"التعليم الفلسطينية" تعلن افتتاح العام الدراسي في الضفة وتأجيله في غزة


أعلنت خولة الشخشير، وزيرة التربية والتعليم العالي، أمس الأحد، بدء العام الدراسي الجديد 2014-2015 في مديريات الضفة الغربية دون محافظات غزة؛ نتيجة لاستمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع، وبذلك لم يلتحق نحو 475 ألف طالب في مدارسهم.


جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مدرسة ذكور بيت سيرا الأساسية العليا، المحاذية لجدار الضم والتوسع العنصري في محافظة رام الله والبيرة.

وأوضحت الشخشير أنه كان من المقرر أن يتوجه نحو 1.200 مليون طالب وطالبة إلى مدارس الوطن في 2753 مدرسة حكومية وخاصة، ووكالة غوث، يشرف عليهم 62 ألف معلم ومعلمة، ولكن نظرا للعدوان على القطاع فقد اضطرت الوزارة بدء العام الدراسي لهذا العام دون محافظات غزة.

واستهلت الشخشير المؤتمر قائلة: 'يعزّ علينا أن نبدأ العام الدراسي الجديد، ونحن نحصي شهداءنا الطلبة والموظفين، حيث فقدت الأسرة التربوية 20 تربويا، ونحو 550 طفلا، وأصيب الآلاف منهم بحالات إعاقة دائمة، فقدوا أيديهم وأرجلهم نتيجة القصف الهمجي من طائرات ودبابات الاحتلال، وخسروا كذلك بيوتهم التي تؤويهم'.

وتطرقت إلى الأضرار التي لحقت بالمدارس، بقولها: تعرضت نحو 141 مدرسة للقصف والتدمير، منها 22 مدرسة دمرت بشكل كامل، و119 بشكل جزئي، وكذلك عدد من مدارس وكالة الغوث، وست مؤسسات للتعليم العالي، وأربع رياض أطفال، الأمر الذي يحتاج وقتا وجهدا وأموالا لإصلاح الأضرار، تزيد عن 10 ملايين دولار.

وناشدت المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لإنهاء العدوان الشرس الذي يشنه الاحتلال ضد قطاع غزة، من أجل 'أن تتمكن الوزارة من تضميد جراح الطلبة والأسرة التربوية، والبدء بإصلاح الأضرار المادية والمعنوية والنفسية، وإيجاد مأوى للذين دُمّرت منازلهم، والذين باتوا يسكنون في المدارس، لكي تتمكن الوزارة ووكالة الغوث من تهيئة هذه المدارس لاستقبال الطلبة وبدء عامهم الدراسي بعد انتهاء العدوان بشكل نهائي'.

وأشارت إلى قيام الوزارة بوضع الخطط والبرامج لتنفيذ العديد من المشاريع في مجال الإصلاح والتطوير ومعالجة الوضع الصحي والنفسي السيئ الناتج عن العدوان، خاصة أن الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال ضد الأطفال والمدنيين تحتاج إلى جهود مضاعفة لإزالة آثارها، موضحة أن تصاعد وتيرة العدوان على القطاع جعل الوزارة تتخذ قرارا، بعد التشاور مع وكالة الغوث، يتضمن تجميد إجراءات بدء العام الدراسي الجديد في محافظات غزة إلى إشعار آخر.

وتطرّقت الوزيرة إلى قصة استشهاد الطالبين التوأمين أنس وسعد السكافي 18 عاما، واللذين نجحا في امتحان الثانوية العامة 'التوجيهي'، حيث حصل أنس على معدل 88% في الفرع العلمي، وسعد على 91% في الفرع الأدبي؛ واستشهدا في مجزرة الشجاعية في العشرين من تموز الماضي، بعد أن باغتتهما طائرة إف 16، ولم يتم العثور على جثتيهما تحت الركام إلا بعد ثلاثة أيام، كما استشهد في المجزرة 9 أفراد من ذات عائلة السكافي، ومن بينهم الطالبان التوأمان.

