رئيس "الموساد": تحرير شاليط بعملية عسكرية كان مستحيلاً

العدو الصهيوني


أكد رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) تمير باردو أنه لم تكن هناك بدائل عن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس للإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط؛ إذ لم يكن بالإمكان تحقيق إطلاق سراحه من خلال عملية عسكرية.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الأحد عن باردو قوله للحكومة الإسرائيلية : إنه في اللحظة التي لم تكن فيها أية بدائل أخرى، وهنا بالتأكيد ليس لدينا بديل آخر، فإنه ينبغي القيام بما هو ممكن . واعتبر أن تحرير مخربين هو أمر بإمكاننا التعامل معه، ولو لم أكن أعتقد أنه بإمكاننا مواجهة هذه القضية لما أيدت الصفقة .

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر موقف وأقوال رئيس الموساد ، فيما أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني جانتس ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يورام كوهين موقفهما المؤيد للصفقة خلال الأسبوع الماضي وحتى قبل ذلك.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد وافقت بأغلبية ساحقة في ساعة مبكرة صباح الأربعاء على صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس. وصوَّت 26 وزيرًا لصالح الاتفاق، بينما صوَّت ثلاثة وزراء ضد الاتفاق، ليمهد ذلك لتنفيذ الصفقة التي ستتم على مرحلتين؛ إذ من المقرر الإفراج عن 477 أسيرًا فيما سيتم إطلاق باقي المحتجزين بعد الإفراج عن شاليط.

وقال رئيس الموساد في محاولة لإقناع الوزراء لتأييد الصفقة: إن دولة إسرائيل هي دولة كبيرة وقوية ولا شيء بإمكانه المس بها، وبإمكانها مواجهة أمور كثيرة ومن ضمن ذلك إطلاق الأسرى الألف، ولن يحدث لها شيء إذا خرجت هذه الصفقة إلى حيز التنفيذ.. ونحن نعرف، وبإمكاننا مواجهة هذا الموضوع وإلا لما أيدتها .

وأضاف: أنا أقود أشخاصًا وأرسلهم يوميًّا إلى عدد كبير جدًّا من المهمات غير السهلة (خارج إسرائيل ) وهم يعلمون أنها تنطوي على خطر لكنهم يعرفون أنه في لحظة الحقيقة سأقف إلى جانبهم من أجل مساعدتهم.. ولذلك فإن هذا أمر مفهوم من تلقاء نفسه بالنسبة لي كقائد بأن الموضوع ليس محل تساؤل .

وتابع: عندما لا يوجد خيار آخر فإننا ملزمون بتنفيذ ما يتوجب فعله من أجل إعادتهم إلى البيت وما سيدور حولها من أسئلة.. هذه ليست مسألة أمنية فقط ونحن نعرف كيف نتعامل معها وإنما هي مسألة ثقة وتكافل متبادل .

وقال: إنه مع الأخذ بالحسبان أن الصفقة لا تشكل تهديدًا على الدولة فإنه ينبغي على مقاتلينا أن يعلموا بأن قائدهم سيفعل كل شيء من أجل إعادتهم إذا حصل لهم شيء، وهذه قيمة هامة جدًّا ولا تأتي على حساب أمن الدولة .

وترجع عملية أسر شاليط إلى فجر 25 يونيو 2006 عندما استهدفت عملية نوعية قوة إسرائيلية مدرعة من لواء جفعاتي كانت ترابط ليلاً في موقع كرم سالم العسكري التابع للجيش الإسرائيلي على الحدود بين مدينة رفح الفلسطينية و إسرائيل .

وبحسب الصحيفة، فقد اندلعت مشادة كلامية خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الذي تم خلاله إقرار الصفقة بين رئيس الشاباك الذي أوصى أمام الوزراء بتأييد الصفقة والوزير عوزي لانداو الذي عارض الصفقة، وقال الأخير للأول: أنت موظف حكومي ومهمتك لا تتضمن التوصية ويفترض أن تطرح حقائق .

ورد باردو على لانداو بالقول: إنه في موضوع كهذا، إذا لم أطرح توصية أمامكم فإني سأستقيل، والحكومة تقرر لكن نحن يجب أن نطرح موقفنا كتوصية .

ونقلت الصحيفة عن وزراء قولهم: إن أقوال باردو وباقي قادة الأجهزة الأمنية، وخصوصًا تلك المتعلقة بقدرة إسرائيل على مواجهة تحرير الأسرى واحتمال عودة قسم منهم إلى العمل المسلح، أقنعتهم بشكل نهائي بأن هذه أفضل صفقة بإمكان إسرائيل تحقيقها وأنه يجب تأييدها.

يذكر أن الاتفاق الذي أبرم أخيرًا برعاية مصرية جاء بعد فشل مفاوضات غير مباشرة في السابق بين إسرائيل وحركة حماس ، وكان الاتفاق قاب قوسين أو أدنى خلال مفاوضات جرت في السنوات السابقة إلا أنه لم يتم تتويجها بالاتفاق إلى أن أعلن أخيرًا عن التوصل لاتفاق بموجبه ستقوم إسرائيل بالإفراج عن 1027 أسيرًا فلسطينيًّا بسجون الاحتلال.