خبير عسكري: تونس معرضة لموجة "إرهابية"

أخبار مصر



قال اللواء محمد الغباشى الخبير العسكري وعضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن، معقبا على نتائج الانتخابات بتونس، أن الخسارة السياسة الكبيرة لحزب النهضة قد تدفعه إلى ارتكاب أعمال إجرامية انتقاما من الشعب التونسى الذى لم ينتخبهم على اعتبار أن كل التنظيمات الـتى تنضوي تحت لواء الإخوان تتبنى عقيدة حمل السلاح واستباحة الدماء وستدافع عن السلطة بأي ثمن، ولن تقبل الخروج من المشهد السياسى بسهولة.

وأضاف الغباشى فى تصريحات خاصة للفجر أن انهيار حزب الحرية والعدالة فى مصر سيكون له تداعيات عميقة التأثير سلبيا على منظومة الفكر الإخواني على مستوى العالم، موضحا أن الثورة الشعبية فى مصر 30 يونيو، والتى أطاحت بالنظام الإخوانى ستكون مقدمة لسقوط الأنظمة الإخوانية فى كل دول المنطقة، وذلك على اعتبار مكانة مصر التى تعد مركز الثقل فى المنطقة .

وحول النظام التركى الراعي والداعم الرئيسى للأحزاب الإخوانية، اكد الغباشى أن الرئيس التركى يواجه مشاكل خارجية وداخلية كبيرة ستؤثر على وضعه، عاجلا أو آجلا خاصة عقب فشل السياسات الخارجية التركية والتى تجلت فى أوضح صورها فى انسحاب الوفود الدبلوماسية خلال إلقاء اردوغان كلمة تركيا فى الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة علاوة على خسارة تركيا أمام أسبانيا فى انتخابات المقاعد غير الدائمة فى مجلس الأمن مؤخرا، وذلك على خلفية افتضاح أمر دعم تركيا لتنظيم داعش الإرهابى وقيامها بدور الوسيط لبيع النفط العراقى، والسورى المسروق ، الأمر الذي يعصف بأهم المبادئ التى بنيت عليها إستراتيجية حزب العدالة والتنمية التركى وهى صفر مشاكل خارجية، مضيفا أن المشاكل الداخلية تتنامى خاصة بعد قرار النائب العام بإغلاق ملف الفساد المتورط فيه نجلا اردوغان وبعض المقربين من الرئاسة والتي أثارت غضبا واسع النطاق بخلاف المشاكل المثارة بسبب الأكراد ، مؤكدا على أن كل هذه العوامل إضافة إلى انهيار الأنظمة الإخوانية فى مصر وتونس سيكون لها تداعيات عميقة على النظام التركي .

وعن انعكاسات انهيار الأنظمة الإخوانية فى مصر وتونس، أكد الغباشى أن أمريكا تعانى مرحلة تراجع وأفول على المستوى السياسي والاقتصادي، كما أن التطورات التى طرأت على النظام الدولي، والتى جنحت بالمجتمع الدولى إلى النمط التعددى قد خصم كثيرا من النفوذ الأمريكى، وأطاح بالهيمنة الأمريكية، موضحا أن الولايات المتحدة عملت على تصعيد الإخوان إلى سدة الحكم لمجموعة من الأهداف على رأسها إثارة الصراعات البينية عرقيا ودينيا من أجل تدوير الآلة العسكرية التى تدور الآلة الاقتصاية مما يعود بالأموال الطائلة على الخزانة الأمريكية ويزيد من نفوذها الذي أكدت مراكز الأبحاث الأمريكية أنه فى حالة تراجع أمام تنامى النفوذ الروس والصيني، موضحا أن انهيار الأنظمة الإخوانية فى مصر وتونس سيعصف بالمحاولات الأمريكية للتصدي إلى عوامل تراجع نفوذها وسيزيد من ضعفها خاصة فى إطار فشل الإدارة الأمريكية فى إيجاد تصور للمنطقة عقب التطورات المتلاحقة فى المنطقة مما إربك القرار الأمريكي .

واختتم الغباشى حديثه قائلا : سقوط حزب النهضة الإخوانى فى تونس سيكون له انعكاسات ايجابية على الأمن القومى المصرى وسيجعل الحدود الغربية اقل توترا، ومن ناحية أخرى من المتوقع أن يكون النظام الجديد فى تونس اكثر انسجاما مع الدولة المصرية خاصة فيما يتعلق بالتنسيق لمجابهة الإرهاب الذى ينتشر فى ليبيا ويؤثر سلبا عل دول الجوار، كما يجب على الدولة المصرية التنسيق مع اللواء خليفة حفتر قائد عملية كرامة ليبيا ضد الإرهابيين، وتكوين جبهة مشتركة بين مصر وليبيا وتونس الجديدة والجزائر لمحاصرة الجماعات الإرهابية .