5 حقائق مذهلة عن القارة القطبية الجنوبية

منوعات



مع حُلول فصل الصيف وكثرة الحديث عن ارتفاع درجات الحرارة أجد أنه سيكون مِن الممتع لو تحدثنا عن القارة القُطبية المتجمدة في هذا المقال لنوضح بعض الحقائق المنتشرة عنها وعن ذوبان ثلوجها الذي يهدد المدن الساحلية والحياة البحرية.

في البداية لنوضح بعض النقاط، للأرض قطبين جغرافيين أحدهما يقع في الجنوب والأخر في الشمال عند هذه الأقطاب تتقاطع محاور الأرض “الخطوط الدائرية التي تظهر في الصورة أدناه”. يجب أن نُفرق بين هاذين القُطبين والقُطبين المِغناطيسيين للأرض واللذان يتحددان بُناءاً على مجال الأرض المغناطيسي ويقعان في منطقة قريبة جغرافياً منهما.


اركتك – Arctic هي منطقة قطبية تقع “حول” القطب الشمالي وتتكون من المحيط المتجمد الشمالي وأجزاء من كندا وروسيا وأمريكا (ألاسكا) و الدنمارك (جرينلاند) والنرويج والسويد وفنلندا وآيسلاند.

أنتاركتك – Antarctic هي منطقة قطبية تقع حول القطب الجنوبي وتتكون من قارة أنتاركتكا والجُرف الجليدي العملاق وأجزاء من آيسلاند والمحيط الجنوبي.


انتاركتكا – Antarctica هي القاره القطبية الجنوبية والتي تحتوي على القطب الجنوبي وتقع في المنطقة القطبية الجنوبية أنتاركتك كما ذكرنا منذ قليل، وتعد خامس قارة من حيث المساحة بعد آسيا، أفريقيا،أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وهي تقريباً ضِعف حجم قارة استراليا.

يُغطي الثلج 98% من مساحة القارة الجنوبية بِسُمك يصل إلى 2 كيلومتر !! ودرجة حرارة تصل إلى 89 تحت الصفر !! ومع ذلك من المثير للدهشة معرفة أن القاره الجنوبية تُعد صحراء بمعدل أمطار بالكاد يصل إلى 200 مل في المناطق الساحلية وأقل من ذلك على اليابسه! .

يعيش في القارة من 1000 إلى 5000 شخص جميعهم يعيشون في مراكز أبحاث بالإضافه لبعض أنواع الطحالب والبكتيريا والفطريات وبعض الحيوانات مثل البطاريق والفقمة. بخلاف المنطقة الشمالية المقسمة بين 8 دول تقريباً فالقارة الجنوبية محمية بموجب ميثاق وقعته 49 دولة عام 1956 والذي يمنع أي أنشطة عسكرية ويحرم البحث عن موارد واستخراجها أو التخلص من النفايات النووية، وفي نفس الوقت توجب التعاون بينهم لدعم الأبحاث العلمية.

منذ عدة أيام انتشرت أخبار عن إنهيار هائل في الجُرف الجليدي في تلك القاره وبرزت عِدة تساؤلات حول حقيقة الأمر وما يجري فعلاً في أقصى الأرض؟

الثلج في القاره الجنوبيه يزداد حجماً وليس العكس


نعم هذا صحيح فقد ازداد حجم الثلوج في القارة القطبية ووصل إلى 19.5 مليون كيلومتر مربع العام الماضي بزيادة في الحجم بنسبة4.5% عن عام 1981، يجب أن نفرق بين ثلوج البحر والثلوج المتكوّنه على اليابسة، فالذي يشير العُلماء إلى ذوبانه هي ثلوج اليابسة لأن ثلوج البحر والمحيط تذوب كل عام في فصل الصيف تلقائياً.

ما يحدث هو أن الثلوج الذائبة من اليابسة وبفضل الرياح والمنحدرات تسبب ازدياد حجم الثلوج الموجودة في المحيط بالإضافة لعوامل أُخرى مثل التغيرات الشديدة في درجات حرارة المحيط والملوحة بحيث تساهم هذه العوامل في إيجاد مناطق جديدة متاحة لتكون الثلوج في المحيط وتقليل نسبة ذوبانها. نفس العوامل تساهم في عملية ذوبان ثلوج اليابسة أيضاً، الرياح مثلاً تساهم في التأثير في دورة المياه في المحيطات التي ينتج عنها الماء الدافئ والذي بدوره ينحت ثلوج اليابسة من أسفل مسبباً ذوبانها.

