عبد الحفيظ سعد يكتب : «القسم المسجل».. مناورة الإخوان

مقالات الرأي



وسط صراعات التحالفات الانتخابية بين القوى المدنية، وضع تنظيم الإخوان خطة، تضمن بها وجود ممثلين له فى البرلمان القادم، يتولون الدفاع عن التنظيم، ويكون قوة ضغط للتخديم على قضايا الإخوان.

تعتمد خطة الإخوان على إيجاد عدد من المرشحين، غير المنتمين للتنظيم يتم الدفع بهم فى الانتخابات، سواء مستقلين أو على القوائم الفردية للأحزاب، كما يتم تجهيز عناصر تابعهم لهم تخوض الانتخابات فى مواجهة رموز للحزب الوطنى المنحل.

ولذلك يختلف التكتيك الذى يعتمد عليه الإخوان فى الانتخابات المقبلة عن أى انتخابات أخرى حتى عن فترة حكم مبارك، التى كان يعتمد فيها الإخوان على عناصر خفية من الجيل الثانى وغير المعروفين من التنظيم، يخوضون الانتخابات، لتلافى رصدهم الأمنى.

ولكن وضع الانتخابات القادمة مختلف، لأنه حتى الجيل الثانى فى التنظيم صار غالبيتهم إما ملاحقين أمنياً، أو على الأقل معروفين حتى على المستوى الشعبى، خاصة بعد المواجهات الشعبية لهم عقب ثورة 30 يونيو.

ولذلك تعتمد خطة الإخوان فى الانتخابات على الجيل الثالث فى التنظيم، والذين يديرون حاليا تحركات التنظيم على الأرض، لكن نجد أن خطة الإخوان لا تقوم على مجرد الدفع بهذه العناصر لخوض الانتخابات، بل إنهم سيتولون عملية التنسيق مع الحلفاء فى الانتخابات.

وبالفعل بدأت هذه العناصر فى التواصل مع عدد من الشخصيات، غير المحسوبين تنظيمياً على الإخوان، من أجل الدفع بهم فى الانتخابات. وتقوم عناصر الإخوان الذين لا يتحركون بشكل مركزى، وإن كان يتولون التنسيق مع صهر خيرت الشاطر، أيمن عبدالغنى الموجود فى تركيا والمسئول حاليا عن القسم السياسى والعمل الجماهيرى، بالإضافة لأخذ مشاورة قيادات التنظيم داخل السجن.

ويأتى عدم المركزية فى تحرك الإخوان، أن يتولى كل مكتب إدارى فى الدائرة أو المحافظة، اختيار اسم المرشح المحتمل ويبدأ معه التفاوض وعملية جس النبض له، بمدى قناعته بقضية الإخوان والدفاع عن التنظيم فى حالة دخوله البرلمان.

وطبقا لما أكدته مصادر إخوانية، فإن قيادات الإخوان، بدأوا يتخلون عن عدد من الشروط التى كانوا يضعونها فى عملية اختيار المرشحين المحتملين، خاصة أن يكون المرشح ضد ثورة 30 يونيو، واستغنى الإخوان عن هذا الشرط، مقابل أن يقوم المرشح الذى يحظى بدعم التنظيم بالقسم المسجل بكاميرا فيديو على المصحف، بأن يتولى الدفاع عن جماعة الإخوان ويعارض النظام فى البرلمان.

وتحدثت المصادر عن أن فكرة القسم المسجل، سيعتمد عليها الإخوان فى ضمان ولاء العضو المرشح فى حالة نجاحه فى الانتخابات، ليس كمجرد قسم دينى فقط، بل سياسى أيضا، عبر التلويح للعضو بأن سيتم تسريب التسجيل ضده فى حالة نقضه القسم، وعدم تنفيذه ما تم الاتفاق عليه.

وفى مقابل ضمان الإخوان ولاء المرشح المحتمل، يتعهد التنظيم على عملية الصرف الكامل عليه من دعاية أثناء العملية الانتخابية، والصرف على المرشح، بعد أن تم رصد مبلغ يصل إلى 2 مليون جنيه لكل مرشح فى الدائرة الفردى، ويضاف إليه أن يقوم الإخوان بعمل الدعاية وسط الجماهير خاصة قسم الأخوات فى التنظيم، كما يضمن أصوات التنظيم والعناصر «الثقات» لهم، ويتولى عناصر منهم عملية متابعة اللجان الانتخابية والفرز.

وتأتى عملية اختيار المرشحين الذين بدأ عناصر من الإخوان التواصل معهم، وتم التركيز على الشخصيات التى لها نشاط سياسى ويفضل أن يكونوا من مؤيدى ثورة 25 يناير، ولكن الإخوان فتحوا اتصالات أيضا، كما تشير المصادر مع مجموعات من الأحزاب المدنية بالإضافة إلى عناصر أخرى من حزب النور يتم التحالف معهم كأفراد، ولذلك كانت خطة الإخوان أن يتم الدفع بالعناصر ذات الشعبية التى على صلة بحزب النور، حتى يخوضوا الانتخابات.

ونجد أن اختيار الإخوان لعناصر من المنتمين للتيار الدينى، يأتى لسهولة تسويق هذه المجموعات بين عناصرهم، كما أنه يعد فائدة للتنظيم الذى يضمن وجود ممثلين لتيار دينى يدافع عن القضايا الجدلية لهم، كما أن هذه العناصر يمكن أن تتحول بسهولة عن سياسة الحزب المنتمية إليه، وتدخل مع الإخوان.

ولعل أبرز ما تعتمد عليه الخطة الإخوانية فى خوض الانتخابات عبر تجنيد عناصر من المرشحين، أن الدوائر التى يختار فيها الإخوان مرشحين، تقع فى المناطق الكثيفة بعناصر الإخوان والتى يمكن أن تحسم أصواتهم المعركة الانتخابية لأى مرشح، مثل دوائر الزيتون والوايلى ومدينة نصر ودوائر حلوان وروض الفرج، والسيدة زينب فى القاهرة، وبندر الجيزة وأوسيم وكرداسة فى الجيزة، وكرموز والمنشية فى الإسكندرية وبعض الدوائر فى محافظات البحيرة والغربية والشرقية والفيوم والتى يتواجد فيها عناصر وخلايا للإخوان بكثافة عالية.

أما بالنسبة للعناصر التنظيمية التابعة للإخوان، فإن تكتيك الإخوان، أن تترشح هذه العناصر فى الدوائر التى سيترشح فيها رموز من الحزب الوطنى المنحل، وذلك من أجل خوض معركة سياسية ضدهم، وذلك لضمان أنه حتى فى حالة ملاحقتهم أمنياً، يتم تصوير الأمر، كأنه من أجل العمل على نجاح رموز الحزب الوطنى، ما يكسب الإخوان ومرشحيهم تعاطفاً وسط القطاع الثورى.

خطة الإخوان لا تعتمد على عملية دفع عناصر للترشيح فى الانتخابات فقط، بل تمتد حتى فى العملية الانتخابية خاصة فى جولات الإعادة، يحتاج أى مرشح لدعم منهم وفى هذه الحالة يتمكن الإخوان من فرض شروطهم على المرشح الذى يدعمونهم، ويتمنون العودة للشارع السياسى والعام مرة أخرى، مستغلين حالة التفكك بين القوى السياسية خاصة المدنية.