الإيكونومست: فوضى العراق الدموية ساعدت نظام الأسد

عربي ودولي



قالت مجلة الإيكونومست في تقرير لها بعنوان: “الحرب السورية.. حركة الكماشة”، بأنه، وعندما اجتاحت الدولة الإسلامية مساحات كبيرة من العراق في يونيو/ حزيران، وأعلنت الخلافة في الأراضي التي سيطرت عليها في كلٍّ من سوريا والعراق، اعتقد المتمردون السوريون أصحاب الاتجاهات الأكثر وطنية بأن أيامهم قد جاءت.

وبالتأكيد، تساءل هؤلاء عما إذا كان بإمكان أمريكا وحلفائها الغربيين أن يقفوا مكتوفي الأيدي وأن يسمحوا بازدهار جماعة خرجت من رحم القاعدة في العراق وقتلت جنودًا أمريكيين وأوروبيين خلال الحرب التي دارت هناك عام 2003.

وأضافت المجلة: “الطريقة الوحيدة لعدم تورط الأمريكان عسكريًّا، وطرد الدولة الإسلامية في سوريا، هي تقديم المزيد من الدعم للمتمردين الأكثر اعتدالًا هناك. القليل من الأسلحة، وعلى وجه الخصوص الصواريخ المضادة للدبابات، وصلت بالفعل إلى 8 جماعات معروفة ضمن برنامج سري العام الماضي أشرفت عليه الولايات المتحدة ودول خليجية وأوروبية تسعى إلى الإطاحة بالرئيس السوري.هذه الجماعات أحرزت بعض المكاسب في الجزء الشمالي من محافظة حماة وجنوب إدلب قرب معقل النظام القوي في الغرب. ولكن الصورة الرئيسة لم تتغير”.

وعدم تغير الحال، رغم هذا الدعم الغربي والعربي الجزئي، يأتي، وفقًا للمجلة، نتيجة أن النظام السوري، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، استفادا من الفوضى في العراق، في حين زادت هذه الفوضى من الضغط على المتمردين الأكثر اعتدالًا.

وعن هذا، قالي نوح بونسيه، وهو مختصّ في الشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية ومقرّها بروكسل، للإيكونومست: “المساعدة المقدمة هي للتعامل مع أزمة 2012، وليس مع أزمة 2014″.

وعن خطر ما أنجزته داعش في العراق على المعارضة المعتدلة في سوريا، تقول المجلة: “بعد نقلها كميات جديدة كبيرة من المال والسلاح من العراق إلى سوريا، توشك الدولة الإسلامية على القضاء على المتمردين الآخرين في محافظة دير الزور الشرقية. حيث، وفي سلسلة من الهجمات شنتها بداية يوليو/ تموز، سيطرت الدولة على مجموعة من البلدات على طول نهر الفرات”.

وأما بالنسبة لتأثير هذا الازدهار الداعشي على النظام السوري، فتضيف المجلة: “تعايش نظام الأسد مع الدولة الإسلامية، وهو بذلك يقدم بديلًا مرعبًا للسوريين والعالم في حالة سقوطه. ولكن اشتبكت الدولة الإسلامية مع النظام مؤخرًا. وفي 25 يوليو/ تموز، سيطرت الدولة على الفرقة 17، وهي قاعدة تابعة للجيش متنازع عليها في الرقة. وفي اليوم التالي، سيطرت على قاعدة ثانية شمال شرق محافظة الحسكة”.

ووسط ضغوط داعش هذه، وازدياد شراسة ووحشية القتال يومًا بعد يوم، بدأت تظهر المزيد من الانشقاقات بين ما تبقى من المتمردين الذين تجمعوا مع بعضهم بداية العام لإجبار داعش على الخروج من المناطق الشمالية الغربية من سوريا، وفقًا للمجلة.

ولم تكن الإيكونومست متفائلةً في نهاية تقريرها بوجود حلّ في الأفق لكل هذه الصراعات المتراكمة والمستعرة في سوريا، وقالت المجلة: “من المرجّح أن الحرب في سوريا سوف تستمر على هذا المسار. حزمة النصف مليون دولار من الأسلحة القاتلة التي اقترحها باراك أوباما للمتمردين المعتدلين من غير المحتمل أن يمرّرها الكونغرس. وخلال عام أو عامين، قد يجد المتمردون أنفسهم كلاعبين صغار في سوريا مقسمة ما بين الدولة الإسلامية والأسد”.

وأضافت المجلة: “بعد تكرار نداء الغرب للأسد بالتنحي، وبعد أكثر من تريليون دولار أنفقها الغرب على العراق، يجب على الحكومات الغربية، وخاصةً الحكومة الأمريكية، مواجهة سؤالين جوهريين، وهما كما يقول بونسيه: هل يمكن أن نرضى بسيطرة داعش على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون شمال سوريا، ربما مع وجود بعض المناطق المتفرقة التي تسيطر عليها جبهة النصرة؟ وما الذي يمكن أن نقوله للسّنة الذين يريدون جهة ما تدعمهم ضد النظام الشيعي في بغداد، وخيارهم الوحيد هو داعش حتى الآن؟”.