خلايا الإخوان تتسلل إلى الفضائيات لمهاجمة دولاً تساند مصر

أخبار مصر


يبدو أن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ليس هدفاً لجماعة دينية تتخذ الدين وسيلة للوصول إلى السلطة فحسب بل تعدى الأمر ذلك ليصبح وسيلة أيضاً لأشخاص اتخذوا النفاق وسيلة لتحقيق مصالح شخصية، فعلى الرغم من أن العديد من الفضائيات الاسلامية القائم عليها قيادات إخوانية أغلقت عقب الثالث من يوليو 2013 وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي إلا أن بعضهم نجح في الوصول بأساليبه المتلونة إلى قنوات أخرى حاولت تصحيح المفهوم السليم للدين الإسلامي الذي يتسم بالسماحة والوسطية، لكن وجود أمثال هؤلاء فيها يهدد مثل هذه الفضائيات في الاستمرار بل قد يؤدي بها إلى الانحراف للطريق الذي سلكته قبلها العديد والعديد من الفضائيات التي كانت نهايتها واضحة أمام الجميع .

ولخطورة الأمر سنستعرض في هذا التقرير الحديث عن بعض هؤلاء النماذج الذين تمكنوا من الوصول إلى إحدى القنوات الإسلامية الجديدة وهي فضائية السلام عليك سعودية التمويل، حيث يبرع أصحاب الأقنعة على المراوغة.

والبداية مع شخصية من الشخصيات الذين يتقلبون بين ليلة وضحاها ويغيرون أقنعة وجوهم بين طرفة عين والأخرى فها هو الفارس النبيل تهامي منتصر الذي دافع عن نظام مرسي أيام وجوده وعن حكم الإخوان ووصف كل من هاجمهم بالشياطين بل وصل الأمر إلى أنه طالب بمحاكمة أحد الصحفيين بالمصري اليوم وطالب الجيش بإنقاذ البلاد بتهمة محاولة الانقلاب على نظام الحكم فكتب مقالاً على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بتاريخ 4 نوفمبر 2012 بعنوان الشهادة لله ... كتائب الشياطين تعوي وجاء من بين سطور المقال قوله : إنها كتائب الشياطين التي تركت عملها ودفنت ضميرها وسنت أسلحتها وبرت سهامها ونصبت قواعدها لإطلاق قذائف الشائعات حول الرئيس د. محمد مرسي .سجادة الصلاة التي يصلي عليها ..تكاليف الانتقال للصلاة . الانفلات الأمني في سيناء . ارتباك المرور .وخطابه لرئيس الكيان الصهيوني بصيغته العتيقة .مثل هذا وغيره كثيرا من الثرثرة الممجوجة بهدف إسقاط مصر وليس الرئيس. واستنساخ رئيس يشبه المخلوع في علمانيته التي تري الصلاة والحجاب أعظم أسباب تخلف مصر ، انهم لا يريدون رئيسا يفضح الفساد ولا رئيسا يضيق علي السرّاق ويستعيد حقوق الشعب المنهوبة بل لا يريدون رئيسا مسلما يوقظه ضميره كل صباح لصلاة الفجر ولقاء الرعية في دارهم .

وتابع منتصر على صفحته بموقع فيس بوك بتاريخ 22 نوفمبر 2012 مناشدا من أسماهم بالشرفاء لمساندة قرارات الإنقاذ التي اتخذها الرئيس المعزول محمد مرسي والوقوف صفا واحد خلفه مضيفاً : إن اعداء الله واعداء مصر والاستقرار يحاولن قلب نظام الحكم ...الامل في المصريين الشرفاء الأمناء علي وطنهم .....ألا فهبوا فقد حان وقت الجد.

