وسرعة إمتثالهم لما يحبه ويرضه، وكل ذلك دافعا إلي إحسان الظن بالله ونتعلم أن المنحة تولد من رحم المحنة والصبر سبب العطاء ورفع البلاء، لا سيما الإخلاص وحسن النية في رد الحاج ما عليه من حقوق لأصحابها، وأن يتوب إلي الله توبة نصوحا، ويحافظ علي صلة الأرحام، ويتجرد من الدنيا بالتضحية بماله ووقته وصحته، راجيا في كرم الله أن يرده لأهله ووطنه بحج مبرور وذنب مغفور.

 


من تأمل منافع الحج، وما يترتب عليه من ثمرات إقتصادية وجد أن الحج يمكن أن يكون قوة إقتصادية ضرورية من أجل تأسيس سوق إسلامي مشترك بناء علي جملة من الإستراتيچيات الأساسية في قوة وعزة وكرامة الشعوب والأوطان، ولكن للأسف حتي الأن وبسبب غفلة الأمة الإسلامية الغير مبالية تلك النتائج الكارثة والدول التي تتظاهر بالإسلام أصبحت الفلسفة الإقتصادية لفريضة الحج أمرا منسيا تماما، وعلى ضوء الرؤية العميقة التي أتبناها أري أن الحج يعد مؤتمرا عظيما لدعم الإقتصاد الإسلامي من خلال تبادل الأفكار والرؤى لعدم التبعية التي تشهدها السوق الإسلامية الحالية، وعلي هذا النحو يمكن أن تجتمع العقول الإقتصادية الإسلامية المتفتحة لتتداول الوضع الإقتصادي الراهن الذي تمر به الدول الإسلامية وتتعاون من أجل وضع حلول ناجحة وقواعد رصينة دون ركود أو إخفاق، نعم الحج يمكن أن يؤدي دورا كبيرا في تحقيق دعم وتعزيز وجودة إقتصاد الأمة ورفاهية شعوبها، وتهيئة الأرض المناسبة للتبادل التجاري بين دولها وشعوبها دون حصول العدو علي أموالها، والهدف منه إستقلال الإقتصاد الإسلامي عن الإقتصاد الأجنبي ودعم وتقوية الإقتصاد الإسلامي وغايته إنقاد المجتمع الإسلامي من الفقر والعوز، وهو عين العبادة والجهاد في سبيل الله.

 

 

من تأمل منافع الحج، وما يترتب عليه من فؤائد سياسية ووطنية وجد أن  الحج يمنح الوعي السياسي ويغرس الإنتماء الوطني، ويحيي الذاكرة التاريخية، ويرتقي بوعي المسلم نفسيا وجسديا وسلوكيا وسياسيا ووطنيا قائم علي تجديد الولاء لله والرسول والوفاء بالمواثيق والعهود والمحافظة علي كل ما يربطه بالدين والوطن والإنسانية، من خلال اجتماع المسلمين ووحدة الأمة وتماسكها حول هدف وإتجاه واحد وهي الأحداث العالمية الكبري التي تشهدها المجتمعات من إحتلال الأوطان والصراعات وإستنزاف الخيرات والثروات بما لا يختلف عليه عقلاء الأمة، فالكل يؤدي شعائر واحدة، ويتجهون في إتجاه واحد وجهة واحدة، يرجون القبول من الله عز وجل، وهو ما يؤكد المساواة ذلك المبدأ الإسلامي الرفيع الذي لا يفرق بين عظيم وحقير أو غني وفقير أو كبير وصغير، فالجميع متساوون، ولا فرق بينهم الإ بالتقوي والعمل الصالح.

