تفاصيل اليوم الثاني لجولة الرئيس الأوربية

أخبار مصر



قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي عقد عدة لقاءات خلال اليوم الثانى لزيارته لروما، حيث استقبل فابريزيو سيشيتو ، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإيطالي، واستعرض معه التطورات السياسية التي تشهدها مصر فى ضوء إنجاز استحقاقين رئيسيين من خارطة المستقبل وهما إقرار الدستور والانتخابات الرئاسية.

كما وجه الدعوة إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الايطالي لزيارة مصر عقب انتخاب مجلس الشعب المصري الجديد في الربع الأول من عام 2015، لتدعيم أواصر الصداقة والتعاون بين المجلسين، وهو ما رحب به سيشيتو.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس عقد بعد ذلك اجتماعين مع البرازيلي جوزيه جرازيانو دا سيلفا، مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والأمريكية إرثرين كوزين، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، في حضور سامح شكري، وزير الخارجية، والدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية، والسفير عمرو حلمى، سفير مصر فى روما والمعتمد لدى كلتا المنظمتين الدوليتين.

وقال المتحدث الرسمي إن الرئيس أوضح، خلال لقائه مع مدير عام منظمة الفاو، أن مصر تولي اهتماما خاصا بالقطاع الزراعي كونه أحد المقومات الرئيسية لنمو الاقتصاد، ومن ثم تتطلع لتحقيق التنمية الزراعية والأمن الغذائي، واللذين من شأنهما الارتقاء بمستوي المواطن المصري البسيط من خلال توفير المواد الغذائية السليمة والصحية بأسعار مناسبة.

ورحب الرئيس بالتعاون القائم بين مصر والمنظمة، ولا سيما الدعم الذى تقدمه في وضع السياسات المتعلقة بتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية، ودعا المنظمة للقيام بدور محوري في دعم عملية تنفيذ أولويات الإستراتيجية الزراعية المستدامة، بالإضافة إلى زيادة عدد المشروعات التي تنفذها المنظمة في مصر مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ولاسيما برامج تطوير نظم الرى والصرف وتحسين جودة المحاصيل، والتعاون في مجال الاستزراع السمكي.

ومن جانبه أشاد مدير عام منظمة الفاو بالتعاون مع الحكومة المصرية، واستعرض المشروعات التى نفذتها المنظمة خلال الفترة الماضية فى مجالات الصحة الحيوانية ومكافحة مرض أنفلونزا الطيور وتحسين التغذية، بالإضافة إلى إصلاح وتطوير نظم الري في إطار مبادرة المنظمة حول ندرة المياه في الشرق الأدنى، وأنه يعتزم العمل على زيادة التعاون في الفترة القادمة.

وخلال اللقاء بحث المجتمعون عددا من مقترحات التعاون، حيث طرح وزير التجارة الداخلية والتموين فكرة إنشاء نظام للمعلومات السوقية للسلع والمحاصيل وربطه بالبورصات السلعية فى مصر، سواء المزمع إنشاؤها محل الشون الترابية، أو فى البورصة السلعية الدولية المرتبطة بالمشروع القومى لإنشاء المركز اللوجيستى العالمى لتخزين الحبوب والغلال والسلع الغذائية فى دمياط، بهدف تمكين المنتِج الزراعى الصغير من الحصول على أفضل عائد نظير انتاجه، من خلال نظام للتفاوض الجماعى يجعل شروط التجارة فى صالحه على حساب الوسطاء، ويساعد هذا المشروع على تفعيل فكرة تداول الحبوب والغلال فى المركز اللوجستى بدمياط، والتى تهدف إلى جعل مصر محوراً من الناحية المادية والتجارية لتجارة السلع الغذائية على المستويين الاقليمى والدولى.

وأبدى مدير عام الفاو اهتماما بهذا الموضوع، موضحا أنه سيقوم بإيفاد بعثة إلى القاهرة، لمناقشة التفاصيل مع المسؤولين المعنيين. كما أعرب عن ترحيبه ببدء تفعيل مذكرة التفاهم المعنية بإقامة تعاون ثلاثي بين مصر والمنظمة في إفريقيا، والتي تم التوقيع عليها على هامش القمة الإفريقية الأخيرة في مالابو.


وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أشاد خلال اجتماعه مع إرثرين كوزين بالمشروعات التى ينفذها برنامج الغذاء العالمى في مصر، خاصة في ضوء تأثيرها الإيجابى والمباشر لتحقيق المساعدة الفئات الأكثر اِحتياجا، خاصة النساء والأطفال.

وأعرب عن تطلع الحكومة المصرية لتعزيز التعاون مع البرنامج وزيادة الموارد المخصصة لمصر، مؤكدا أن توفير مساعدات الإغاثة للمصريين العائدين من ليبيا يعد أحد أولويات الحكومة المصرية فى هذه المرحلة.

وأعرب عن أمله فى بدء تنفيذ برنامج المساعدات الطارئ الذى ساهم مكتب البرنامج فى القاهرة فى إعداده، بهدف تقديم المساعدات الغذائية للمصريين العائدين من ليبيا، ومحاولة إدماجهم فى بعض المشروعات التى يقوم البرنامج بتنفيذها فى مصر.

كما أشاد الرئيس بالنجاحات التى حققها برنامج الغذاء مقابل التعليم وبدوره الهام فى مكافحة ظاهرة التسرب من التعليم، معربا عن التطلع للمضى قدما نحو تحقيق مزيد من التقدم فى هذا البرنامج، وأكد أن هدف الحكومة المصرية في هذا المجال هو إيصال المساعدات الغذائية لطلاب المدارس الحكومية كافة.

وأوضح يوسف أن المدير التنفيذى لبرنامج الغذاء العالمي أشادت بالتعاون القائم مع الحكومة المصرية، مشيرة إلى اعتماد البرنامج على السوق المحلية المصرية في شراء السلع الغذائية التى يوزعها على اللاجئين السوريين، وأنها تعتزم زيادة عدد الأطفال المصريين المستفيدين من برنامج الغذاء مقابل التعليم ، نظرا لأهميته في مكافحة ظاهرة التهرب من التعليم.

وقد تم خلال اللقاء طرح عدة مقترحات للتعاون بين مصر والبرنامج، حيث اقترح وزير التجارة الداخلية والتموين إمكانية استخدام منظومة التموين في مصر لتوصيل الدعم الغذائي المقدم من البرنامج للأشقاء السوريين والفلسطينيين الوافدين من سوريا إلى مصر، لاسيما فى ضوء أهمية استكمال تقديم المساعدات بصورتها الحالية دون الإنقاص من قيمة قسائم الغذاء أو خفض عدد المستفيدين.

وبحسب يوسف، فإنه تم بحث إمكانية الاستفادة من المركز اللوجيستى العالمى في دمياط، والفرص التى سيتيحها البرنامج لتأمين شراء كميات كبيرة من الحبوب والسلع الغذائية، متفاديا بذلك تقلبات الأسعار العالمية للسلع الغذائية فى الأسواق العالمية، كما سيكون بمقدور البرنامج تخزين هذه الكميات فى صوامع وقباب تخزينية حديثة، وإعادة توزيعها على الفئات المتضررة من الجوع داخل مصر وفى دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

ورحبت مديرة البرنامج بالاقتراحين، موضحة أنها ستقوم بإيفاد مسؤولين من البرنامح لبحث كافة التفاصيل الخاصة بهما مع الجانب المصرى.

وكان الدكتور خالد حنفى، وزير التموين والتجارة الداخلية، قد التقى على هامش الزيارة مجموعة من الشركات والمستثمرين الايطاليين الذين أبدوا اهتماما بالتعاون مع مصر بالنسبة لمشروع المركز اللوجستي فى دمياط، ومنهم رئيس البورصة السلعية فى إيطاليا، التى تعد أكبر بورصة فى المنطقة والتى تتمتع بمنظومة فريدة للتبادل الالكترونى يمكن تطبيقها فى مصر، وتم الاتفاق على ترتيب زيارة للقاهرة قريبا لمتابعة المباحثات من أجل اتمام هذا الاتفاق فى أسرع وقت.

كما أجرى الوزير عدة لقاءات مع ممثلي بعض شركات النقل البحري وصناعة السفن والصوامع والتمويل لبحث إمكانية تنفيذ عدد من المشروعات في تلك المجالات.