دار الإفتاء تراقب ظاهرة التكفير بوسائل الإعلام

منوعات


كشف الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أن فكرة دار الإفتاء فى إطلاق مرصد لمواجهة الفكر التكفيرى، من خلال متابعة ومراقبة كل ما يتم نشره وبثه عبر وسائل الإعلام المختلفة، والانتقال إلى المرحلة التالية بالرد عليها، ونشر الردود باللغات المختلفة، وجدت ترحيبا وقبولا واسعا.

وأضاف نجم ، فى تصريحات لـصحيفة الرأى الكويتية ، اليوم الخميس، أن المرصد يعتبر أداة بحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى فى مجال الفتوى، وتقديم الدعم العملى والفنى والشرعى اللازم، لتمكين المؤسسة الإفتائية من تحديد ظاهرة التكفير، وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة، والأطراف الفعالة فيها، وصولا إلى تقديم أطر وأسباب علاج تلك الظاهرة، لافتا إلى أن مرصد التكفير يعمل 24 ساعة بهدف دعم المؤسسات الدينية والاجتماعية، فى مواجهة الظاهرة وآثارها، وعرض أنماط التشدد والمتشددين ووسائل التعامل مع الفكر والفرد المنتمى والمتبنى لهذا الفكر، وتقديم برامج وخطوات لمواجهة الظاهرة، عبر استخدام عدد من الأدوات والآليات لتحقيق الرسالة على المستوى الإعلامى، ونشرها على المستوى المجتمعى.

وأشار مستشار مفتى الجمهورية، إلى أن أهداف المرصد تتركز فى التصدى لظاهرة فتاوى التكفير والآراء المتشددة فى مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وتقديم معالجات فكرية ودينية للظاهرة وآثارها، ومحاولة الوقوف على الأنماط التكفيرية والمتشددة فى المجتمع، لتكون محل مزيد من البحث والدراسة، لتقديم تصور لعلاج الظاهرة والمرتبطين بها، مؤكدا أن مهمة المرصد العمل على تحسين صورة الإسلام، وتنقيح الخطاب الدينى من ظواهر التشدد التى طرأت عليه، بفعل أيديولوجيات وافدة أو مجتزئة، تدعو إلى العنف والتطرف، مبينا أنه يعمل عبر آليات محددة على رصد وأرشفة وتصنيف ما ينشر أو يبث من مقولات وفتاوى تكفيرية أو شاذة، ثم دراسة المواد المرصودة بشكل مستفيض من جوانب شتى.

وتابع نجم ، لا يقتصر البحث على الجوانب الإعلامية أو الشرعية، وإنما يتم ربط تلك المواد بسياقها الاجتماعى والبيئى، حتى نحصل على نتائج شاملة وكاشفة للحقيقة، تساهم فى إيجاد حل علمى واجتماعى ودينى، لظواهر التشدد والتكفير فى المجتمع المصرى والإسلامى بشكل عام، موضحا أن 30 باحثا من خلفيات متنوعة يشاركون فى عملية رصد وتحليل ودراسة الفتاوى والآراء والتكفيرية والشاذة، بحيث يشمل البحث الجوانب الإعلامية، إضافة إلى الجوانب الشرعية التى تعالج مسألة التكفير فى الحالات المتنوعة والقضايا المرصودة بشكل يكشف مواطن الخلل فى فكر صاحب الفتوى أو الرأى المتشدد، ويقدم معالجة شرعية لها، ودراسة الجوانب الاجتماعية المتعلقة بالفتاوى والمقولات المتشددة.

وأضاف نجم ، أن عمل المرصد يترجم فى إصدارات ودراسات ومواد تحليلية وبحثية، تعتبر خلاصة ما توصل إليه الباحثون بالمرصد، حيث تتم ترجمة جميع العمليات السابقة التى تبدأ بالجمع والرصد، ثم التصنيف والتحليل، كى تخرج إلى النور فى شكل دراسة كاشفة ومستفيضة للظواهر والفتاوى المتشددة والتكفيرية فى المجتمع، مشيرا إلى أن الدراسة تتضمن الجوانب المختلفة لظاهرة التكفير وأسبابه المختلفة، سواء المنهجية أو الحركية، والبيئة الحاضنة لها، وتفاعل الأطراف المختلفة معها، إضافة إلى تقديم سيناريوات لتطور الظاهرة ومستقبلها القريب والمتوسط والبعيد أيضا، وتقديم تصورات لكيفية التعامل والتعاطى مع تلك الظواهر والآراء، والأدوار المختلفة التى يمكن القيام بها، والأطراف المنوط بها معالجة تلك الفتاوى، سواء المؤسسات الدينية كالأزهر والأوقاف، أو المؤسسات الإعلامية وما يمكن أن تقدمه فى هذا السياق، إضافة إلى الأجهزة والمؤسسات الأخرى التى يمكنها المساهمة.