آيَةَ من قرأها دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْموت

إسلاميات



قراءة آية الكرسي دبر الصلاة

قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

« مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ »

الحديث.

أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني،

وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (1595) .

مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ

آية الكرسي هي قوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ...) ، وسميت بهذا الاسم لذكر الكرسي فيها .

والكرسي لم يرد فيه من الصحيح إلا حديث واحد « ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة (1 / 174): رواه محمد بن أبي شيبة في كتاب العرش ( 114 / 1 ) .

دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ

يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله :

الشيء الذي شُرِع قوله دبر الصلاة إن كان ذكراً قيل بعد السلام؛ لأن هذا هو محل الذكر ، وإن كان دعاء مسألة كان قبل السلام؛ لأن هذا محل الدعاء ، وهذا اللفظ – دبر- يصدق على هذا وهذا ([1]) .

لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ

فيدل على أنّ الجنة لا يدخلها المؤمن إلا بعد الموت .

من فضائلها :

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

« يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ »؟

قَالَ : قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ : « يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ »؟

قَالَ: قُلْتُ: ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) .

قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ :« وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» [مسلم] .

وفي راوية :«... وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ»

[أحمد، وصححها الألباني في الصحيحة برقم (3410)] .

وقال صلى الله عليه وسلم :

« اسم الله الأعظم في سور من القرآن ثلاث : في البقرة، و آل عمران، و طه »

أخرجه ابن ماجة وصححه الألباني.

قال أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن – راوٍ من التابعين-:

فالتمست في البقرة ، فإذا هو في آية الكرسي: ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ، و في آل عمران فاتحتها : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ، و في طه : ( و عنت الوجوه للحي القيوم ) .

قال الألباني: و هذا إسناد حسن.

مواضع أخرى لقراءتها :

1/ عند النوم :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَان ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ ...

قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا.

قُلْتُ: مَا هُوَ؟

قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ .



فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

« مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ »؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ.

قَالَ : «مَا هِيَ»؟ قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ وَقَالَ لِي : لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ - وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ -

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :« أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»؟ قَالَ :لَا.

قَالَ :«ذَاكَ شَيْطَانٌ».

[أخرجه البخاري] .

2/ وفي الصباح والمساء :

لحديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان له جُرُن ([2]) من تمر، فكان ينقص، فحرسه ذات ليلة، فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم، فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال : ما أنت جني أم إنسي ؟ قال : جني .

قال: فناولني يدك. فناوله يده فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب . قال: هذا خلق الجن؟ قال: قد علمت الجن أن ما فيهم رجل أشد مني. قال: فما جاء بك؟ قال: بلغنا أنك تحب الصدقة فجئنا نصيب من طعامك.

قال: فما ينجينا منكم ؟ قال هذه الآية التي في سورة البقرة ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) من قالها حين يمسي أجير منها حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي.

فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال :«صدق الخبيث»

[رواه النسائي في الكبرى والطبراني وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (662)]