"محلب" يحج في السعودية ويصلي العيد بمصر.. وهذه أسباب صحة حجته!



مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي: محلب طالع بدورين

رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا: محلب حجته صحيحة ولكن يجبر بدم

فوجئ المصريون بوجود وزير الداخلية ورئيس الوزراء إبراهيم محلب ضمن صفوف المصلين الحاضرين صلاة العيد مع عبد الفتاح السيسي بمسجد السيدة صفية بمصر الجديدة، وذلك رغم ما أعلن وتداول عن قيامهم بأداء مناسك الحج هذا العام، وأثار ذلك جدلًا واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك و تويتر ، لأنهما كانا يؤديان فريضة الحج، مساء الجمعة، ما جعل النشطاء يتساءلون عن مدى صحة حجهما لتركهما باقي واجبات الحج من رمي الجمرات والمبيت بالمزدلفة، وطواف الوداع، وغيرها ، وأخذ آخرون يتهمون الإعلام بالكذب والتطبيل.

وأدان إسلام يحيى، الإعلام المصري واتهمه بالتضليل، حيث إنه قام بنشر خبرين بتواجد محلب في بلدين مختلفين، متسائلا: كيف يقوم محلب بالحج يوم الجمعة وبعدها يقوم بصلاة العيد بجانب الرئيس السيسي صباح السبت، ساخرًا، عبر حسابه الخاص لموقع فيس بوك ، سبحان الله بعد أربع ساعات.. الإعلام المصري نقل محلب من السعودية للقاهرة، ده حقيقي ولا محلب قايم بدورين .

وسخر وليد زين، من الموقف، قائلًا: عاوز أحج زي محلب ومحمد إبراهيم ، متسائلا عن كيفية وجودهما أمس بالسعودية لأداء مناسك الحج، واليوم نجدهم في صلاة العيد بجانب السيسي.

فيما قالت ناهد محمد، إن الموقفين ليسوا بحاجة لشرح، حيث أن محلب قام بأداء مناسك الحج ورجع إلى القاهرة وقام بالصلاة مع الرئيس، وقام بإنابة أحد لكي يقوم برمي الجمرات نيابة عنه وهذا قد أجازته دار الإفتاء.

وبحسب دار الإفتاء المصرية واللجنة الدائمة للفتوى بالمملكة العربية السعودية، تنقسم أعمال الحج إلى أركان يجب الإتيان بها جميعاً، ولا يصح الحج بترك شيء منها، ولا يقوم غيرها مقامها، وإلى واجبات يصح الحج بترك شيء منها ويجبر المتروك بدم، وإلى سنن ومستحبات يكمل بها أجر الحاج.

وأما الأركان التي يجب الإتيان بها ولا يصح الحج بدونها، الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، وبحسب دار الإفتاء فإن الأركان السالف ذكرها لا يصح الحج بدونها، ولا يجبر ترك شيء منها بدم ولا بغيره، بل لا بد من فعلها، كما أن الترتيب في فعل هذه الأركان شرط لا بد منه لصحتها، فيُشترط تقديم الإحرام عليها جميعاً، وتقديم وقوف عرفة على طواف الإفاضة، إضافة إلى الإتيان بالسعي بعد طواف صحيح عند جمهور أهل العلم.

وأما واجبات الحج التي يصح بدونها، يكون الإحرام من الميقات المعتبر شرعًا، والوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهارًا، والمبيت بمزدلفة ليلة النحر واجب عند أكثر أهل العلم، المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، رمي الجمرات، الحلق أو التقصير، طواف الوداع.

وقالت دار الإفتاء واللجنة الدائمة، إن هذه الواجبات يصح الحج بترك شيء منها ويجبر المتروك بدم (شاة أو سُبْع بدنة أو سبع بقرة) تُذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: (من نسي من نسكه شيئًا أو تركه فليهرق دمًا) .

وأدى محلب واللواء محمد إبراهيم أركان الحج من إحرام والوقوف بعرفة وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، مما يجعل حجهما صحيحًا، بحسب ما ذكرته دار الإفتاء واللجنة الدائمة للفتوى بالسعودية، أما تركهما للواجبات من طواف الوداع ورمي الجمرات، فعليهما بذبح أضحية ، لتوزيعها على فقراء مكة.

فيما علق الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، على عودة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، من الحج وأداء صلاة عيد الأضحى برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسى، قائلاً: إن أركان الحج؛ الوقوف بعرفة وطواف الإفاضة والسعي ، مؤكداً في تصريحه الخاص لـ الفجر ، أنه إذا غاب أحدهم بطل الحج، وما عدا ذلك من مناسك الحج فيجوز للحاج أن يجبرها بدم.

وأشار إلى أنه يجوز رمي الجمرات بالإنابة، ولكن يجبر بدم وترك المبيت بمزدلفة يجبر أيضا بدم ولكن لم يبطل الحج، مؤكدا أن يكون الذبح بمكة، وإنه قد ينوب أحد بالذبح نيابة عنه، لافتاً إلى أن محلب على الأرجح قد رجع للوطن بعدما وقف بعرفة أمس، ثم طاف طواف الإفاضة صبيحة السبت بعد صلاة الفجر.