تباين في آراء القوى السياسية حول المبادرة السعودية .. ويؤكدون: ممارسات "قطر" سوف تحسم موقفنا



هند خليفة

نافعة: المبادرة أشعرتني أننا خدم ننصاع لأوامر مجلس التعاون الخليجي والعاهل السعودي

عز العرب: لا أتصور أن حاكم قطر تاب وأناب فجأة .. وخلينا وراء الكداب

سامي: العلاقات سوف تعود شرط توقف الممارسات القطرية ضد مصر

زهران: قطر أصغر من أن تدخل مصر في خصومة معها

عبد المجيد: المبادرة طيبة وجاءت في وقت تداهم فيه الأخطار المنطقة

تباينت ردود الفعل بين القوى السياسية حول مبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، للم الشمل العربي، حيث رأى البعض أن طرحها في الوقت الحالي جيد خاصة في ظل الخطر الذي يداهم الوطن العربي، فيما رأى آخرين أن هذه المبادرة كانت لابد أن تضمن عهود كتابية على الحاكم القطري تؤكد وقفه ممارساته السابقة ودعمه لجماعة الإخوان والإرهاب الذي تحاربه مصر داخلياً.


طريقة عرض المبادرة لا تليق بمصر

أبدى دكتور حسن نافعه- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، اعتراضه على الطريقة التي قدم من خلالها العاهل السعودي الدعوة لمصر للتصالح مع قطر، مؤكداً أنها طريقة غير كريمة لا تليق بالدولة المصرية.

وأضاف نافعة، في تصريح خاص لـ الفجر ، أن الطريقة الأفضل لتقديم هذه المبادرة تكون من خلال الترويج لها اعلامياً أولاً، وارسال مبعوث شخصي لخادم الحرمين الشريفين للجلوس مع الرئيس السيسي ، على أن يتم الاتفاق على ما يتعين على الطرفين أن يفعلوه، وعلى كل طرف قبوله أو رفضه، ليعلن بعدها أنه حدث توافق بين البلدين.

متابعاً: طريقة توجيه النداء عبر الصحف وأن يرد الرئيس السيسي عليها بأنه قبلها بنفس الطريقة، ليست جيده، ولابد أن نعرف ماذا عرض العاهل السعودي وبماذا قبل السيسي .

وشدد نافعة، على ضرورة أن تكون الأمور واضحة أمام الرأي العام ليتضح له على ماذا وافق الرئيس، معبراً عن ترحيبه بلم الشمل وسد الفجوة بين المواقف المحتده على مستوى الدول والشعوب، شرط أن تكون بطرق كريمة وصحيحة للتعامل وتحفظ كرامة الدول.

واستطرد: ما يؤذي مشاعري أننا نبدو خدم ننصاع لتعليمات مجلس التعاون الخليجي أو خادم الحرمين الشريفين ومصر تستحق أكثر من هذا .

أفلحوا إن صدقوا

وتمنى أحمد عز العرب- نائب رئيس حزب الوفد ، أن يصدق الحاكم القطري اذا كان قد قدم وعود لمجلس التعاون الخليجي بالامتناع عن تمويل الإرهاب والتوقف عن معاداة مصر، مشدداً على أنه لابد من أن تكون الوعود كتابية.

وأكد عز العرب في تصريح خاص لـ الفجر ، أن الشعب المصري لن يتقبل هذه المبادرة إلا بعد أن تثبت له الأيام عكس ما كان يرتكبه الحاكم القطري في حق مصر،مستطرداً : لا أتصور أن رجل مثله ارتكب كل هذه الجرائم طوال هذه المده تاب وأناب فجأة إنما خلينا ورا الكداب، وأفلح ان صدق .

المباردة ستنجح شرط وقف ثلالثة ممارسات لقطر

وقال محمد سامي- رئيس حزب الكرامة ، أنه يتصور أن الرئيس السيسي وافق على تلك المبادرة رهنا للمارسات المستقبلية لقطر، لأن العبرة تكون بما هو آتي، لافتاً إلى أن هناك ثلاثة ممارسات لقطر اذا توقفت عنها ستعود العلاقات مرة أخرى وتنجح هذه المبادرة.

