خبير عسكرى: مؤتمر إعمار غزة دلالة على ضعف القدرة الأمريكية فى دعم البلطجة الإسرائيلية

أخبار مصر



عقب اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى وعضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن على الكلمات التى القاها الرئيسان المصرى والفلسطينى منذ قليل خلال افتتاح مؤتمر اعمار غزة، قائلا: أن انعقاد مثل هذا المؤتمر فى القاهرة دلالة قوية على مكانة مصر الاقليمية وضلوعها فى ادوار فاعلة فى المجتمع الدولى خاصة فى اطار القضايا الحيوية لدائرتها الأم الدائرة العربية كشقيقة كبرى على الرغم من المحاولات الفاشلة لصغار الدول والميليشيات التى حاولت أن تقفز على الدور المصرى .

واضاف الغباشى فى تصريحات خاصة للفجر : أن المتغيرات التى طرأت على النظام الدولى تلقى بظلالها على النفوذ الأمريكى حيث لم تعد الولايات المتحدة تستطيع ممارسة هيمنتها على الخريطة الدولية كما اعتادت لحوالى ربع قرن من الزمان على خلفية انهيار الاتحاد السوفيتى وانحسار القوى الدولية فى القوة الأمريكية فقط ، مشيرا إلى تنامى اقطاب وتكتلات اقتصادية وسياسية على الساحة الدولية على رأسها روسيا والصين خصمت كثيرا من النفوذ الأمريكى الأمر الذى له تداعيات عميقة على القدرة الأمريكة فى دعم البلطجة الإسرائيلية المعتادة التى لم يعد المجتمع الدولى يتحملها.

وتابع الغباشى: من ناحية أخرى القت تنامى الظاهرة الإرهابية بظلالها أيضا على المجتمع الدولى حيث مثلت الأعمال الاجرامية التى يقوم بها تنظيم داعش الإرهابى دافعية للمجتمع الدولى من اجل بذل المزيد من الجهد لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية بيت الداء الذى يتمخض عنه اسباب التوتر فى المنطقة وباتت العديد من الدول الأوروبية اكثر ادراكا لخطورة غض الطرف عن الممارسات الأمريكية والإسرائيلية التى لا تمثل فقط عدوانا على القانون الدولى الإنسانى والحقوق المشروعة للشعل الفلسطينى وإنما أيضا تعصف بالقانون الدولى وبالشرعية الدولية وبالمؤسسات الأممية التى من المفترض أن يحتكم إليها الجميع من اجل عالم اكثر استقرارا وعدالة , موضحا أن عددا من الدول ذات الثقل الدولى والاقليمى باتت ضالعة فى ادوار اكثر فاعلية لتقويض العدوان الأمريكى على القرارات الأممية والقانون الدولى الأمر الذى يقلم اظافر الولايات المتحدة وإسرائيل فى ممارساتهما العدوانية تجاه الشعب الفلسطينى .

واوضح: لهذا المؤتمر دلالة قوية على تكريس فكرة الدولة الفلسطينية بعيدا عن محاولات تمزيق وحدة الصف الفلسطينى حيث أن السلطة الفلسطينية ممثلة فى حكومة الوفاق الوطنى هى المعنية بادارة الأموال وملف اعمار غزة بالشكل الذى يقطع الطريق على محاولات ميليشيات حماس الإرهابية لاعاقة هذا الملف كما حدث سابقا منذ بضعة أعوام عقب العدوان الإسرائيلى على غزة المعروف باسم الرصاص المصبوب ، مشيرا إلى الدور الوطنى الذى لعبته مصر فى تكريس فكرة الدولة الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى بعيدا عن المناخ الميليشيوى الذى حاولت الدول الراعية للإرهاب وهى قطر وتركيا دفع فلسطين له.

وعن دور حماس، اكد الغباشى، أن الدول الراعية لجماعة حماس الإرهابية وهى قطر وتركيا فى حالة انكماش عقب فشلهما فى القفز على الدور المصرى علاوة على افتضاح الدور غير البرئ الذى تقوم به حماس امام الداخل الفلسطينى والوطن العربى والذى خصم كثيرا من القضية الفلسطينية وبالتالى فإن حماس وإن كانت ترغب فى اعاقة عملية الاعمار كما حدث سابقا الا أنها غير قادرة الآن وهى فى حالة انكماش وانزواء لأن الواقع الدولى لا يسير لصالحها وهى فى حالة هدنة وتحاول اعادة تقييم الموقف وتتحين اللحظة المناسبة لها للانقضاض مجددا على المشهد الفلسطينى .

وعن دور مملكة النرويج الشريك المصرى فى عقد ذلك المؤتمر اكد الغباشى أن النرويج تتسم بسياسة معتدلة ومستقلة واكثر انصافا للقضية الفلسطينية وكان لها دور كبير فى توقيع الاتفاق بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى فى بداية التسعينات المعروف باسم اتفاق اسلو .

واختتم الغباشى حديثه قائلا : لقد جاء الوقت المناسب ليتخذ المجتمع الدولى خطوات فاعلة لردع البلطجة الأمريكية وانفاذ قرارات الأمم المتحدة والرباعية الدولية كمرجعية وحيدة للقضية الفلسطينية والتى لا غنى عنها وهى اقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونية 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتى باتت املا يسهل تحقيقه الآن.