وأشارت الشخشير إلى أن هذه الحكاية الموجعة تعد واحدة من القصص المؤلمة التي تختصر حجم الفاجعة والمأساة التي يعيشها قطاع غزة، وتمثل شاهدا حقيقيا على بشاعة الاحتلال واستهدافه لطلبة المدارس والجامعات ورياض الأطفال والمدنيين.

وحول الاستعدادات لافتتاح العام الدراسي في محافظات الضفة، أوضحت أن الوزارة قامت بتوفير جميع الاحتياجات للمدارس من كتب، وقرطاسية، وتعيينات، وتنقلات، وأثاث مدرسي ولوازم، حيث أنشأت منذ مطلع العام الجاري 12 مدرسة جديدة في محافظات الضفة، لاستيعاب الزيادة الطبيعية في عدد الطلبة، اشتملت على إضافة 175 غرفة صفية جديدة بتكلفة تقدر بـ10 ملايين دولار، وقامت بتوسعة 14 مدرسة قائمة، اشتملت على إضافة 82 غرفة صفية جديدة بتكلفة تقدر بـ5.5 مليون دولار، وصيانة 13 مدرسة بتكلفة تقدر بـمليون دولار.

وأوضحت أنه تم إنشاء مبنى جامعة القدس المفتوحة فرع نابلس بتكلفة تقدر بــــ3.6 مليون دولار بتمويل من وزارة المالية، بالإضافة إلى العديد من المشاريع التي سيتم تسليمها خلال الفترة المقبلة.

من جانبها، نقلت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام تحيات الرئيس محمود عباس للطلبة ومعلميهم والأسرة التربوية في جناحي الوطن، مؤكدة 'على رسالة العلم والتعليم، وتشبث شعبنا بهذا الخيار، الذي يعد ضمانة حقيقية من أجل انتزاع الحقوق وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة'.

وتناولت غنام سياسات الاحتلال وممارساته الرامية إلى عرقلة المسيرة التعليمية، لافتة إلى العدوان الذي يشنه الاحتلال على قطاع غزة وآثاره وتداعياته على العديد من القطاعات، ومنها التعليم، موضحة أن افتتاح العام الجديد في مدرسة بيت سيرا التي تخنقها المستوطنات والجدار الفاصل يبعث رسالة قوية مفادها قوة العزيمة والإرادة الصلبة، اللتان يتمتع بهما شعبنا، وإصراره على التعلم والتمسك بالأمل رغم الألم والمعاناة التي يعيشها.

بدوره، شدد مدير مدرسة 'بيت سيرا' في كلمته على رمزية افتتاح العام الجديد في المدرسة، حيث يؤكد الحرص والاهتمام اللذين توليهما وزارة التربية والمؤسسات الحكومية والشريكة بهذه المناطق المستهدفة؛ من أجل الاطلاع على المعاناة التي تمر بها البلدة ومدارسها.

وأشار إلى 'أن افتتاح هذا العام في محافظات الضفة دون غزة يجسد معنى الحرمان والألم والغصة، لا سيما في ظل عمليات القصف، والتدمير، وقتل الأطفال، واستهداف المدارس والمدنيين، مؤكدا صلابة شعبنا وتسلحه بالإرادة، وفي كل مرة يخرج من تحت الركام متماسكا وقويا'.

وأجرت الشخشير وغنام ووفد من الوزارة جولة على الصفوف الدراسية، واستمعوا إلى الطلبة والمعلمين في مدرستي ذكور وبنات بيت سيرا، حول مشاعرهم في اليوم الدراسي الأول، حيث أوصل الطلبة العديد من الرسائل التي تضمنت الكثير من المعاني الإنسانية النبيلة، تجاه زملائهم في قطاع غزة.

مدارس الخليل

وافتتحت مديرية التربية والتعليم جنوب الخليل العام الدراسي الجديد اليوم الأحد، في مدرسة بنات دورا الثانوية، بحضور أسرة التربية والتعليم، ومدراء الدوائر والمؤسسات الحكومية، بوقفة تضامنية مع قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وبقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، والوقوف دقيقة صمت.

