نادية صالح تكتب : رسالة إلى رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب من بياعة الخضار «أم سيد»

مقالات الرأي


بسرعة البرق.. دخلت فىّ «أم سيد» شمال وقالتلى:

أم سيد: انتى فين يا مدام نادية.. بقالنا كتير مش بنشوفك، وع العموم أنا جاية النهاردة عايزة منك خدمة.

أنا: خير يا أم سيد.

أم سيد: خير إن شاء الله.. عايزة حضرتك لأنك صحفية وبتكتبى فى الجرايد.. عايزاكى توصلى رسالة للأستاذ رئيس الوزراء.. ممكن؟!

أنا: طبعاً ممكن.. قوليلى اللى انتى عايزاه.. والراجل طول النهار بيسمع للناس زى ما بنشوف مش كده؟

أم سيد: مانا عارفة.. دا طول النهار وسطهم وبيكلمهم.

أم سيد: ويكلموه.. حتى الواد ابن خالى «فتحى» قابله ومتصور معاه أصل عنده ميكروباص شغال عليه.

أنا: طبعاً.. كان بيقول عن رفع أسعار البنزين والغاز.. وأنه لازم يلتزم بزيادة معقولة فى الأسعار.

أم سيد: بالظبط.. بس الواد ابن خالى متضايق وعمّال يقول إزاى ياخدوا مننا احنا الغلابة ويسيبوا الغناي؟! بس أنا وحياتك بأهزأه واتخانق معاه.. وبافهمه إن فى ناس بتصطاد فى الميه العكرة ولازم يقطع عليهم السكة.

أنا: طب هو قال إيه لرئيس الوزراء؟!

أم سيد: طبعاً.. هو قاله حاضر.. واحنا حنستحمل والحقيقة هو ماشى كويس.. ولما بيتجنن ويرفع شوية سعر تذكرة الميكروباص بأعقّله وأكلم معاه أنا وأبوسيد.

أنا: برافو عليك.. قوليلى بتقولى إيه لابن خالك؟ وهو انت بتقرى شوية ولا مابتعرفيش تقرى وتكتبى خالص.

أم سيد: أبوسيد وسيد علمونى من الألف لغاية «ى» ومن واحد لغاية ميّة «100» علشان أعرف أقرا نمرة العربيات وأحسب الفلوس.. وبالنسبة لابن خالى «فتحي» بقوله يا خايب لازم نستحمل شوية علشان بلدنا.. والريس السيسى راجل صريح.. عايز مصلحتنا واحنا احسن من غيرنا.. فى ناس محتاجة أكتر مننا ولازم احنا نساعدهم.. يعنى كلنا المليان يكب على الفاضى.

أنا: برافو يا ام سيد.. وعلى فكرة أنا باكتب الكلام ده وحانشره علشان رئيس الوزراء يقراه ويتبسط إن مجهوده ما بيروحش هدر.

أم سيد: آه والنبى.. وتصدقى بالله.. أنا طول النهار وحتى بعد الفطار باقعد وألم شوية ستات من اللى طول النهار فى السوق بيكلموا ويشتكوا من الأسعار وأفهمهم وأقولهم ما تسمعوش كلام الناس السو اللى بتنفخ فى النار وعايزة تولعها ولازم نستحمل.

أم سيد: علشاننا وعلشان ولادنا نعيش والدين المقرف ده يخلص من علينا.

أنا: طيب ما هو لما رئيس الوزارة بيقابل الناس وبيتناقش معاهم بالراحة.. الناس بتقتنع مش كده ولا إيه.

أم سيد: آه.. صحيح وبيدوله كلمة شرف.. اللى كنا طول عمرنا عايشين بيها، لا كنا بنكتب كمبيالات ولا ورق. الكلمة كانت كلمة شرف سيف على رقبتنا.. عايزين نرجع زى ما كنا زمان.. والمهم أنا عايزة أقوله: اصبر يا سيادة رئيس الوزارة.. لانه بيصعب عليا والله هو والوزرا كلهم تقريباً ولازم نشجعهم.

أنا: والنبى.. انت أجدع من أجدع ناشط ولا ناشطة سياسية من اللى بيقولوا عليهم.

