"جامعي جدة" يكشف تفاصيل تنويم مواطن بـ"الطوارئ" لأكثر من 15 يوماً
كشفت إدارة مستشفى الملك عبدالعزيز بمحافظة جدة، تفاصيل ومسببات إخراج مواطن يعاني من تليف في الرئة من قسم الباطنة بعد نحو عامين ووضعه في قسم الطوارئ منذ منتصف شوال الماضي، في الوقت الذي اشتكت شقيقة المريض الأربعيني من محاولات إدارة المستشفى لإجباره على الخروج بعد وضعه في قسم الطوارئ الذي يتعرض فيه لدرجات برودة عالية تتعارض مع حالته الصحية.
وقالت شقيقة المريض في شكوى تلقتها "سبق": إن شقيقها يعاني من تليف كامل بالرئة، مع ارتفاع في الضغط، ومع انخفاض شديد في البوتاسيوم والمغنيسيوم بسبب كثرة الأكسجين؛ ما يستدعي وضع مضاد محلول عن طريق الوريد لخفض البوتاسيوم والمغنيسيوم ثلاث مرات تقريباً في الأسبوع؛ حيث أمضى منوماً بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي بجدة أكثر من عامين، فيما تم تنويمه قبلها في مستشفيات عدة وأدخل العناية المركزة وعمل تنفساً صناعياً، وهو الآن ملقى بالبرد في قسم الطوارئ بالمستشفى من تاريخ 15/ 10 ومعرض لأخذ أي فيروس من أي مريض لديه عدوى، مشيرة إلى أن مدير المستشفى الجامعي لديه خبر بالمريض ويرفض إرجاع المريض للتنويم ويصر على تركه بالبرد الشديد بالطوارئ.
ونقلت "سبق" شكوى شقيقة المريض لمتحدث جامعة الملك عبدالعزيز "الدكتور شارع مزيد البقمي"، الذي أوضح أنه تم إدخال المريض عندما كان يحتاج إلى عناية طبية كاملة بتاريخ ٢٠-٤-٢٠١٤م، وتقرر خروجه بعد تقديم الرعاية الطبية اللازمة له واستقرار حالته التي تحتاج إلى رعاية تمريضية فقط.
وأضاف الدكتور "البقمي": فوجئنا برفض المريض الخروج من المستشفى رغم عدم حاجته للبقاء تلافياً لمشاكل صحية فريدة بوجود المرضى في المستشفى مثل العدوى وتقرحات الفراش، مؤكداً أنه لم يتم إخراجه من المستشفى، وإنما نقل لمكان آخر ويتلقى نفس الرعاية التي كان يتلقاها في جناح الطب الباطني؛ حيث إنه لا يحتاج إلى رعاية متخصصة.
وأردف الدكتور "البقمي": إتاحة السرير لمريض آخر في أمسّ الحاجة الرعاية الصحية المتخصصة علماً بأنه يوجد على الدوام حوالي ٢٠ مريضاً في قسم الطوارئ بحاجة إلى التنويم في قسم الباطني، كما يوجد مرضى في وحدات العناية المركزة بحاجة إلى النقل إلى أسرة في قسم الطب الباطني وإتاحة الفرصة لمرضى آخرين على أجهزة التنفس الصناعي بالانتقال إلى وحدة العناية المركزة.
وأكد "البقمي" أنه اجتمع عميد كلية الطب بحضور المدير الطبي للمستشفى الجامعي مع أخت المريض بحضور ممثل من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والسماع لها ولشكواها وتوضيح وجهة نظرها، وتم الشرح لها أن حالة المريض مستقرة طبياً ولا تحتاج إلى رعاية طبية داخل المستشفى سوى أكسجين من ١-٢ لتر فقط، وأحياناً إعطاء أدوية عن طريق الوريد إذا لزم الأمر، وهذا كله سيتم توفيره يومياً من قبلنا من خلال برنامج الرعاية الصحية المنزلية وتوفير كل الدعم من أدوية إذا لزم الأمر.
وبين "البقمي" أنه تم التأكيد على أن المستشفى ستشملها بالزيارات اليومية المنزلية لتقديم الرعاية الطبية والتمريضية اللازمة بالتعاون مع أهل المريض، وبالرغم من جميع ما سبق أبدت عدم قبولها، معللة ذلك بأن وضعها المادي ضعيف وأن منزلها يحتاج إلى صيانة، وهي وحيدة وبقية إخوتها في المدينة المنورة.
وقال "البقمي": بعد ذلك قام عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بزيارة عميد كلية الطب في مكتبه للسماع لوجهة نظر الجهة وما تم حيال ذلك، وقد وُضح ما تم بكل أمانة وصدق وموضوعية، وبعد الاجتماع أوضح قناعته الكاملة بأن الموضوع يحتاج فقط إلى تقديم طلب للشؤون الاجتماعية من خلالهم أو من خلال ذوي المريض، للحصول على الدعم اللازم.
وزاد: نستغرب مما تم ذكره عن تعرض المريض للبرد والادعاء في الشكوى بإصرار مدير المستشفى على إبقائه في البرد، وعليه فإن المستشفى يحتفظ بحقها النظامي في مقاضاة صاحب الشكوى في تجنيه على مستشفى أكاديمي مرموق بمثل هذا الادعاء الذي لا يتماشى ومستوى كوادره العلمية والطبية وأخلاقيات المهنة، وندعو مسؤولي الصحيفة إلى زيارة المستشفى للتحقق من مثل هذا الأمر.
ولفت "البقمي" إلى أنه تم رفع شكاوي عدة من هيئة التمريض عن تصرفات غير مقبولة من المريض تجاههن، وتم التحدث شفهياً مع المريض مرات عدة، والطلب منه عدم تكرار مثل هذه التصرفات، ولم يتم تصعيد الأمر؛ تقديراً من إدارة المستشفى لحالته الصحية.
وختم تصريحه، بأنه مما سبق، نود التأكيد على أن المريض لا يحتاج حالياً للبقاء في المستشفى؛ حيث إن حالته الصحية تحتاج إلى رعاية طبية منزلية فقط، وأن المستشفى سيوفر ذلك أسوة بالحالات المشابهة، وذلك للاستفادة من هذا السرير لإنقاذ حياة مئات المرضى ذوي الحالات الحرجة، بالإضافة لتوفير الدعم لذوي المريض من خلال الشؤون الاجتماعية.