وأكد مدير التربية والتعليم فوزي أبو هليل، في كلمة للطالبات أن الشعب الفلسطيني يجمعه مصير واحد، 'وأن ما يحدث في غزة هو جريمة، وحرب إبادة هدفها القضاء على الطفولة الفلسطينية'، مشيرا إلى أن العدد الأكبر من الشهداء هم من طلبة المدارس، وأن افتتاح العام الدراسي بدونهم سبب ألماً كبيرا لكافة أبناء هذا الوطن.

وأضاف 'الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق الانتصار، وسيواصل مسيرة الحياة بأمل وجدارة، موجها رسالة لكافة أحرار العالم باسم الطلبة بان يكفوا يد الاحتلال عن قطاع غزة والضفة'.

ولفت أبو هليل الى أن المديرية افتتحت هذا العام 9 مدارس جديدة، بحيث أصبح عدد المدارس التي تقع ضمن مجال عمل تربية جنوب الخليل 200 مدرسة، وانتظم أكثر من 70 الف طالب وطالبة في مدارس جنوب الخليل على مقاعد الدراسة.

من جهته، بين مدير التربية والتعليم في الخليل بسام طهبوب، أن حوالي 61 ألف طالب وطالبة وما يقارب 3 آلاف معلم توجهوا صباحا إلى 137 مدرسة تابعة لمديرية وسط الخليل.

وأضاف طهبوب، 'أنجزت المديرية في هذا العام من خلال الوزارة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي والمنظمات الأهلية 6 أبنية مدرسية جديدة، لاستيعاب أعداد الطلبة المتزايدة، موضحا أن المديرية قلصت بهذا العدد المدارس المنتظمة في الفترتين الصباحية والمسائية إلى مدرسة واحدة فقط.

بيت لحم

وفي بيت لحم، توجه صباح اليوم 54200 طالب وطالبة إلى مدارسهم مع بدء العام الدراسي الجديد.

وأشارت مديرة تربية بيت لحم نسرين عمرو لــــــــ'وفا'، إلى أن العام الدراسي في مدارس المحافظة بدأ يوم أمس من خلال مدارس المدن الرئيسية الثلاث، لافتة إلى أن عدد طلبة المدارس الحكومية يصل إلى 40 الفا، موزعين على 127 مدرسة حكومية، من بينهم مدرستان جديدتان هما: المدرسة الروسية في بيت لحم، ورياض الأقصى في بلدة العبيدية شرقا، وبسعة 1473 شعبة صفية.

وأوضحت عمرو أن عدد الطلبة الجدد للصف الأول في المحافظة وصل إلى 3150 طالبا وطالبة، أي بزيادة 295 عن العام الماضي،ـ مشيرة إلى أن عدد الهيئة التدريسية يصل 2700 معلما ومعلمة، فيما بلغت التعيينات الجديدة 72 مركزا.

وأضافت 'هناك 40 مدرسة خاصة، وبعدد إجمالي للطلبة 10200، و8 مدارس لوكالة الغوث 'الأونروا'، تضم 4000 طالبا وطالبة.

وتوجه أكثر من 60 ألف طالب وطالبة إلى مدارسهم التابعة إلى مديرية تربية وتعليم وسط الخليل، في أول يوم من العام الدراسي الجديد.

جنين

وفي محافظة جنين، علقت المدارس كافة الدراسة في تمام الساعة الحادية عشرة حتى نهاية الدوام، تضامنا مع أهلنا في قطاع غزة، وتنديدا بالعدوان المستمر والمجازر المستمرة بحق الأطفال والمدنيين.

وأفادت رئيسة الاتحاد العام للمعلمين فرع جنين إيمان هب الريح لـ'وفا'، بأنه تم تخصيص الحصة الأولى في المدارس عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي طال الأطفال وطلبة المدارس، وتأكيدا على وحدة الدم والمصير بين أبناء الشعب الواحد.