الدفاع الأمريكية ترد على كشف "قاتل بن لادن"

عربي ودولي



قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، إن على جميع العسكريين المشاركين في الوحدات العسكرية وكذلك الأفراد، الالتزام بـ«اتفاقيات الكتمان» والامتناع عن الحديث في تفاصيل العمليات العسكرية، والحرص على بقائها «سرية»، وذلك بعد أن كشف ضابط بحري أميركي سابق عن بعض التفاصيل عن حادثة اغتيال زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.

وتضارب الأنباء في وسائل الإعلام الدولية، عن هوية الشخص الذي قتل بن لادن، إبان الهجوم الذي نفذته فرقة الكوماندوز الأميركية، في مخبأ بن لادن بآبوت آباد في باكستان.

وكان الأميركي روبرت أونيل، الضابط في البحرية الأميركية سابقا، صرح بمشاركته في الهجوم على مخبأ بن لادن، وإطلاق النار عليه، وأرداه قتيلا، وذلك خلال فيلم وثائقي من جزأين، عرض على شبكة فوكس نيوز الأميركية بشكل حصري، خلال الأيام الماضية، إذ روى تفاصيل العملية، وتمكنه من الوصول إلى غرفة نوم بن لادن.

وأكدت إيمي ديريك فروست، الناطقة باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» لـ«الشرق الأوسط»، أنه من الأهمية بإمكان بالنسبة لجميع العسكريين السابقين الالتزام بتوقيعهم على «اتفاقيات الكتمان»، عندما يودون المناقشة العلنية، عن المعلومات السرية أو الحساسة، أو الكشف عن جوانب نشاطهم إبان خدمتهم العسكرية الفعلية، على صعيدي العمليات والمنجزات. وقالت فروست، إن العملية العسكرية التي نفذتها وحدات القوات الأميركية، والتفاصيل العائدة إليها، التي يشارك فيها الضباط والأفراد، يجب أن تبقى «سرية» لسنوات.

ويقول خبراء دوليون، إن الرواية الرسمية لتفاصيل عملية اغتيال بن لادن، لن تكشف عنها السلطات الأميركية لعدة سنوات، حيث لا تزال هوية القاتل الحقيقي لزعيم القاعدة السابق، غير مؤكدة.

وجاء في التفاصيل التي رواها، العسكري السابق في البحرية الأميركية، أونيل تناقضات مع تصريحات مصدر مقرب من عضو آخر في فريق النخبة، حيث قال إن عضو الفريق أبلغه أن الرصاصة المميتة أطلقها واحد من رجلين آخرين دخلا غرفة نوم بن لادن قبل أونيل، ورفض المصدر الكشف عن هويته لوسائل الإعلام. من جانبها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» أن أونيل لم ينف تعرض بن لادن لإطلاق نار من عنصرين آخرين، أحدهم مات بيونست مؤلف كتاب «ليس يوما سهلا» عن الهجوم، ولكن أونيل زعم بأنه صاحب الرصاصة المميتة.

ورفض مات بيونست الإدلاء بأي معلومات أخرى لشبكة «إن بي سي» الأميركية الأسبوع الماضي حول قاتل بن لادن، فقال: «أيا كان ما يقوله أونيل، فإنني لا أريد التطرق إلى ذلك».

وكانت مجلة «أسكواير» نشرت العام الماضي مقابلة مع عضو بالعمليات الخاصة لم يكشف عن اسمه، الذي قال إن أونيل ادعى أنه أطلق النار على بن لادن، وشككت وسائل الإعلام بالرواية بعدها حالا.

وأقر روبرت لوسكين، محامي بيونست الأسبوع الماضي بأن بيونست تعرض لبعض الوقت لتحقيق جنائي من قبل هيئة التحقيق الجنائي التابعة للقوات البحرية ومن وزارة العدل عن خرق محتمل لقانون تجسس أميركي لأنه لم يطلب تصريحا رسميا قبل نشر كتابه.

وكانت قيادة القوات الخاصة بالبحرية الأميركية، قالت لوكالة أسوشييتد برس الأميركية، إنها تدين كل من يسعى إلى الشهرة والثروة من خلال الكشف عن تفاصيل مهام سرية واعتبروا أن ما قام به الأميركي روبرت أونيل، ومات بيونسيت، يعرض حياة زملائهم للخطر.

وظهر الجندي أونيل بوثائقي عبر جزأين عرضته حصريا «فوكس نيوز» ليشرح التفاصيل التاريخية للغارة التي قتل فيها أسامة بن لادن، وتحدث أونيل عن رحلته من عامل توصيل بيتزا في بوتي، بولاية مونتانا، إلى انضمامه لفريق النخبة السادسة بالبحرية الأميركية، وهي المجموعة التي نفذت أيضا عملية إنقاذ الكابتن الأميركي ريتشارد فيليبس من القراصنة في الصومال.

وعن مقتل أسامة بن لادن، قال أونيل: «ما زلت أحاول معرفة إذا كان ذلك أفضل شيء فعلته في حياتي، أم أسوأ ما قمت به في أي وقت مضى»، وفي سؤال حول عمليات التدريب للعملية، أجاب أونيل: «كلما تدربنا على المداهمة، كلما أيقنت أنها مهمة من دون خط رجعة».

ويؤكد أونيل أنه كان الوجه الأخير الذي رآه بن لادن قبل الرصاصة التي قتلته. وعلى خلفية ذلك، سارع متطرفون إلى توجيه تهديدات بالقتل ضد الجندي الأميركي، بحسب موقع سايت الأميركي لمراقبة المواقع ووسائل الإعلام التي تستخدمها تنظيمات متطرفة.

وقال موقع سايت، إنه جرى رصد صور شخصية، لأونيل مرفقة برسائل باللغتين العربية والإنجليزية، تدعو إلى الانتقام لمقتل زعيم «القاعدة»، نشرت على «تويتر» ومنتدى المنبر الذي يستخدمه هؤلاء المتطرفون، حيث كتب أحدهم وهو مجهول الهوية، باللغة العربية: «سنرسل إلى الذئاب المتوحدة صورة روبرت أونيل الذي قتل أسامة بن لادن».