وعلى الرغم من جميع ما سبق إلا أن هذا لا يعد عيباً إنما العيب الفادح هو النفاق وعدم الثبات على الموقف والتغير الدائم للأقنعة فما لبث تهامي أن سقط حكم الإخوان وذهب يمزق في سيرتهم بأبشع الكلمات التي لم تخلو يوماً من النفاق فها هو الذي أيدهم بالأمس يصرخ في وجوهم اليوم فكتب على صفحته الشخصية أيضا على فيس بوك مقال قليل الكلام كثير النفاق بعنوان في 60 داهية قال فيه نصاً : بعد ما تسبب الإخوان المسلمون بجهلهم وتسرعهم وسوء تقديرهم لكل المواقف في هذا الإنهيار السياسي والرفض الشعبي ولحق بهم غلمان السلفية ربائب بن باز والعثيمين والريال السعودي ودفعوا بالنقاب الحرام اصلا الي ساحات الرقص السياسي اقول لهم في 60 داهية تاخدكم ...ضيعتم هيبة المسلمين وحلاوة الإسلام .

الأمر لم يقف عند ذلك فها هو النفاق يطل برأسه القبيح مرة أخرى عندما شعر تهامي بأن رئيس الوزراء المصري الحالي إبراهيم محلب يمر بأزمة حادة عقب الكارثة التي تناولها الإعلام بعنوان الخميس المظلم على خلفية أزمة الكهرباء الأخيرة شرد بالرجل ظناً منه أنه سيرحل على خلفية الأزمة قائلاً بإحدى مقالته على أحد المواقع الإخبارية : في البارحة تمخضت دولة الـ محلب عن بشريات للشعب بمناسبة تجديد الثقة في حكومته فانهارت كل محطات الكهرباء في مصر المحروسة وقالها الـ محلب متهللا ضاحكا مسرورا عشان تعرفوا مصر منورة بأهلها .

وتتواصل مصائب منتصر فهاهو يهاجم دولاً عربية شقيقة وقفت بجانب الجيش في مواجهة الجماعة متهكما على الشعب الذي مر ببعض الأزمات بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلاً : اللي عايز أاقوله بصراحة إن مصر بقت مسخة ونكتة في العالمين …الدنيا كلها عرفت اننا اتوكسنا واتنحسنا وفلسنا ..لانفعتنا قطر ولا الإمارات ولا الكويت ولا الننوسة الدلوعة السعودية وهانحن شعب مصر العظيم نواجه الظلام والعطش بكل شجاعة وصبر وجلد وملل وقرف وزهق .

ويبقى القول أنه ليس عيباً أن تؤيد نظام وتقتنع به حتى ولو كان وجهة نظر الآخرين تختلف معك اختلافاً كاملاً ما دمت مؤمناً بعقيدة راسخة في أنك تدافع عن وجهة نظر صائبة لكن العيب كل العيب أن تعيش منافقاً من أجل أن تضمن السلامة فالحكمة تقول أنه من عاش بوجهين مات يا صديقي بلا وجه .

ولأن وصول مثل هذه العناصر إلى الفضائيات يمثل تهديداً واضحاً لعودة نشر الفكر المتطرف وإن كان بصور غير مباشرة فإننا بصدد شخصية أخرى وهي الدكتور حسام عقل رئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري مقدم برنامج رحلة في كتاب على فضائية السلام عليك الاسلامية ولكن إذا كان النفاق في الشخصية ليس موجوداً كالشخصية السابقة إلا أنه مؤيد لجماعة الإخوان التي تم تصنيفها العام الماضي كجماعة إرهابية بمصر ويصف ما حدث بمصر في 30 يونيو دائما بأنه لم يكن ثورة ويحرض دائما على إسقاط النظام القائم خاصة الطلاب الجامعيين حيث أكد أكثر من مرة عبر مواقع إخبارية وقنوات فضائية كفضائية رابعة على انهم الأمل في كسر ما يسميه الانقلاب .

أما الشخصية الثالثة فهو الدكتور عبد الله بركات مقدم برنامج النبي والأطفال على فضائية السلام عليك أيضاً وعميد كلية الدعوة الأسبق وهو الذي ألقى خطابه الشهير من منصة رابعة العدوية في منتصف شهر يوليو لعام 2013 وطالب المعتصمين بالاستمرار في اعتصامهم ووصفهم بالمرابطين في سبيل الله إلا أنه سارع بالنفي عن نفسه الانضمام لجماعة الإخوان أو أن يكون حرض على العنف كما قام بنشر فيديوهات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي استشهد فيها بكلام ضابط أمني وطني سابق بأنه لا ينتمي لجماعة الإخوان .