الصادق المهدي يدعو لكتيبة حكماء تضع أسسا لميثاق جامع يسدي النصح لولاة الأمور

عربي ودولي


أكد رئيس المنتدى العالمي للوسطية رئيس الوزراء السوداني الأسبق الإمام الصادق المهدي اليوم الاثنين على ضرورة تبني المنتدى تشخيصا موضوعيا للتطرف وأسبابه وتداعياته العنفية، وتكوين كتيبة حكماء تضع أسسا لميثاق جامع يسدي النصح لولاة الأمر.

جاء ذلك في محاضرة ألقاها المهدي اليوم في عمان بعنوان (حرائق التطرف في العالم الإسلامي) وذلك قبيل الإفطار السنوي للمنتدى الذي حضره رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور بمشاركة رؤساء وزارات سابقين.

وقال رئيس المنتدى العالمي للوسطية إن موقف المتفرج إزاء الحرائق التي أشعلها التطرف لا يرضاه الدين ولا الأخلاق ولا الوطنية ولا الإنسانية ..مضيفا إن ثمة ظروف طرأت في تاريخنا صنعت تعطيل العقل البرهاني وأبطلت الاجتهاد الفكري وقيدت الاجتهاد الفقهي بمنطق القياس والإجماع الصوري وغيبت الشورى أساسا لولاية الأمر وبدلتها بطاعة المتغلب .. مبينا أن هذه العوامل المصنوعة شلت عطاء الأمة بعد عطاء مرموق وهيأت أقطارها للاحتلال الأجنبي الذي احتلها قطرا قطرا.

وحول عبارة الإسلام السياسي .. قال المهدي إنها خاطئة لأن الإسلام واحد، وهو دين ومقاصد اجتماعية، فالدين متعلق بالثوابت والدولة متعلقة بمتحركات متغيرة، المهم أنها في أية شكل من أشكالها ينبغي أن تلتزم بمبادئ الإسلام وينبغي أن تنطلق المراجعات من تجارب هذه الحركات لا سيما ذات المرجعية الإخوانية وغيرها.

وتطرق إلى الأحداث الجارية في العراق وسوريا وسياسات الحكام والأنظمة، مؤكدا على ضرورة أن يراجع الإخوان المسلمون من جانبهم الاعتراف بارتكاب أخطاء محددة والفصل بين جسم دعوى لا يعمل بالسياسة وجسم سياسي مفتوح لكل من يؤيد برنامجه والاعتراف بالواقع الراهن واكتساب شرعية للعمل السياسي تحت مظلته التعددية.

وبدوره ..أكد أمين عام المنتدى المهندس مروان الفاعوري، على ضرورة لم الشمل والتصالح مع الذات لضمان السير على طريق الخير والهدى، مشيرا إلى أن المنتدى أنشأ منذ سنوات خارطة طريق لتكون دليلا فكريا يهدي إلى النور.

وقال الفاعوري إن اللحظات التي تمر بها الأمة صعبة من حيث الصراعات والحروب والفتن، مؤكدا على ضرورة الإسراع بمصالحة تاريخية بين الشعوب والحكام نحو مشروع بناء الأمة وتوحيد الطموحات.

ويهدف المنتدى العالمي للوسطية – الذي تأسس في العام 2002 والذي يتخذ من عمان مقرا له - إلى تعزيز منهج الوسطية والاعتدال والتصدي لكافة أشمال التطرف والغلو الفكري والسلوكي، وإلى تكوين منظومة فكرية تعبر عن الروح الأصيلة للأمة الإسلامية بعيدا عن دعاة التطرف والجمود والانغلاق.

ويتصدى المنتدى – الذي توجد له فروع عديدة في مصر، السودان، العراق، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، اليمن، وباكستان – إلى الحملة الظالمة التي تستهدف وصم الأمة الإسلامية بالإرهاب ويسعى إلى التعاون مع قوى الاعتدال في العالم العربي والإسلامي والمحيط الدولي.