بوابة الفجر

انهيار منزل واستراحة أم كلثوم فى طماى الزهايرة

أرشيفية
أرشيفية


 

النجوم فى سماء مصر لا تلمع بعد خفوت توهجها، بالموت أو الانزواء، ورغم وجود شخصيات يجب الوقوف أمام تاريخها طويلا لاستلهام القدوة والمثل إلا أن الأمر لم يختلف كثيرًا، وعلى رأس هذه الشخصيات التى لعبت دورا محوريا فى تاريخ هذا البلد عسكريا وفنيا تتربع أم كلثوم.

منزل كوكب الشرق، التى تربت وترعرعت بداخله، يغلب عليه الطابع الريفى المتواضع، يحكى حال أسرة مصرية بسيطة من محدودى الدخل، ورغم قيمته كأولى محطات سيدة الغناء العربى، يعانى من الإهمال والتجاهل التام من المسئولين، وبدلا من متابعته وتحويله إلى مزار سياحى ترك يعانى من تردى الأوضاع بداخله وخارجه.

وكان لدى أم كلثوم استراحة فى طماى الزهايرة، تأتى دائما إليها كلما زارت بلدتها أو أينما مرت عليها أثناء ذهابها لقضاء عطلتها فى رأس البر، استراحة كوكب الشرق تعانى الآن من الإهمال، شأنها شأن منزل الطفولة، فالجدران منهارة، والسقف تهالك تماما، علاوة على الشقوق الموجودة داخل المنزل وخارجه.

وطالب المثقفون والإعلاميون بتحويل منزلها إلى متحف، يؤرخ حياة واحدة من أهم الشخصيات الفنية فى تاريخ مصر والعالم العربى، ومع عدم استجابة المسئولين والظروف المالية القاسية لورثة أم كلثوم، اضطر الورثة إلى هدم منزل العائلة الذى ولدت فيه سيدة الغناء العربى بقرية طماى الزهايرة بمركز السنبلاوين بالدقهلية، رغم أنه يعد ثراثا تاريخيا للبلد.

وقال أهالى القرية إن منزل أم كلثوم لم يلق أى اهتمام من قبل المسئولين لفترة تجاوزت الـ40 عاماً، ولم يفكروا ذات يوم فى تحويله إلى متحف أثرى يقصده محبو كوكب الشرق من داخل مصر أو خارجها، وتعانى قرية أسطورة الغناء العربى من الإهمال وتردى الأوضاع وتدنى الخدمات والمرافق، بدءاً من الطرق الواصلة إليها، فهى وعرة وغير ممهدة، وشوارع القرية غير مرصوفة، ووسيلة النقل الوحيدة هى سيارة نصف نقل، يتراص الركاب فى صندوقها، لتؤرجحهم السيارة على هذا الطريق الوعر، يمينا ويساراً بعد رحلة تدوم لثلث ساعة تقريبا، داخل هذا الصندوق من مركز السنبلاوين، الذى يبعد عن عاصمة الدقهلية مدينة المنصورة 35 كيلومترا.

وطالب أبناء الدقهلية كثيرا بتخليد ذكراها بعمل متحف لها فى مسقط رأسها فى مدينة السنبلاوين، مؤكدين أنهم تلقوا وعودا بإنشاء ذلك المتحف الذى من المفترض أن يضم مقتنيات السيدة أم كلثوم فى الحقول بقرية طماى الزهايرة، وقامت المحافظة بشراء أرض لتخصيصها لإنشاء متحف بها، ولكن منذ شراء الأرض وحتى الآن لم يتم إنجاز أى شىء فى ذلك المتحف، وأصبح تاريخ أم كلثوم فى مهب الريح دون اهتمام من أحد.

ويشار إلى أن مركز معلومات مجلس الوزراء، أعلن أنه فى إطار بروتوكول التعاون بين المركز والجهاز القومى للتنسيق الحضارى، يعرض المركز فيديو مشروع «عاش هنا»، وهو المشروع الذى يهدف إلى توثيق المبانى والأماكن التى عاش بها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التى ساهمت فى إثراء الحركة الثقافية والفنية فى مصر عبر التاريخ الحديث.

يذكر أن أم كلثوم، سيدة الغناء العربى، ولدت فى 4 مايو عام 1904، بقرية طماى الزهايرة بمركز السنبلاوين، التابع لمحافظة الدقهلية، ورحلت عن عالمنا يوم 3 فبراير ١٩٧٥.