مصادر قطرية تكشف كيف استخدم الحرس القديم "القرضاوي" لإحباط سعي "تميم"

أخبار مصر



أكدت مصادر قطرية لـ”العرب اللندنية” أن هناك جدلا يدور داخل الدوحة حول صلاحيات الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد بن خليفة خاصة أن القرارات التي يوقع عليها لا يتم الأخذ بها وتنفيذها من قبل بعض الدوائر في داخل قطر والتي لا زالت قيادات محسوبة على والده تديرها.

ومن هذه الدوائر المرتبطة بالديوان الأميري التابع للأمير الوالد وخاصة دائرة تنظيم الإخوان المسلمين ودوائر مسؤولة عن الإعلام كالجزيرة وغيرها مما دفع تميم إلى المسارعة لبناء جهاز إعلامي خاص به بعيدا عن دائرة نفوذ والده معتمدا على مستشاره عزمي بشارة.

وتشير المصادر إلى أن تميم طلب من وزير خارجيته خالد العطية إعداد قائمة جديدة للسفراء القطريين كي يقوم بتغييرهم لكنه حتى هذه اللحظة لم ينجح سوى في تغيير بعض السفراء حيث عارض والده عودة بعض السفراء المحسوبين عليه.

وقال مراقبون محليون إن الحرس القديم عمل في أكثر من مناسبة على تقزيم دور الأمير تميم وإظهاره بمظهر من لا يمتلك القرار، وكان يوسف القرضاوي الأداة الرئيسية في أيدي هؤلاء خاصة ما تعلق بإفشال جهود الأمير الشاب في تحقيق مصالحة دائمة مع الدول الخليجية الثلاث التي سبق أن سحبت سفراءها من الدوحة.

وفي خطوة لم يسبق لها مثيل سحبت السعودية والإمارات والبحرين في الخامس من مارس سفراءها من قطر واتهمت الدوحة بأنها لم تحترم اتفاقا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، فضلا عن رعايتها لقيادات إخوانيــة دأبت على التحريض على السلطات المصرية الجديدة المدعومة خليجيا.

وحملت تصريحات القرضاوي التي أطلقها مساء الأحد تأكيدا جديدا على أن القرار في الدوحة لا يمتلكه الأمير تميم، فقد هاجم الشيخ الإخواني مصر والمرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي ما اعتبره المراقبون دقا للإسفين في المصالحة الخليجية التي لم تغادر دائرة الوعود والتعهدات التي أطلقتها القيادة القطرية.

وتوقف القرضاوي عن إلقاء خطب الجمعة لعدة أسابيع بداعي “نزلات برد” ألمت به، لكن المراقبين قرأوا هذا الغياب بأوامر من جهات قطرية هدفها امتصاص الغضب الخليجي، وها قد سعت نفس الجهات إلى استعمال ورقة القرضاوي مجددا في لعبة الرسائل المبطنة لجاراتها.

وجاءت كلمة القرضاوي خلال ندوة نظمها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة الأحد، وهو إحدى الأذرع الجامعة للتنظيمات الإخوانية، لتثير تساؤلات جدية عن موقف قطر من الإخوان، وهل أنها بدأت فعلا في تقليص دورهم ومطالبة كثيرين منهم بالمغادرة كما تعهدت بذلك خلال اجتماعات اللجنة الفنية بالرياض، أم أن الأمر مجرد مناورة وربح للوقت.

واستغرب المراقبون ما جاء على لسان القرضاوي من حديث عن “نصر قطري”، إذ قال “إذا انتصرت دولة قطر فانتصر الحق معها. نحن مع الأمير ووالد الأمير”، متسائلين عن الجهة التي حققت قطر ضدها “النصر”، وهل المقصود خلافها مع الدول الثلاث أم حربها على مصر.

وأضاف القرضاوي أن قطر تقف إلى جانب ما هو صحيح في إشارة تعكس ثقته باستمرار الجهة المتحكمة بالقرار القطري في دعم الإخوان ضد ثورة الثلاثين من يونيو في مصر وما حظيت به من دعم شعبي كبير ما يزال مستمرا وينتظر أن يبلغ ذروته في الانتخابات الرئاسية المقررة خلال الشهر الجاري.

يشار إلى أن القرضاوي سبق أن أطلق تصريحات مسيئة لدول خليجية مثل السعودية والإمارات، كما أنه أحد المطلوبين للعدالة في مصر؛ وذلك لاتهامه في القضية الشهيرة إعلاميا بـ”الهروب الكبير”، وهي القضية الخاصة باقتحام السجون المصرية في 28 يناير 2011 (إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير) بمعاونة عناصر من حماس وحزب الله، وترتب عليها فرار مئات من المسجونين الجنائيين إضافة إلى قيادات من جماعة الإخوان بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي.