عودة رموز "مبارك" بين القضاء على أهداف الثورة وتوحد القوى الثورية



ربيع : عودة الحزب الوطني صعبة ولكنها ليست مستحيلة

سلمان: الوطني سيدفع بقيادات الصف الثاني والثالث في الإنتخابات البرلمانية

عفيفي: على قوى ثورة 25 يناير أن تتوحد لمواجهة رموز مبارك

فرج: عودة رموز مبارك تؤكد على ضرورة إصرار القوى السياسية على أهدفها



لكلّ دولة رجالها، تعتمد عليهم في الأوقات العصيبة، وترتكنُ إليهم أوقات الاضطراب، وفي مصر هناك بعض الأفراد المحسوبون على الدولة في كيانها المستقلّ عن الأنظمة.

هناك شخصيات مرت على ثلاثة أنظمة حكم كاملة في مصر، ورغم التغيرات التي دخلت فيها البلاد ورغم إثبات فسادهم إلا أنهم مستمرون رغمًا عن أنف الجميع، البعض منهم عاد ظهوره بعد ثورة يناير 2011، والبعض حوكم بعد الثورة والبعض توفي قبل الثورة بأشهر بسيطة ، وآخرين انتهزوا براءة مبارك كي يعودوا إلى الساحة السياسية .

فبعد ثورة يناير بشكل مباشر اختفى رجال نظام المخلوع مبارك، وسط دعوات من الائتلافات الثورية بالعزل ومطالب بمحاكمة لمن ارتكبوا جرائم سياسية أو فساد اقتصادى، وتم حل الحزب الوطنى، وجرت محاكمات لرجال الحزب الوطنى وقيادات سياسية فى موقعة الجمل أو اتهامات مالية.

عز وسالم وحسني وشفيق .. أبرز رجال المخلوع العائدون

لكن هؤلاء الرجال بدأوا يعاودوا في الظهور في الفترة الحالية مرة أخرى وكأن ثورة لم تقم ، حيث خرج مؤخراً أحمد عز رجل الأعمال في عهد المخلوع ليعلن عن نيته لخوض انتخابات البرلمان المقبل على إعتبار انه يحق له قانونيًا ان يفعل ذلك وسط حالة من الذهول من الجميع .

اما عن فاروق حسني، فكان آخر وزير ثقافة فى عصر مبارك هو أطول وزراء الثقافة عمراً فى الوزارة، بدأ مع عاطف صدقى وخدم بعد ذلك مع الجنزورى وعاطف عبيد وأحمد نظيف.. ورغم أن أحداثا كثيرة كان من المفترض أن تخرجه من الوزارة، لكنه لم يخرج إلا بالثورة.

وعودة حسني في الوقت الحالي ، جاءت بإستضافة قاعه افق واحد بمتحف محمود خليل, معرض الفنون التشكيلية للفنان فاروق حسني وزير الثقافه الاسبق, تحت رعايه الدكتور جابر عصفور وزيرالثقافة،لحديث عن الفن التشكيلي .

ولم يختلف عنهم كثيرًا رجل الأعمال حسين سالم الذي يريد العودة إلى مصر عن طريق التصالح مع الدولة ودفع أموال إلى صندوق تحيا مصر .

وهكذا وزير الطيران في عهد مبارك احمد شفيق ، الذي اعلن عن إقتراب وصوله إلى مصر من أجل خوض الإنتتخابات البرلمانية من خلال حزب الحركة الوطنية .

سياسيون : رجال مبارك يستغلون غضب المصريين من الإخوان للعودة

وعن عودة رجال مبارك للحياة السياسية مرة أخرى يقول، الدكتور عمرو هاشم ربيع- الخبير السياسي ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن ظهور أحمد عز في المشهد السياسي الآن جاء بالتنسيق مع قوى رئيسية في الدولة كمحاولة للضغط على رجال الأعمال الذين يعارضون الدولة ويرفضون الرضوخ لهيمنتها، والتأكيد على أن هناك بدائل متعددة أمام النظام.

وأضاف ربيع أن عودة الحزب الوطني صعبة لكنها ليست مستحيلة خاصة في ظل حالة الضعف والتشرذم التي تسيطر على الأحزاب والقوى السياسية، وهذا يوفر بيئة مناسبة لعودة رموز وقيادات الحزب الوطني إلى تصدر المشهد من جديد خاصة مع انعدام وجود حزب أو تحالف قادر على حسم نتيجة الانتخابات البرلمانية القادمة لصالحه.

وأشار ربيع إلى ضرورة أن تعلي القوى السياسية من مصلحة الوطن والثورة على المصالح الحزبية، مشددا على أن رجال نظام مبارك يستغلون غضب المصريين تجاه جماعة الإخوان وفشلها في إدارة الدولة للعودة للعب دور سياسي مؤثر والمشاركة في صناعة القرار.

ومن جانبة قال محمود سلمان- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن رموز الحزب الوطني المنحل لا يشكلون خطورة كبيرة حال يقظة المواطن البسيط الذي أصبح يدرك ويعي كل ما يحدث على الساحة خاصة أن وجوها مثل الجنزوري وعمرو موسى لم يصبح لديهما أي جديد لكي يقوما بتقديمه للوطن..

واكد سلمان أنه من المتوقع أن يدفع رموز النظام الأسبق بقيادات الصف الثاني والثالث من الحزب المنحل لخوض الانتخابات وذلك من أجل تحريك المشهد السياسي والسيطرة عليه.

شباب الثورة : عودة مبارك ورجالة من أجل القضاء على ثورة يناير

وعلى الجانب الآخر ، قال محمود عفيفي- عضو تيار الشراكة الوطنية , إن رموز مبارك يعودون بكل قوة يومًا بعد الآخر، من أجل القضاء على ثورة يناير التي راح ضحيتها المئات من الشهداء والمصابين، قائلًا: رموز مبارك يعودون بكل قوة للقضاء على ثورة يناير .

وأضاف عفيفي على قوى الشباب والثورة أن تتوحد من أجل مواجهة نظام مبارك الذى يعود بكل قوة للقضاء على الثورة

فيما أكد محمود فرج- القيادي بإتحاد شباب الثورة ، إن عودة رموز مبارك إلى الحياة السياسية لا يؤكد على فشل الثورة بقدر ما يؤكد على ضرورة إصرار القوى السياسية على أهدفها من أجل تحقيق ما تريدة والإطاحة بكل هؤلاء .

وأوضح فرج أن جرائم مبارك ورجاله متنوعة سواء في التعليم، أو الصحة، أو الصناعة، أو الزراعة أو غيرها، ومنها جريمة تدمير الرقعة الزراعية، وتدمير المصانع، وبيعها للقطاع الخاص واستيراد المبيدات الزراعية، وهي جرائم كفيلة بإعدام مبارك إذا تم توثيقها بالأدلة.