أولاند يتعهد بزيادة المساعدات العسكرية الفرنسية في مواجهة "داعش"

عربي ودولي


ذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن فرنسا تعود اليوم سياسياً وعسكرياً في العراق التي تواجه تهديدًا من الجهاديين في تنظيم الدولة الإسلامية داعش ، بعد أن رفضت المشاركة في الحرب بعد يوم من سقوط نظام صدام حسين في عام 2003.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى تقاسم المهام في النضال الذي يشنه التحالف الدولي ضد مقاتلي داعش . فالولايات المتحدة الأمريكية تتولى الجانب العسكري، حيث تشن منذ الثامن من أغسطس ضربات جوية على مواقع الجهاديين في العراق وأعلن الرئيس باراك أوباما للتو عن امتداد الحرب إلى سوريا المجاورة.

أما الفرنسيين، فهم يتولون الجانب السياسي. فقد علق أحد المسئولين الفرنسيين قائلًا: عندما نعمل في تحالف، فإننا لسنا مضطرين أن نقوم جميعًا بالأمر ذاته .

وخلال زيارته لبغداد، قام الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بتقديم دعمه لحكومة حيدر العبادي الجديدة التي فتحت وزاراتها للطوائف المختلفة، وبصفة خاصة السنة الذين تم تهميشهم في الحكومة الماضية وانضموا إلى صفوف داعش . وهنا يكمن رهان الغرب: فصل القبائل السنة عن الجهاديين من خلال إعادة دمجهم في اللعبة السياسية.

وبالتالي، أشاد فرانسوا أولاند بالحكومة العراقية الجديدة المنتخبة ديمقراطياً والتي تمكنت من جمع مكونات المجتمع العراقي بأكملها. وتعهد أولاند بأن فرنسا سوف تبذل كل ما في وسعها لمحاربة هذا العدو الإرهابي بلا حدود المستعد لمهاجمة العراق وأيضًا جميع أولئك الذين لا يشاركونه هذه الرؤية للعالم التي تقوم على الإرهاب .

وشدد الرئيس أولاند على أن فرنسا تعرف دائمًا تحمل مسئولياتها عندما يتعلق الأمر بالسلام والأمن في العالم ، معلنًا أن هناك حقبة جديدة ستفتح.

كما جاء الرئيس الفرنسي إلى بغداد لإعداد المؤتمر الدولي حول العراق، الضربة السياسية الحقيقية التي ستعقد يوم الاثنين في باريس وستجمع وزراء خارجية نحو عشرين دولة عضو في مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة وقوة إقليمية وسيشارك في رئاستها الرئيس العراقي.

وأكد فرانسوا أولاند لأنه من أجل مواجهة التهديد العالمي لداعش، فإنه يتعين تقديم رد عالمي يشمل جميع الدول المعنية ويغطي مجموعة واسعة من الإجراءات التي تبدأ من التدخل العسكري إلى مكافحة التمويل.

وتطرق الرئيس الفرنسي مع المسئولين العراقيين إلى القضية الحساسة المتعلقة بمشاركة إيران في المؤتمر الدولي. ومن جانبهم، يؤيد العراقيون الشيعة مشاركة إيران، ولكن تتحفظ القوى السنية في الخليج. ولم يتم حسم القضية في بغداد.

وتستعد فرنسا أيضًا للتدخل العسكري، حيث كانت أول دولة تقوم بإرسال أسلحة إلى المتمردين الأكراد. وتخطط هيئة أركان الجيوش الفرنسية حالياً في توجيه ضربات جوية موجهة ومحددة بموجب المعلومات التي ستكون أكثر رمزية، ومن الممكن أن يتم شنها باستخدام العشرات من الطائرات المقاتلة.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال فرنسا صامتة حول نواياها في سوريا المجاورة التي تستعد الولايات المتحدة الأمريكية بتوسيع الحرب فيها ضد الجهاديين. ورسمياً، أوضحت باريس أنها لا ترغب في التحرك إلا في إطار القانون، وذكرت أنه لا يوجد أساس قانوني للتدخل في سوريا بينما طالبت الحكومة العراقية رسمياً مساعدة المجتمع الدولي.

وفي الواقع، ترفض فرنسا حتى الآن المشاركة في الضربات الجوية التي قد تؤدي إلى تعزيز نظام بشار الأسد، حتى إذا تعهد الأمريكيون بمساعدة الجيش السوري الحر. فقد صرح أولاند: منذ عام، حذّرت من خطورة الوضع في سوريا. وفضّل المجتمع الدولي اتخاذ مسار آخر ، وهي طريقة بتحميل الأمريكيين مسئولياتهم.