أحمد فايق يكتب : العفو يا ريس

مقالات الرأي



قبل الإفراج عن صحفيى الجزيرة .. نطالب بقرار جمهورى بالعفو عن شباب يناير ويونيو و1600 طالب

■ سيادة الرئيس أرجو أن تراجع قانون التظاهر وأن تعطى لمن يعارضك مساحة مثل التى يحصل عليها مؤيدوك

سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى..

تحية طيبة وبعد

اود أن أحيط سيادتكم علما بأن هناك 1600 طالب مسجون فى تهم سياسية، معظمهم بتهمة خرق قانون التظاهر، وهناك شباب آخرون شاركوا فى ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو صدرت ضدهم أحكام بالحبس لنفس الأسباب السياسية، سيادة الرئيس بعض هؤلاء الشباب هتفوا ضدك، وطالبوا بإسقاط حكومتك، سيادة الرئيس أتذكر حينما قابلتك مع شباب الإعلاميين بقصر الاتحادية أننا قلنا كلاما لك كان كفيلا بوضعنا فى السجن 15 عاما طبقا لقانون التظاهر، لكنك كنت ترد علينا مبتسما، وزرعت الأمل بداخلنا، وجعلتنا نخرج إلى الرأى العام نحمل رسائلك التى تؤكد أنه لا وسيط بينك وبين المصريين، وأنه لن يستطيع أحد أن يكسر عظم الدولة المصرية طالما المصريون متحدون، لكن رأينا رؤيتك، ولم يجبرنا أحد على ما نقوله وما لا نقوله، لم ولن ننافقك وأنت تعلم هذا.

سيادة الرئيس هناك 1600 طالب ينتظرون امتحانات نصف العام داخل السجون تتسول أمهاتهم رائحتهم فى المنازل، سيادة الرئيس «الضنا» غالى وأنت أب وتعلم هذا، بعضهم أخطأ نعم، لكن هناك بينهم البرىء، وبينهم الطفل الذى لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وهناك من سيخرج منهم معارضا لك وهذا حقه فى إطار القانون.

سيادة الرئيس هناك شباب حملوا حياتهم على ايديهم حينما نزلوا للشارع فى 25 يناير مطالبين بالخبز والحرية والعدالة الاجتماعية، ليس لديهم شىء يبكون عليه سوى وطنهم، تم احتجازهم ومحاكمتهم بسبب قانون التظاهر الذى أختلف معك كمواطن عليه، اختلافاً انتظر أن تحسمه المحكمة الدستورية العليا قريبا فمؤسسات الدولة مكملة لبعضها البعض.

سيادة الرئيس لا أستطيع أن أتقبل رؤية شباب فى السجن وكان من الأفضل أن يكونوا فى قناة السويس يحفرون مستقبل مصر، أو يجتمعون فى حزب سياسى معارض لك يضعون رؤية مختلفة لمستقبل مصر، يتجادلون معك يختلفون فى توجههم معك، يرشحون أنفسهم أمامك فى الانتخابات ليختار المصريون الأصلح.

سيادة الرئيس أخشى أن يكفر هؤلاء الشباب بالوطن، أو أن يتحولوا إلى إرهابيين يهدمون المجتمع بدلا من بنائه، بعضهم شارك فى ثورة 30 يونيو ضد إرهاب مرسى، والان يسجنون بتهمة اقتحام مقر الإخوان؟!

فهل هذا عدل أن نسجنهم بتهمة إهانة نظام ثار عليه الشعب المصرى، أعلم أن هناك تقاليد قضائية، وأنك لا تريد التدخل فى أحكام القضاء وهذا لا خلاف عليه، وليس من حقك الضغط على القضاء، لكن الدستور المصرى العظيم منحك حق العفو، وننتظر منك العفو حفاظا على تماسك هذا الوطن، أطلب منك العفو من أجل أمهات ورد مصر.

ستقول لى إن بعضهم كسر وخرب وحطم وأن الأفكار المتطرفة سيطرت عليه، سأقول لك إن هذه القلة لها علىَّ حق المراجعة والاحتواء والصبر، لقد كان آلاف منهم يمارسون الإرهاب ويذبحون المصريين بدم بارد، وأجروا مراجعات فقهية وعادوا عناصر فاعلة أو على الأقل محايدة فى المجتمع.

إن دورنا هو الاحتواء، بالوطن يحتاج إلى «اللملمة» يجب أن نجتمع جميعا حول هدف واحد وهو مصر، سيادة الرئيس إن من ينافقونك هم أخطر عليك من الإرهاب، وأدعو الله ألا أكون واحدا منهم قولا وفعلا.. مباشرا وغير مباشر.

سيادة الرئيس أرجو أن تراجع قانون التظاهر وأن تعطى لمن يعارضك مساحة مثل تلك المساحة التى يحصل عليها مؤيدوك.

سيادة الرئيس باسم دماء شهداء ثورتى 25 يناير و30 يونيو من مدنيين وعسكريين أفرج عن شباب مصر، سيادة الرئيس لقد تم حجزى فى سيارة الترحيلات ظلما يوم 26 يناير 2011 وتسامحت فيما حدث معى لأننا فى لحظة «لملمة»، لو أردت أن تعيد لى حقى افرج عن هؤلاء حتى نحيا جميعا.

سيادة الرئيس لو خرج هذا المقال بمسجون سياسى واحد من الحبس سأكتب لك 1600 مقال حتى يخرج البقية.

سيادة الرئيس ربما تدفعنا المواءمات السياسية إلى الإفراج عن صحفيى الجزيرة وهذا يحدث فى كل بلاد العالم، لكن هناك مواءمة أهم وهى إدخال الفرحة لبيوت آلاف من الشباب المسجونين، ربما تنالك دعوة من أم تحفظك وتحفظ أبناءك من كل سوء.

سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى باسم شرفك العسكرى وشرفى الصحفى أكتب كل حرف فى هذا المقال ابتغاء لوجه الله والوطن والحرية، لقد أعطيتنا أملا كبيرا بعدما التقينا بك فلا تتركنا مرة أخرى، فقد أصبحنا نعرفك ونريد من الجميع أن يشاهدوا الوجه الذى رأيناه فى الاتحادية، المصرى المهموم بقضايا بلده، والذى يحمل الهم على أكتافه مؤمنا بقدرة المصريين على تجاوز الصعاب.