 

من تأمل منافع الحج، وما يترتب عليه من فؤائد علاجية نفسية وطاقية وجد أن الحج يعمل علي فرمتة النفس البشرية وتفريغها من الشحنات السلبية المتراكمة تفريغا ضروريا، لإعادة توازن الحياة، وإستعادة النشاط وإستثمار الطاقات، فإذا نظرنا إلي من يتبعون الشرائع الأخري نجد أن لديهم أعلي نسبة إكتئاب، ورغم أنهم من أوائل من إكتشفوا علاج الإكتئاب الإ أنهم لا يعرفون كيفية تطبيقه التطبيق الأمثل، فضلا عن إستراتيجية الدعاء في الأماكن المقدسة من خلال تصور الهدف والدعاء إلي الله بيقين وإتقان وإيمان وهي أحد الأساليب العملية للبرمجة اللغوية وعلاقتها الروحية بمناسك الحج وهو تطبيق عملي لما يؤديه الحاج من رمي الجمرات، فعندما يرمي المكان الذي يمثل الشيطان وهو غير موجود ولكنه يتخيل أنه موجود ويحاربه رميا بالحصي كأنها جمرة من نار، لا سيما أهمية العلاج بطاقة الألوان المهيبة بالتأمل في الكعبة الشريفة لإكتساب القوة والسعادة والنشاط، ومن خلال الإستمتاع بالنظر إلى الأماكن المقدسة ومن ثم شحن الطاقات النورانية والشفائية، وتأسيسا علي ذلك نستطيع القول أن الحج تجتمع فيه جميع العادات والسلوكيات التي تربي المسلم الملتزم بالأداب والأخلاق وتعلمه الجهاد وتهذيب النفس وتصقل سلوكه وتضبط تصرفاته وتقوي إرادته من خلال درس عملي يتعلم فيه الحاج المؤمن الكثير والكثير  وبالتالي تحسن علاقاته في شتي مناحي الحياة، وهو ما يتفق علميا مع علم البرمجة اللغوية العصبية.

 


من تأمل منافع الحج، وما يترتب عليه من فؤائد علاجية روحية وجد أن مناسك الحج عبارة عن إستراتيجية علاجية شفائية روحانية ربانية إعجازية من خلال التأمل والدعاء ومراجعة النفس مع كثرة القيام بالعبادات والصلوات والأذكار والأوراد والصدقات كأحد أهم أنواع الطب النبوي البديل لإعادة هيكلة وتنظيم وظائف الجسم وإرتقاء النفس والروح، فضلا عن وجود الحجر الأسود ودلالاته في علم الطاقة الذي يؤكد خصوصية هذا الحجر النوراني المقدس وفائدة لمسه وتقبيله والنظر إليه لما فيه من طاقات إيجابية، ولا سيما لقد ثبت أن الحج طريق للسعادة الحقيقية بالتلهف الدائم لزيارة الأماكن القدسية التي يستمد المؤمن منها طاقة روحية غير عادية نتيجة الحنين وهو ما يتوافق مع التجارب العملية والنفسية التي تؤكد أن سعادة الإنسان الحقيقية لا تكون بتحقيق أهداف دنيوية مرئية ولكن بالوصول إلي أهداف روحية غير مرئية، كما ثبت أن الحج يعد مدرسة للصبر وما لها من دور في ضبط النفس عن الكبائر والشهوات والسلوكيات والإنفعلات المرفوضة، فضلا عن تحقيق الصفاء النفسي والتوازن الروحي نتيجة العيش في أجواء نادرة حتي لو كانت مؤقتة للتخلص من هموم ومتاعب الدنيا، والتدريب العملي علي الزهد في الدنيا والإشتياق للقاء الله في نعيم الأخرة.

 

من تأمل منافع الحج، وما يترتب عليه من فؤائد علاجية جسدية يجد العلاقة التبادلية بين الصحة النفسية والروحية والجسدية تؤثر بشكل كبير علي بناء العلاقات الإجتماعية والوطنية علي أسس صحية وعلمية قائمة علي الإتصال بالله والأخوة في الله، مما ينعكس علي صحة الانسان، وفي هذا السياق نجد الحج فرصة للإستفادة في مجال التوعية الصحية من خلال التعرف علي تجارب الآخرين مما ينعكس عليه ايجابيا في صحته، ولا سيما نجد العلاج بالمشي حيث يعتبر المشي أمرا ضروريا يساعد علي الشفاء من الأمراض الجسدية المزمنة والمستعصية ويحفز إنتاج مادة شبيه بالمورفين التي تؤدي إلي الشعور بالتحسن السريع، فضلا عن ماء زمزم أكبر مصدر للطاقة الجسدية والروحية، حيث ثبت علميا أن بئر زمزم أقدم بئر في العالم خالي تماما من أي كائنات دقيقية، كما ثبت أنه يشفي الأمراض المستعصية، بل أن هناك دراسات تشير أنه يحوي علي طاقات نورانية شفائية إعجازية خارقة، وذلك بعد التوجه إلي الله بصدق وإخلاص ثم القيام بالشرب من الماء بنية الشفاء ومن بعدها يأذن الله بالشفاء فهو الشافي المعافي.

