فرنسا تعترض على هدم فيلا تراثيه بناها أشهر معمارى بالعالم فى الإسكندرية

أخبار مصر

فرنسا تعترض على هدم
فرنسا تعترض على هدم فيلا تراثيه بناها أشهر معمارى بالعالم ف

طالبت القنصلية الفرنسية فى الإسكندرية، بوقف هدم فيلا غوستاف أجيون التراثية فى المدينة والتى بناها أحد أشهر معماريى العالم أوغوست بيريه (1874 - 1954) قبل أكثر من 90 سنة، وهددت بتدخل اليونسكو نظراً إلى إدراج الفيلا فى قائمة التراث العالمي.

وتعد الفيلا الكائنة فى منطقة وابور المياه شرق الإسكندرية، من التراث المصرى الفرنسى العالمى المشترك، وكانت خاضعة للحراسة القضائية بوصفها وقفاً، إلا أن المالك استغل الأوضاع الأمنية غير المستقرة وحالة التخبط السياسى والثغرات القانونية لإخراج الفيلا من مجلد التراث، والحصول على أحكام قضائية ورخص بالهدم.

وحاول هدمها أكثر من مرة إلا ان المحافظة كانت توقف القرار فى اللحظات الأخيرة، وما زال المبنى الأثرى العتيق فى مرحلة الخطر، لإصرار المالك على صحة موقفه القانونى بالهدم.

وحظيت الفيلا باهتمام عالمى نظراً إلى أهمية مصممها الذى يعد مدرسة مستقلة وعلامة فارقة فى العمارة والذى أدرجت يونسكو الأبنية التى صممها فى قائمة التراث العالمي، لتصبح تراثًا للإنسانية ويزورها الآلاف سنوياً.

وتعود أهمية الفيلا إلى أنها تعد تطوراً فى مسيرة بيريه العملية، اذ بدأ من خلالها يفرق بين العناصر الإنشائية المختلفة، وهى المبنى الوحيد بين أعمال بيريه فى مصر الذى تتوافر له صورة منشورة وقت بنائه (1922). كما يعد التعبير المعمارى لفيلا أجيون متفرداً فلم يستخدم المهندس الطوب الأحمر كعنصر زخرفى قبل مبنى أجيون، واستخدمه بعد ذلك على نطاق واسع فى مبان كثيرة داخل فرنسا وخارجها.

وصمم رائد استخدام الخرسانة المسلحة فى إنشاء المباني، الفيلا على ثلاثة مستويات فى واجهات المبنى، الأعمدة والكمرات والجدران، كما صمم حديقة محيطة بالمبنى بشكل واحد على المحور بين الشرق والغرب، يليه حوض سباحة مستطيل الشكل، وسلسلة من المستويات المتدرجة.

وصمّم أيضاً مجموعة من كاســرات الشـمـس الفـعّالة فـى واجـهة المبنى، وهى عبارة عن مجموعة من الأشكال الهرمية المتساوية، من دون فواصل رأسية لتكون ظلالاً فى الردهة الرئيسة، ولم يستخدم هذه الكاسرات إلا فى ثلاثة مبانٍ هى التى صممها فى مصر، نظراً الى شعوره بظروف الطقس الاسكندرى الحار.

كانت مبادرة أنقذوا الإسكندرية المعنية بالحفاظ على التراث المعمارى فى المدينة، قامت بعدد من الوقفات الاحتجاجية للتحذير من استمرار إخراج الفيلات الأثرية من مجلد التراث، مطالبة بتشريعات جديدة رادعة لوقف هذه الممارسات.

ونشرت إحدى الدوريات الفرنسية المهتمة بالتراث العالمى والمخصصة للفنون والأبنية المعمارية ذات التراث الإنساني، مقالاً كتبه مستشار الترميم فى وزارة الثقافة والخبير فى يونسكو علاء حبشى عنوانه «أنقذوا فيلا أجيون بالإسكندرية»، تناول فيه القيمة التاريخية والمعمارية والأثرية للمبنى. وعرض مقترحاً عملياً من ثلاث مراحل لترميم المبنى وإعادة استخدامه عبر تشجيع المؤسسات التى تبدى استعداداً لإعادة تأهيل المبانى الأثرية وإعادة استخدامها سياحياً.

يذكر أن أوغوست بيريه، معمارى فرنسى شهير، له مساهمات رائدة فى مجال البناء الخرساني، وكان أحد أهم أساتذة المعمارى الشهير لوكوربوزييه. وصمم عام 1903 أحد أوائل المبانى السكنية المبنية من الخرسانة. ويعتبر من أوائل الذين أظهروا تأثير التطور الصناعى فى قيم العمارة.

وأعلنت منظــــــمة يونسكو ضم أعمـــاله إلى قائمـــــة الــــتراث العالمى تقديراً لطريقة بنائـــه الحديثة. ومن اهم اعماله مسرح شانزيليزيه، قاعة المدينة، كنيسة القديس يوسف، وشقق شارع فرانكلين فى باريس.