إنها البراكين حتماً


غرب القارة هو أكثر الأماكن تعرضاً لذوبان ثلوجه وهو أيضاً يحظى بالعديد من البراكين النشطة بين جنباته لذا هل من الممكن أن تكون تلك البراكين هي السبب وراء الذوبان وليس الاحتباس الحراري ؟

الإجابة على هذا السؤال هي لا، لماذا ؟ .. أولاً لأن أماكن كثيرة حولنا تثبت أن البراكين والجليد يمكن أن يتواجدان في مكان واحد ومثالاً على ذلك أيسلاند والتي تحتوي العديد من البراكين النشطه وما زالت ثلوجها كما هي. ثانياً بعض الأدله تُظهر أن الحِمم البركانيه لا تُسبب ذوبان الجليد فعلياً فبطريقة ما الثلج يعود مره أخرى، أضف إلى ذلك أن النشاط البركاني في غرب القارة لم يتغير منذ سنيين لذا من المُستبعد أن يكون سبباً للذوبان. أخيراً العلماء وجدوا أن انفجارات بركانية بحجم تلك الموجودة في المنطقة غير كافية بأي شكل لإذابة الثلوج الكثيفة هناك.

مؤامرة الاحتباس الحراري

فعلياً هناك 97% من العلماء يؤكدون أن البشر هم سبب الاحتباس الحراري، ولكن المشاهدات الأخيرة في غرب القارة المتجمدة أثبتت أن أكبر جرف جليدي في القارة بدأ في الانهيار، ويؤكد الباحثون هناك أن هذه الانهيارات لا علاقة لها بدرجة الحرارة وإنما يمكنك أن تتخيل أنه مثل تأثير أحجار الدومينو التي يؤثر بعضها على بعض ويتوقع العلماء أن تستمر هذه الانهيارات لمدة قرون ولن يستطيع أحد أن يوقفها حيث لا يوجد في اتجاه الذوبان أو الانهيار أي قمم أو جبال تحدُّ من سُرعة الانهيار وتمثل الوديان طريقاً ممهداً له.

العصر الجليدي قادم

يعتقد العلماء أن الأرض خلال الـ 900000 عام الماضية مرت بدورات ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها كل 100000 عام بالتبادل، وإن استمر الأمر على ذلك خلال المستقبل القريب فالأرض تتجه نحو عصر جليدي بشكل مؤكد، ولكن المقلق أن هناك عامل مهم ظهر في الصورة .. ما هو ؟ .. نحن! بالإضافة للغازات ومخلفات الطائرات ومعدلات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة وغيرها من الملوثات التي ستؤثر حتماً في هذه الدورة الطبيعية للبيئة.

لن يغرق أحد


أغلب الثلوج في المنطقة القطبية الجنوبية تتمركز على اليابسة وتمتد وصولاً إلى الأجراف الجليدية العملاقة في المحيطات، لذلك فأغلب هذه الثلوج لا تؤثر على إزاحة المياه حالياً، كما أن الجليد حجمه يقل فعلياً عندما يذوب لذا فمستوى المحيطات سيقل وليس العكس.

بجانب ذلك وجد العلماء أن ذوبان الكثبان الجليدية في الوقت الحالي ومنذ انتهاء العصر الجليدي كان سبباً في أن اليابسة بدأت تتحرك نحو القطب الشمالي بمقدار 0.88 ملليمتر كل عام كنتيجه لإنخفاض الكتل الثلجيه التي ينتج عنها ارتفاع اليابسة مره أخرى.

إليكم هذه المجموعة من الصور التي تُظهر الجمال الأبيض في القارة القطبية الجنوبية:



والآن ما هي توقعاتكم لِما قد يحدث في الفتره القادمة مِن تغييرات مناخيه للأرض وتأثيرها على الحياة فيها ؟