 

ومن تأمل منافع الحج، وما فيه من الأجر العظيم وزيادة الإيمان ومقامات الإحسان، وجد أن الحج إلي بيت الله الحرام رحلة مليئة بالحكم العظيمة المتنوعة والمقاصد الفريدة، والأسرار البليغة، والفؤائد البديعة، ومعاني ودلالات رائعة، وبركات مشهودة، ومنافع جمة سطرها الفقهاء وسجلها العلماء ودونها العارفون والأولياء، تصديقا لقول الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير﴾ [الحج: 27، 28]، وهنا لا بد من الإشارة أن هذه الآية الكريمة الآنفة الذكر تبين بوضوح أن حجاج بيت الله الحرام الذين يؤدون هذا المنسك العظيم يحصلون على مجموعة من المنافع من أدائهم هذة الفريضة وليس مجرد منفعة واحدة، فالحاج الذي أنفق ماله وترك أهله وأولاده وعشيرته لا يرجع صفر اليدين، بل يحصل على العديد والعديد من الفوائد والأرباح في الحياة الدنيا ونعيم الأخرة.


 

وخلاصة القول، لكل عبادة صبغة وذوق ورحلة الحج ذلك المؤتمر العالمي الكبير الذي يجتمع فيه سائر أجناس المسلمين الذين يريدون التقرب إلي الله والتضرع إليه رافعين إليه جميع حوائجهم في الدنيا والأخرة، يتعارفون ويتناصخون ويتشاورون ويتعاون ويتكاتفون بكل محبة وألفة، رحلة رغم المشقة والتعب تعتبر حلم كل مسلم ومؤمن.

 


فما أروعها من رحلة نورانية، وما أعظمها من شعيرة رحمانية، وما أصدقها من مشاعر روحانية، وما أروعها من رحلة جمعت بين شرف الزمان والمكان والأعمال، ويا لجلال المشهد ويا لروعة الحال والموقف في الفريضة التي تلتقي فيها الدنيا والأخرة.

 

وما أجمل أن يعود حجاج بيت الله الحرام بعد الحج إلي أهلهم وأوطانهم بالأخلاق الكاملة والقلوب الطاهرة والسجايا الكريمة والسمات الجليلة وحسن المعاشرة والمعاملة علي جميع الأصعدة، فمن يعود بعد الحج بهذه الصفات فهو حقا من إستفاد من الحج وأسراره ودروسه وآثاره، ليكن حجه حاجزا له من مواقع الهلكة وباعثا له المزيد من الخيرات والأعمال الصالحة.

 

 

وختاما: لا شك أن كثيرا من المسلمين فضلا عن غيرهم ينظرون إلى فريضة الحج بعفوية إيمانية بالغة غير عادية، دون أن يفهموا معناها وأبعادها ومدلولاتها، والحقيقة أن فريضة الحج تتضمن الكثير والكثير من أوجه الإعجاز في جميع المناسك، وقد دأب العلماء والفقهاء والعارفون والأولياء في كشف أوجه هذا الإعجاز ومن وقت لأخر تكتشف أسرار وأسرار جديدة كانت خفية، إلا أنني حاولت توضح بعض هذه المعاني والمدلولات التي يصعب حصرها من خلال هذا المقال، ولكن يبقي السؤال: من وجهة نظرك، تري ما سر هذة الراحة النفسية التي يشعر بها كل من ذهب لأداء هذة الفريضة الروحية؟!.