ليبيا تهدد بقصف أي طائرة سودانية أو "تركية"

عربي ودولي



أعلنت أمس وزارة الداخلية الليبية عن قرار رسمي مفاجئ، بمنع دخول رعايا السودان وفلسطين وسوريا إلى الأراضي الليبية، فيما أوقفت شركة الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى مدينة مصراتة في غرب ليبيا، بعد تهديدات علنية لسلاح الجو الليبي بقصف أي طائرة سودانية أو تركية حال دخولها الأجواء الليبية.

وقالت وزارة الداخلية الليبية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن نقلا عن الشرق الأوسط اللندنية«وزير الداخلية عمر السنكي أصدر قرارا بحصر دخول حاملي الجنسيات الآتية: السودانية والفلسطينية والسورية للأراضي الليبية في هذه الفترة وحتى إشعار آخر، وعبر كل المنافذ البرية والبحرية والجوية». وأوضحت الوزارة أن هذا القرار المفاجئ يأتي «بعد توفر معلومات دقيقة بمشاركة بعض الوافدين من حاملي هذه الجنسيات ضمن الجماعات الإرهابية في بنغازي ومدن غرب ليبيا ضد رجال الجيش والشرطة». واعتبر وزير الداخلية الليبي أن منع الفلسطينيين والسوريين والسودانيين من دخول أراضي ليبيا، لأن بلدانهم تقوض الأمن في البلاد. وقال: «بعد تقارير استخباراتية ومعلومات من جهاز الشرطة والأجهزة الأمنية بخصوص بعض الدول العربية، ثبت تورطها في أعمال تضر الوطن وخرق السيادة الليبية، تقرر منع دخول الجنسيات من البلدان الآتية: السودان، فلسطين، سوريا».

من جهتها، أعلنت الخطوط الجوية التركية أنها ستوقف كل رحلاتها لليبيا نظرا لتدهور الأوضاع الأمنية هناك، لتصبح بذلك آخر شركة طيران أجنبية عاملة في ليبيا. وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من تهديد علني وجهته رئاسة أركان القوات الجوية التابعة للجيش الليبي إلى تركيا والسودان بقصف أي طائرة تابعة لهما إذا حاولت دخول الأجواء الليبية، سواء كانت طائرة مدنية أو عسكرية. وقالت القوات الجوية في بيان مقتضب «أي طائرة تابعة لهاتين الدولتين سيتم ملاحقتها وضربها».

وتعكس هذه التطورات التدهور الحاصل في علاقات البرلمان الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى شرق ليبيا مقرا له، وحكومته الانتقالية برئاسة عبد الله الثني، وبين عدة دول عربية وإقليمية في مقدمتها تركيا والسودان.

واتهم المستشار صالح عقيلة رئيس البرلمان تركيا بالاستمرار في دعم قوات المتطرفين التي تمثلها ميلشيات «فجر ليبيا» التي تسيطر بقوة السلاح على العاصمة طرابلس وترفض الاعتراف بشرعية البرلمان، بينما قال الفريق خليفة حفتر قائد عملية الكرامة ضد الإرهابيين في شرق ليبيا إن تعاون السودان مع المتطرفين خاصة قوات فجر ليبيا هو أمر لا يحتاج إلى أي إثبات.

ميدانيا، أغار سلاح الجو الليبي أمس مجددا على أهداف عسكرية قال إنها تابعة لميلشيات ما يسمى بعملية فجر ليبيا في مدينة مصراتة بغرب البلاد، قتل 5 وأصيب 4 آخرون بجروح من عناصر هذه الميلشيات في معارك اندلعت ضد قوات تابعة لثوار الزنتان وجيش القبائل الموالية للجيش الليبي بمنطقة بئر الغنم 90 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس. وقال مصدر عسكري إن الاشتباكات وقعت في منطقة بئر الغنم وبئر شعيب القريبة من مدينة الزاوية، بينما تشهد محاور قاعدة الوطية اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين ثوار المنطقة الغربية وما يعرف بجيش القبائل المتواجدين بالقاعدة.

وأوضح المتحدث باسم كتيبة ثوار جادو أن الاشتباكات تدور من 3 محاور، وهي محور العسة والوطية وجنوب صبراتة والعجيلات، كما زعم تقدم قوات ثوار المنطقة الغربية لمسافة 3 كيلومترات، على بعد 5 كيلومترات من بوابة الوطية.

وقالت وكالة الأنباء الموالية لما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني التي لا تحظى بأي شرعية دولية وتسيطر على العاصمة طرابلس إن أهالي مدينة زليتن شيعوا أمس اثنين من قوات فجر ليبيا التابعين لقوة درع ليبيا الوسطى قتلوا في الاشتباكات بمحور الوطية.

من جهته، استأنف سلاح الجو الليبي أمس غاراته الجوية على أهداف في مدينة مصراتة على بعد 200 كلم شرق العاصمة طرابلس، حيث أعلن مسؤول محلى أن طائرات حربية استهدفت محيط مطار مصراتة الدولي والمنطقة الحرة بالمدينة، لكنه نفى في المقابل وقوع أي خسائر بشرية بعدما تصدت المضادات الأرضية للغارات.

ويشن سلاح الجو بالجيش الليبي منذ نهاية الشهر الماضي، ولأول مرة منذ بداية الصراع بين ميلشيات فجر ليبيا وبين البرلمان والحكومة المعترف بها دوليا، غارات على مدينة مصراتة التي ينحدر منها معظم مقاتلي الميلشيات.

وتستهدف الغارات المستمرة للأسبوع الثاني على التوالي في الغالب (ميناء مصراتة البحري - مصنع الحديد والصلب - الكلية الجوية - المطار)، حيث تؤكد قيادة الجيش أن المواقع الـ4 تعد محطات لتجميع السلاح ونقله لميلشيات «فجر ليبيا». وتسيطر هذه الميلشيات على العاصمة طرابلس منذ أغسطس (آب) الماضي، وتخوض معارك ضد الجيش الليبي في مواقع عدة، أبرزها في منطقة الهلال النفطي للسيطرة على هذه المنطقة التي تعد أغنى مناطق البلاد بالنفط.

من جهة أخرى، أعلنت البحرية الليبية توقيف ناقلة نفط جديدة تحمل اسم «صن أويل وان»، بالقرب من محيط حقل البوري البحري للنفط. وأوضح مصدر مسؤول أن الناقلة التي يتكون طاقمها من 5 أشخاص من أوكرانيا ورومانيا كانت تحاول تهريب كميات ضخمة من الوقود نحو دولة أوروبية، محتجزة حاليا في ميناء طرابلس البحري.

ويعتبر حقل البوري البحري (شمال غربي الساحل الليبي على بعد 130 كيلومترا عن العاصمة طرابلس) الذي تديره المؤسسة الوطنية للنفط بالشراكة مع شركة «إيني» للنفط والغاز، من أكبر الحقول المنتجة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ قدرته الإنتاجية نحو 50 ألف برميل يوميا.

ويشكل النفط في ليبيا مصدر 96 في المائة من إيرادات البلاد، لكن تدهور إنتاجه هذا العام بسبب أزمات عدة شهدتها موانئ التصدير والاشتباكات المسلحة فيما يعرف بمنطقة «الهلال النفطي» شرقي البلاد، ووصل الإنتاج اليومي إلى حدود 300 برميل يوميا فقط.