أوباما أكد سياساته المترددة بعودة التدخل العسكري في العراق

عربي ودولي



اعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن إعلان الرئيس باراك أوباما بعودة التدخل العسكري في العراق بمثابة تأكيد لـ سياسته المترددة بعد معارضته الشديدة للحرب التي أطاحت بنظام صدام حسين ووعده بوضع حد لها.

وقالت الصحيفة ـ في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة ـ إن الرئيس الأمريكي وقف أمام الكاميرات أمس الخميس لينطق كلمات كان يأمل في عدم قولها كقائد عام .

وأشارت إلى أن أوباما قرر شن غارات جوية محددة الأهداف على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) شمال العراق إذا استهدفوا مصالح الولايات المتحدة هناك.

ونوهت بأن عودة التدخل العسكري في العراق سلط الضوء على ما أصبح سمة مألوفة في فترة أوباما الرئاسية ، حيث أصبح معروفا عن قائد أقوى جيش في العالم تردده في اتخاذ قرار استخدامه.

ونقلت الصحيفة عن أوباما قوله إن الوضع في العراق يختبر ضمان حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي ، ومن ثم فإنه لا يوجد قرار أكثر خطورة من استخدام القوة العسكرية ، ولقد كنت حريصا على مقاومة الدعوات باللجوء مرارا وتكرارا لجيشنا .

وأشارت إلى أن الحل السياسي لمعالجة الانقسامات الطائفية في العراق لم يتحقق بعد ، ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن الوضع على الأرض يتعذر الدفاع عنه في الأيام الأخيرة ، ما دفع أوباما إلى أن يأذن بضربات جوية على المتشددين السُنة الذين يطلقون على أنفسهم اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام ، والتي تضطهد الأقليات الدينية وكانوا على وشك الانتقال إلى قلب المنطقة الكردية بالعراق حيث يتواجد الموظفون الأمريكيون.

ونوهت (وول ستريت جورنال) بأن آخر ضربة عسكرية أذن أوباما بشنها كانت في مارس 2011 بليبيا ، وحتى ذلك الوقت ، عرف أوباما نفسه بـ المحارب المتردد .

ولفتت إلى أن أوباما اعترف أمس الخميس بأن لديه تاريخا معقدا مع التدخل العسكري في العراق وسط مخاوف الأمريكيين من إعادة الانخراط هنالك ، والتي وصفتها الصحيفة بأنها محدودة نوعا ما.

وأشارت إلى تناقض أوباما من خلال قوله توليت هذا المنصب في محاولة لإنهاء حربنا في العراق والترحيب بعودة قواتنا إلى الوطن ، ولن تسمح الولايات المتحدة بالانجرار إلى حرب أخرى في العراق ، وعلى الرغم من دعمنا للعراقيين في معركتهم مع هؤلاء الإرهابيين ، لن تعود القوات الأمريكية إلى القتال في العراق .

وقالت الصحيفة أن أوباما حاول مرارا جعل سياسته أمرا شخصيا بالنسبة للأمريكيين الذين عاشوا خلال أكثر من عشر سنوات من الحرب ، ذاكرة قوله لطلاب الأكاديمية العسكرية الأمريكية في (وست بوينت) ـ خلال حفل تخرجهم الصيف الماضي ـ أنتم أول دفعة تتخرج منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر لن يتم إرسالها إلى القتال في العراق أو أفغانستان .

ورأت أن في كل قرار عسكري واجه أوباما منذ توليه منصبه، تتراود الأقاويل حول عبء مطالبات المسؤولين الأمريكيين بدعوته إلى استخدام القوة، مسلطة الضوء على انسحاب أوباما في اللحظة الأخيرة من توجيه ضربات عسكرية ضد سوريا الصيف الماضي ردا على استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، وهي الخطوة التي كان وصفها في وقت سابق بتعدي الخط الأحمر .