مفاوضات السلام في أوكرانيا تتعثر وأوباما يدين "العدوان" الروسي

عربي ودولي


دعا الرئيس باراك اوباما الاربعاء روسيا الى اختيار السلام وانهاء عدوانها في اوكرانيا قبل رفع العقوبات الغربية، في وقت وصلت مفاوضات السلام حول مستقبل شرق اوكرانيا الى طريق مسدود.

وقال اوباما امام الجمعية العامة للامم المتحدة بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان العدوان الروسي في اوروبا يذكر بعهد كانت فيه الامم الكبرى تدوس الصغرى سعيا الى طموحات تتعلق بالاراضي . وبعد خمسة اشهر من نزاع اوقع اكثر من 3200 قتيل دعا اوباما الكرملين الى اختيار طريق الدبلوماسية والسلام السبيل الوحيد لرفع الغربيين عقوباتهم الاقتصادية.

وردا على ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امام الصحافيين الروس في نيويورك، ان العقوبات هي شان الولايات المتحدة. لكن ما يجري في اوكرانيا ليس من شانها باي شكل من الاشكال .

ودعا اوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين الى حمل الانفصاليين على قبول مقترحات كييف لاحلال السلام.

وتاتي تصريحاته غداة الاعلان عن اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في 2 تشرين الثاني/نوفمبر في منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين.

يشكل ذلك ضربة قاسية لرئيس الدولة الاوكراني بترو بوروشنكو الذي عرض على الانفصاليين مبدأ الحصول على وضع خاص لمدة ثلاث سنوات. وخطة بوروشنكو الهادفة الى منح الانفصاليين حكما ذاتيا اوسع كانت تنص على اجراء انتخابات محلية في السابع من كانون الاول/ديسمبر واصدار عفو مشروط عن المقاتلين.

ومنذ اقرار البرلمان الاوكراني في السادس عشر من ايلول/سبتمبر قوانين تتيح تطبيق هذه الاقتراحات كانت السلطات الاوكرانية تنتظر جواب الانفصاليين عنها، مع اجراء مفاوضات لاقرار هدنة طويلة الامد بين الطرفين. والثلاثاء اعلن الانفصاليون في منطقتي دونيتسك ولوغانسك اجراء انتخابات في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال رئيس الوزراء في جمهورية دونيتسك الشعبية الكسندر زخارتشنكو لوكالة انترفاكس نعتزم تنظيم انتخابات المجلس الاعلى (البرلمان) ورئيس الجمهورية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر ، مؤكدا انه من غير الوارد تنظيم الانتخابات التشريعية الاوكرانية المحدد موعدها في 26 تشرين الاول/اكتوبر. هذا الاعلان يدل على ان عملية السلام التي اطلقت في الاسابيع الماضية لا تزال هشة.

واذا كانت الهدنة تحترم عموما فان الشق السياسي المتعلق بمستقبل المناطق الناطقة بالروسية في الشرق يبدو اكثر تعقيدا.

وتخشى كييف ان تبقي موسكو والانفصاليون الوضع على حاله او ان تصبح منطقة دونباس الصناعية مثل ترانسدنيستريا، احدى الدول الصغيرة في الاتحاد السوفياتي السابق غير المعترف بها. سيعبّر رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك عن هذه المخاوف خلال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك التي يتحدث امامها الاربعاء.

على الصعيد العسكري، يواصل الجيش والمتمردون سحب مدافعهم من خط الجبهة. وعبر سحب قطع المدفعية تدريجيا، سيكون ممكنا اقامة منطقة عازلة بعرض 30 كلم على طول خط الجبهة . لكن وقف اطلاق النار لم يكن محترما تماما.

فقد قتل احد سكان دونيتسك في معارك خلال الساعات الـ24 الماضية ليكون اول قتيل مدني منذ التوقيع ا لسبت في مينسك على خطة سلام من قبل كييف وموسكو والانفصاليين. كما سجل مراسلو فرانس برس اطلاق العديد من صواريخ غراد بعد ظهر الثلاثاء في شرق دونيتسك.

من جهة ثانية اسفر النزاع في اوكرانيا عن 3245 قتيلا بحسب حصيلة جديدة للامم المتحدة وضعت في 21 ايلول/سبتمبر وعرضها ايفان سيمونوفيتش مساعد الامين العام المكلف حقوق الانسان، الثلاثاء في جنيف امام مجلس حقوق الانسان.

والتوتر الشديد القائم بين موسكو وكييف يعكسه اتهام وسائل الاعلام الروسية العسكريين الاوكرانيين بتعذيب وقتل اربعة مدنيين في شرق دونيتسك، وهذا ما نفاه الجيش الاوكراني نفيا قاطعا.

وقالت شبكة التلفزيون الروسية ان تي في ان متمردين عثروا على جثث ثلاث نساء ورجل بالقرب من قرية كومونار شرق دونيتسك معقل الانفصاليين. وفي بيان نفى الجيش الاوكراني اي تورط، وندد بما اعتبره مثالا جديدا على حملة تشويه تقوم بها وسائل الاعلام الروسية .