خبير فى الشئون الإسرائيلية: إتفاق وقف إطلاق النار انتصار لمصر وإدانة لحماس

أخبار مصر



تعقيبا على الاتفاق الأخير بشأن وقف اطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، صرح الدكتور أحمد فؤاد أستاذ الأدب العبرى بجامعة الإسكندرية و الخبير فى الشئون الإسرائيلية، أن التوصل لاتفاق شامل لوقف اطلاق النار هو انتصار للأجهزة السيادية وللخارجية المصرية التى تحملت الكثير من الضغوط والابتزاز من أجل حماية الدم الفلسطينى وتكريس فكرة الدولة الفلسطينية الموحدة والتوصل لحل عادل للأزمة.

وأضاف فؤاد فى تصريحات للفجر : أن ما تدعيه حماس بأنها حققت انتصارا كبيرا يحتاج إلى مراجعة ويدخل فى اطار الخطاب الاستهلاكى لأن من قدم التضحيات الحقيقية هم أبناء الشعب الفلسطينى من المدنيين العزل وخاصة الأطفال الذين يحتلون نسبة كبيرة من الضحايا هذا بخلاف الآلاف من المصابين فى الوقت الذى كان يمكن تقليص أعدادههم لوكانت حماس استجابت مبكرا للمبادرة المصرية.

واكد فؤاد أن حماس ادانت نفسها بإعلانها العودة لتفاهمات 2012 حيث يعتبر ذلك دلالة على عدم جدوى التصعيد الأخير بما خلفه من أثمان باهظة دفعها الدم الفلسطينى بلا جدوى فضلا عن المماطلة فى قبول المبادرة التى طرحتها مصر مبكرا مما ساهم بشكل اساسى فى زيادة أعداد القتلى والمصابين.

كما اكد فؤاد على الإدارة الحكيمة للأزمة من قبل الأجهزة السيادية والخارجية المصرية حيث كان المخطط الإسرائيلى بالتنسيق مع قادة حماس هو حل القضية الفلسطينية على حساب سيناء ولكن مصر لم تمكن الطرفين من الوصول إلى مآربهما واصفا التفاهمات الحمساوية الإسرائيلية برقصة التانجو الشيطانية.

وحول تداعيات اتفاق وقف اطلاق النار على الأمن القومى المصرى والقضية الفلسطينية، أوضح خبير الشئون الاسرائيلية أن ذلك الاتفاق تعزيز وتكريس للسلطة الفلسطينية ولفكرة الدولة الفلسطينية الموحدة ، مشيرا إلى أن سيطرة السلطة الفلسطينية على حركة المعابر بين قطاع غزة والضفة الغربية و ما بين مصر وغزة طبقا للاتفاق المبرم سيكون له كبير الاثر الايجابى على الأمن القومى المصرى حيث سيتم التحكم بدرجة كبيرة فى حركة السلاح فضلا عن حماية الجانب الفلسطينى من الأوضاع الأمنية المتردية نتيجة تهريب عمليات السلاح وتسهيل حركة دخول المساعدات الإنسانية ومواد الاعمار.

وفيما يتعلق بجانب اعمار غزة عقب العدوان عليها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلى اكد فؤاد أنه سيتم برعاية مصرية وبالتنسيق مع النرويج عقد مؤتمر للمانحين ومناقشة سبل اعمار غزة عقب التخريب الذى حدث فى البنية التحتية نتيجة العدوان الإسرائيلى مشيرا إلى احتمالية محاولات حماس لاعاقة عملية الاعمار أو التدخل فى ادارة أموال المانحين كما حدث سابقا عقب العدوان الإسرائيلى منذ سنوات فى العملية التى عرفت باسم الرصاص المصبوب ولكن ذلك سيكون له كبير الأثر السلبى على الوضع السياسى لحماس المتردى أساسا نتيجة سياساتها تجاه مصر عقب ثورة 30 يوينة.

وأوضح أنه تم تحقيق قدر كبير من الأهداف الإسرائيلة المعلنة وهى تدمير الأنفاق والقدرة الصاروخية لحماس ولكن إسرائيل لم تنجح فى تحقيق الهدف الأخطر والرئيسى من تلك العملية الأخيرة وهى حل القضية الفلسطينية على حساب الآراضى المصرية وذلك بسبب يقظة الأجهزة السيادية المصرية وعدم خضوعها للابتزازات الحمساوية والإسرائيلية كما نجحت فى الصمود أمام محاولات الاتفاف على دورها الاقليمى ، مختتما حديثه قائلا: نجحت مصر فى الاختبار الصعب الذى تعرضت إليه فى التفريق بين غزة ومعاناة الشعب الفلسطينى الشقيق وبين الأعمال الإجرامية التى اقترفتها حماس فى حق الشعب المصرى ومارست دورها التاريخى وتعاطت مع الموقف كما يليق بمكانتها الاقليمية وكرست فكرة الدولة الفلسطينية الموحدة بما يخدم القضية الأم فى الوقت الذى سقطت فيه حماس فى وحل الدم الفلسطينى الذى اريق بلا جدوى الا من أجل تحقيق مكاسب شخصية لقادة حماس الذين تتقلص ادواتهم يوما بعد يوم.