كريستيان ساينس مونيتور: وضع حقوق الإنسان في مصر من سئ إلى أسوأ
كتب دان ميرفي أن ما سماه انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في مصر تسحق أي آمال في مجتمع ديمقراطي حقيقي يتميز بالتعددية في أي وقت قريب حسب قوله.
وفي مقال على موقع كريستيان ساينس مونيتور، قال الكاتب ربما أكون متشائما للغاية..لكن هناك 16 ألف ناشط سياسي، وأنباء عن تزايد وانتشار التعذيب في أماكن الاحتجاز واقسام الشرطة ...وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين يتحملون الجانب الأكبر من القمع إلا أنه يتسع كثيرا .
ويقول الكاتب نقلا عن أصوات مصرية التابع لرويترز إن الولايات المتحدة في نفس الوقت تنظر في استئناف المساعدات العسكرية لمصر، بما في ذلك طائرات هليكوبتر الآباتشي الهجومية التي يقول حكام مصر العسكريون إنهم يحتاجونها لقتال الإسلاميين المتشددين في سيناء .
ويشير لتصريحات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال فيها الأسبوع الماضي إنه يريد للحكومة الانتقالية في مصر النجاح وإنه يرعى قرارا باستئناف المساعدات العسكرية ..... لكن عليهم أن يساعدوننا لنتمكن من مساعدتهم بأن ينفذوا بعض الإصلاحات بشأن عدم الإقصاء والصحفيين وبعض الاعتقالات .
ويقول الكاتب إن مصر تتراجع بشأن حقوق الإنسان الأساسية، بغض النظر عن الانتخابات الرئاسية المرتقبة التي يرجح أنها لن تكون نزيهة في ظل وجود هذا العدد الكبير من النشطاء في السجن .
ويضيف الولايات المتحدة التي تتحدث كثيرا عن حقوق الإنسان في الخارج، متورطة مجددا في موقف آخر يؤدي فيه النفاق إلى تآكل مصداقيتها الأخلاقية في انتقاد سجل حقوق الإنسان لحكومات تعارضها .
ويقول إن ما يسميه مذبحة رابعة وقتل 900 مواطن مصري على أيدي قوات الأمن، لا يمكن إلا أن تكون مصممة عمدا لإرسال رسالة مفادها أن إرهاب الدولة يعود لينتقم .
ويشير الكاتب لوصف منظمة هيومان رايتس ووتش لأحداث رابعة بأنها أكثر وقائع القتل الجماعي خطورة في تاريخ مصر الحديث .
وينقل كذلك عن المحلل اسندر الأرماني قوله في ندوة بجامعة هارفارد مؤخرا أن مستوى الثقة لدي قيادات وأنصار جماعة الإخوان تجاه الحكومة الحالية وصل لدرجة منخفضة لم يشهدها من قبل، وأنه لا يرى فرصة من أي نوع لمصالحة سياسية على المدى القريب.
وينقل عن الأسوشيتد برس أنه بين 16 ألف محتجز هناك 3 آلاف من القيادات الأولى والوسطي لجماعة الإخوان طبقا لمسؤولين مصريين في وزارة الداخلية.
ويرى الكاتب أنه على الرغم من رغبة الحكومة في محو نفوذ الجماعة إلا أن تيار الإسلام السياسي كقوة في مصر أثبت تحملا عبر عقود من القمع، وأن الملايين من أنصار الجماعة لن يختفوا بهذه البساطة
ويقول الكاتب إنه في الوقت الذي ترضى ملايين عديدة من المصريين عن الوضع الحالي، من المتوقع أن يترشح المشير السيسي وزير الدفاع للرئاسة والفوز بها، وهي وصفة مضمونة لغثارة صراع ممتد .
ويقول إن الجيش والمحاكم تتصرف بازدراء صريح للمبادئ الديمقراطية ، مشيرا إلى الحكم على مراسل لصحيفة أدارتها جماعة الاخوان المسلمين بسنة مع الأشغال الشاقة لاتهامه بجريمة المشاركة في حملة ضد الدستور الجديد للبلاد خلال الاستفتاء الذي على الوثيقة في يناير الماضي .
وقال الكاتب إن القمع ليس موجها فقط للجماعة، هناك صحفيو قناة الجزيرة الذين يواجهون أحكاما بالسجن لفترات طويلة على اتهامات ملفقة بالإرهاب، والناشطون السياسيون الليبراليون مثل أحمد ماهر .
ويضيف أن رسالة الولايات المتحدة لمصر باستمرار خلال العقود الماضية كانت تغليب المصالح الأمنية، وعلى الأخص تعاون مصر الأمني مع إسرائيل، على المخاوف بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية، ويقول قرار كيري بشأن عودة المساعدات سيبين ما إذا كانت إدارة أوباما ترغب في قطيعة مع الماضي .