وأوضح سامي، في تصريح خاص لـ الفجر ، أن هذه الممارسات السلبية لقطرتتمثل في ما تؤديه قناة الجزيرة من هجوم على مصر وتشويه للحقائق، بالإضافة إلى تمويل الأعمال الإرهابية للإخوان ومن هم على شاكلتهم، وتبني المواقف الرسمية التي تعتبر أن ما حدث في مصر هو إنقلاباً عسكرياً ضد الرئيس السابق محمد مرسي.

وأكد أنه في صف عودة الوئام وأنه كرجل قومي عروبي في صف أي تصالح يؤدي إلى أن تكون قطر شأنها شأن أي بلد بلدان الأمة العربية.

وأضاف: الشعب المصري لديه من الذكاء ما يجعله ينتظر أن يكون هناك عدول عن الممارسات التي اعتبرها عدائية، واذا توقفت قطر عنها اعتقد انه سوف يكون لديه استعداد للتسامح وقبول اعادة النظر في موقفهم من قطر .

عيب مصر تكون في خصومة مع قطر

رأى دكتور فريد زهران- نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي ، أن مصر أكبر بكثير من أن تقع في خصومة مع دولة قطر، لأنها دولة صغيرة، وأن مصر أكبر بكثير من ذلك، موضحاً أن تلخيص ما حدث هو أن بعض حكام قطر التي وصفها بـ الشقيقه الصغرى كانوا قد اخطأوا في حق الشعب المصري، والآن تراجعوا عن هذا الموضوع، وأن مصر بصفتها الشقيقة الكبرى يجب أن تتسامح مع هذه الأخطاء والتجاوزات.

وأكد زهران، في تصريح خاص لـ الفجر ، أن الشعب المصري حريص كل الحرص على وجود علاقات طيبة ووثيقة مع الشعوب العربية كلها، مشيراً إلى أن ما كان يصبه بعض الأبواق الإعلامية من هجوم طوال الوقت على قطر حكومة وشعباً هو أمر غير منطقي، وأن مصر عليها أن تكون فعلا الشقيقة الكبرى التي تسامح، متابعاً بسخرية : المفروض مصر تدخل في خصومة مع ناس أدها .

وعبر عن انزعاجه الشديد لما يحدث بين البلدين، مستطرداً : عيب نصور دولة في حجم مصر أنها في خصومة مع قطر ، ومشيراً إلى أن وسائل الإعلام كانت تحاول تصوير الأمر أننا فى خنائه، وأن بعض الإعلاميات قالت أن قطر تعتمد على | الدعاره ، مناشداً الرئيس السيسي بوقف ما يحدث ومتابعاً : لازم حد كبير في البلد يطلع يقول عيب واقفوا هذا الهزيان .

وطالب زهران، الجميع أن يتحلوا بالصبر وأن يدركوا أن شعوب المنطقة باقية، والحكام يتغيرون، مؤكداً أنه لابد أن لا نتورط في الهجوم على أي دولة وأن الخلاف بين الحكام ليس معناه خلافاً بين الشعوب.

مبادرة طيبة في وقت خطر

وعبر وحيد عبدالمجيد- عن ترحيبه بالمبادرة، واصفها بالإيجابية والطيبة لأنها جاءت في وقت تداهم فيه الأخطار المنطقة، وهو ما يتطلب معالجة الخلافات العربية كلها وليس خلافاً واحداً فقط.

وأشار عبد المجيد في تصريح خاص لـ الفجر ، إلى أن تجربتنا مع المبادرات التي تستهدف مصالحات عربية على مدى نصف قرن تدل أنه دائما هناك مسافة بين الرغبة الطيبة المتضمنة في المبادرة وبين تعقيدات الواقع وتراكماته السلبية، لافتاً إلى أن ما نجح منها لا يكاد يكون اثنين او ثلاثة فقط.