بالفيديو ...بعد مرور 60 عام على حادث "المنشية" الإخوان تعترف أنها الجاني



رحاب جمعه


المتهم الثالث : محاولة اغتيال عبد الناصر جريمة عمري التي شوهت تاريخي السياسي

إبراهيم الطيب : الإخوان كانت تخطط للاستيلاء على الحكم بمساعدة نجيب

حادثة المنشية كما عُرفت هي حادثة إطلاق النار على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في 26 أكتوبر 1954 أثناء إلقائه خطاب في ميدان المنشية بالإسكندرية، وتعد تلك الحادثة من الأحداث التي ما زالت تثير الجدل نظراً لوقوعها في وقت حرج من تاريخ مصر الحديث، حيث كانت البلاد تتلمس طريقها لتثبيت أقدامها في الخريطة السياسية العربية والدولية بعد الإطاحة بالملكية وتأسيس الجمهورية المصرية.

وتوجد روايتان للحادثة، الرواية الأولى تتهم فيها جماعة الإخوان المسلمين بتدبير الحادث للتخلص من جمال عبد الناصر الرجل الأقوى في النظام المصري آنذاك، وفي ذات الرواية تنفي جماعة الإخوان الاتهام عن نفسها وتتهم النظام بتدبير الحادث لإزاحتها عن المشهد السياسي المصري.

وبعد عشرات السنين من وقوع الحادثة، أعترف عدد كبير من جماعة الإخوان بارتكابهم وتدبيرهم لاغتيال عبد الناصر، وكان من بين هؤلاء المعترفين، المتهم الثالث في القضية خليفة عطوة الذي أكد أنهم فعلاً حاولوا قتل عبد الناصر وليس كما يقول البعض أن الحادثة ملفقة، موضحاً أن هذا الحادث جريمة قد تسببت في تشويه تاريخه السياسي .

فاعترف المتهم الثالث أنه عقب اغتيال البنا ضعفت الجماعة وانضمت وقتها للفدائيين تحت قيادة اللواء صالح حرب شقيق طلعت باشا حرب لمقاومة الإنجليز، حيث اعتمد في بادئ الأمر على أبناء محافظة الشرقية حيث أصوله، وأشار المتهم إلى أنه عند التحاقه بالجامعة تم استقطابه وإقناعه بأن عبد الناصر خائن بسبب معاهدة الجلاء، موضحاً أن فكرة اغتياله تكونت في ذلك الوقت .

وتابع أنه مع توقيع الاتفاقية تم تكليف مجموعة من الجهاز السري للجماعة من البعض من الأشخاص وهم عطوة وهنداوي دوير، الذى كان يعمل محامياً و محمد النصيري، الطالب بكلية الحقوق، وأنور حافظ محمد، الطالب بكلية التجارة، وأيضاً محمود عبداللطيف، والذى كان يجيد إطلاق الرصاص، وكان بحوزته قطعتا سلاح خشية تعطل إحداهما لأى أسباب، وإبراهيم الطيب .

وأشار إلى أن محمد النصيري ارتدى حزاماً ناسفاً للهجوم على ناصر حال فشل مهمة عبداللطيف، وارتدى عطوة وحافظ ملابس الحرس الوطنى وبينما كان عبداللطيف يستعد لتصويب مسدسه ناحية ناصر بعد أن تمكن من الوقوف أعلى تمثال سعد زغلول، موضحاً أن وقت إطلاق الرصاص كان فيه جمال منفعلاً ويرفع يده اليسرى وكانت تلك اللحظة لإطلاق الإشارة حتى تستقر الرصاصة في صدره.

وأكد أن القدر وقف مع ناصر أثناء وضعه قلم حبر من ماركة تروبل بحبر أحمر لتصيب الرصاصة القلم لتمر بين كتفي جمال سالم وعبدالحكيم عامر لتصيب أحمد بدر، سكرتير هيئة تحرير الإسكندرية.

فيما اعترف إبراهيم الطيب، بأن حسن الهضيبي المرشد العام للإخوان وفي بعض الأحوال عبدالقادر عودة أو صلاح شادي كانوا صلة الاتصال السري بين الإخوان واللواء محمد نجيب، فقد اعترف بأن المجلس العالي للجهاز السري هو الذي وضع خطة الاغتيالات والانقلاب، وأن هذه الخطة لا علاقة لها باتفاقية الجلاء، وإنما وضعت للتخلص من النظام الحاكم، وأن المرشد العام حسن الهضيبي أقر هذه الخطة وصدق عليها.

وقال الطيب : لقد كنت مستمراً في تنظيم باقي الإخوان الذين لم يعتقلوا، وكنت أبذل محاولة نهائية لتنفيذ خطة الانقلاب، وكانت الخطة تتلخص في إعداد الإخوان وتعبئتهم وتدريبهم، والقيام بحوادث اغتيالات للجهاز الحكومي كله من رئيس الوزراء جمال عبدالناصر إلى كل معاونيه وعدد من ضباط الجيش، وقد تقرر في الخطة أن نقتل جمال عبدالناصر بأي شكل في منزله أو في مكتبه أو في الشارع، لأننا كنا نعتبره المسؤول عن الجهاز الحكومي .

وتابع : كنا نرتب بعد اغتيال عبدالناصر نقوم بحركة شعبية ومسلحة، وأن يتم تأمين الجيش بواسطة محمد نجيب، وفي الوقت نفسه يقوم الإخوان بمظاهرات شعبية مسلحة، ومن أجل هذا جمعنا السلاح لاستعماله في هذه المظاهرات، وقد أبلغت يوسف طلعت هذه الخطة وأبلغني أن المجلس العالي هو الذي وضعها، وأنه عرضها على المرشد العام الهضيبي فصدّق عليها، وكان المتفق عليه بعد الاغتيالات وقيام المظاهرات المسلحة أن يتولى محمد نجيب تأمين الثورة الجديدة، وإلقاء بيان للتهدئة، فإذا حصلت مقاومة بعد ذلك تحدث اغتيالات جديدة .