في ذكرى ميلاده الـ94.. ملك الترسو "أبو البنات" الذي عاش ملاكا للرحمة


أحمد الشيخ

ارتبط في ذهن المشاهد ببنيانه الضخم، وأدوار الأكشن حتى أنه لُقب بـ وحش الشاشة ، ولكن قليلاً من اقترب من حياته الشخصية، يجد إنسانا آخر يحب الحياة ويصول ويجول فيها كما يشاء.. فريد شوقي الذي ولد فى 30 يوليو 1920بحي البغالة بالسيدة زينب من أب تركى و أم مصرية، هذا الحي الذى يتوسط عدة أحياء وطنية قديمة، كأحياء السيدة زينب والقلعة والحسين والغورية وعابدين وشارع محمد علي وباب الخلق.

ونشأ شوقى في حي الحلمية الجديدة، حيث انتقلت إليه الأسرة، وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الناصرية التي حصل منها على الابتدائية عام 1937 وهو في الخامسة عشرة، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم.

وبدء مشواره الفنى بالعمل كومبارس في فرقة يوسف بك وهبي، حيث نجح في إثبات موهبته حتى تم تعيينه في الفرقة مقابل أجر شهري بلغ ستة جنيهات، وفي عام 1946 كان فريد شوقي ضمن طلبة الدفعه الأولى للمعهد العالي للتمثيل، على الرغم من تجاوزه السن القانونية للقبول، إلا أن موهبته كانت خير شفيع له لدى الفنان زكي طليمات رئيس المعهد آنذاك.

وفي نفس العام قدم فريد أول أدواره السينمائية مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، في فيلم ملاك الرحمة ، الذي لفت إليه الأنظار كممثل يجيد أداء أدوار الشر، وكعادة مخرجي السينما، تم حصر فريد شوقي في تلك النوعية من الأدوار التي كادت تخفي الكثير من معالم موهبته الأخرى.

والتقى شوقى في مطلع الخمسينات بالراحلة هدى سلطان، ليرتبط معها بقصة حب انتهت بالزواج وتقديم مجموعة من الافلام، التي قدمت فريد شوقي بشكل مختلف عما سبق، ومن بين تلك الأعمال التي قدمها مع هدى سلطان وما زالت محفورة في أذهان المشاهدين، ابن الحارة ، حميدو ، بعد الوداع ، رصيف نمرة 5 و الاسطى حسن .

توالت بعدها أعمالهما التي حققت الكثير من النجاح والايرادات، حتى كان عام 1954 حين قدما واحداً من أهم أفلام السينما المصرية، الذي منحه مكانة مميزة بين نجوم جيله، وهو فيلم جعلوني مجرماً ، الذي نال عنه جائزة أحسن ممثل.

وفى أواخر الخمسينات، قدم فريد شوقي أدوارا متنوعة في أفلام جعلت الجماهير تمنحه لقب ملك الترسو ، وهي دور العرض في الأماكن الشعبية التي كانت تمتلئ عن أخرها لمشاهدة أعماله، ومن بين تلك الأفلام الفتوة عام 1975، الذي حصل عن دوره فيه على جائزة الانتاج من مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 1959 ، مجرم في إجازة ، ساحر النساء ، باب الحديد في عام1958، نداء العشاق ، سوق السلاح ، بداية ونهاية في عام 1960، و عنترة بن شداد في عام 1961، وهي أعمال شهدت تنوعاً في الاداء والمضمون.

وامتدت حياة فريد شوقى المهنية لمدة 50 عام كان فيها ممثلاً ومنتجاً وكاتب سيناريو، حيث أنتج أكثر من 400 فيلم وهى أكثر من الأفلام التي أنتجت بشكل جماعي فى العالم العربي كله خلال تلك الفترة - بالإضافة إلى المسرح والتلفزيون والسينما، غطت شعبيته مجمل العالم العربي، بما في ذلك تركيا حيث أنه أنتج فيها بعض الأفلام، وقد عمل خلال مشواره الفنى مع أكثر من 90 مخرج ومنتج و أطلق عليه عدة ألقاب منها وحش الشاشة ، ملك الترسو ، الملك .

حصل شوقى على أكثر من 92 جائزة أبرزها وسام الفنون الذي سلمه له الرئيس جمال عبد الناصر عام 1957 عن دوره فى فيلم المدينة الذى جسد فيه دور حركة المقاومة الشعبية ببورسعيد فى مواجهة العدوان الثلاثى.

أما عن حياته الأسرية، تزوج خمس مرات الأولى من ممثلة هاوية وهو في الثامنة عشرة من عمره وكانت تغار عليه كثيراً، والثانية من محامية أحبها كثيراً، وقال لها إن لم تتزوجه سينتحر، ثم تزوج من ممثلة غير معروفة زينب عبد الهادي وأنجب منها منى، ثم النجمة هدى سلطان وأنجب منها ناهد، ومها وأخيراً السيدة سهير ترك التي ظلت معه حتى وفاته وأنجب منها عبير ورانيا، لذلك لقب بأبي البنات، وقد عمل من ابنائه في الفن الفنانة رانيا فريد شوقي والمنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي.

وتوفى النجم فريد شوقى فى 27 يوليو 1998 عن عمر يناهز الـ 73 عاماً بعد مسيرة فنية طويلة قدم خلالها للسينما المصرية وللفن العربى كنوز لاتقدر بثمن.