أم سيد: ناشط ولا ناشطة إيه.. صلى على النبى وتصدقى بالله.

أنا: لا إله إلا الله.

أم سيد: أبوسيد لسة متخانق معايا علشان الست اللى ساكنة ناحيتنا وبتشتغل فى الجامع اللى جنبنا وبتنضفه، ست شاطرة وعلشان كده اتفقت معاها علشان تجيب شوية ستات من اللى بيروحو يصلوا فى الجامع، ونقعد أنا وهى نتكلم معاهم ونفهمهم ونقولهم لازم نخاف على بلدنا ونحترس من الناس إياهم اللى عايزين يخربوها.

أنا: برافو.. برافو.

أم سيد: عايزة كمان أحكى لسيادة رئيس الوزارة عن الست اللى جنبنا اللى سمعت عيّل عنده حوالى عشر سنين بيقول «تسلم الأيادي» وبيغنيها.. راحت داخلة جايبة مية سخنة ودلقتها ع الواد.. وقعدنا شهر نعالج فيه يا روح أمه.. ولما عرفناها ضربناها علقة محترمة.

أنا: إزاى.. دى كان لازم تروح البوليس.

أم سيد: لا والله.. دى فضلت تعيط وقعدت تقول إنها ندمت.. ومعدتش حتعمل كده وان بنت خالتها هى اللى كانت بتوزها.. وانها مش حتسمع كلامها بعد كده.. والواد صعب عليها بعد ما عملت عملتها السودة.. وبتقول تابت إلى الله.

أنا: يا ريت يكون كلامها صح.

أم سيد: إن شاء الله.. وباين عليها لسة جديدة ع الحاجات دى.. وهى بعد العلقة حسيت إنها ندمت.. وقعدنا نزن على ودانها وحسينا إنها تابت.. وادى احنا بنراقبها برضه.

أنا: والله.. السيد رئيس الوزارة لما حيقرا كلامك ده حيتبسط خالص.

أم سيد: إحنا ناصحين.. متخافيش علينا.. بس الراجل أبوسيد عمال يتخانق معايا ويقوللى سايبة البيع وقاعدة عاملة قعر مجلس.

أنا: لا يا عم أبوسيد.. دى مراتك ست هايلة ونبيهة وكلامها حلو.. وبيحنن القلوب، سيبها يا راجل.. وانت يا أم سيد استمرى.

أم سيد: الستات أجدع ناس.. مش كده؟!

أنا: طبعاً.. وعايزة تقولى حاجة تاني؟!

أم سيد: هو كده بس.. ويارب أقابل رئيس الوزارة بالصدفة وهو رايح جاى فى الأسواق والمحلات والمحافظات زى ابن خالى ما شافه ويا سلام لو شفت «السيسى» هو كمان.. بس لأ.. خليه ربنا يحفظه ويبعد عنه ولاد الحرام.

أنا: إنت هايلة يا أم سيد وانت اللى بيراهن عليهم الرئيس السيسى.

أم سيد: بيراهن إزاي؟!

أنا: يعنى.. متأكد انهم بيفهموا كل اللى بيقوله وبيعمله وبيقفوا معاه ضد الناس اللى مش دريانا بالبلد ومش هاممها إلا نفسها.

أم سيد: طبعاً.. وربنا هو المعين.. بس ما سألتيش عن الخضار.

أنا: مانا شايفة.. ربنا يزيدك ويجعلك مستورة وغنية.. صحيح الغنى غنى النفس.

أم سيد: طبعاً يا مدام نادية.. ومن فضلك ما تغيبيش عليّ.

أنا: وللحق كانت هذه الرسالة وكأنها بيان من الناس اللى تحت.. الناس اللى بتحب مصر وبتقول لكل مسئول ولكل «كبير» محترم ابتداء من الرئيس «السيسى»، ثم رئيس الوزراء والوزراء، وكبار رجال الدولة النشطاء.. نحن معكم.. إحنا ناس طيبة وحنستحمل عشان «أمنا» العظيمة مصر تفضل دايماً عظيمة وما تمدش إيدها لحد.. وتحيا مصر.